دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – أدى تفسير مفتي الجمهورية في سوريا، أحمد بدر الدين حسون، لإحدى آيات القرآن لرد من وزارة الأوقاف في البلاد اعتبرت التفسير "تحريفات" وحذرت من خطورة إطلاق مثل هذه التصريحان، في خلاف واضح بين السلطتين الدينيتين في البلاد.
وكان قد ظهر حسون في مقطع فيديو أثناء تقدميه واجب العزاء بالمطرب الراحل، صباح فخري، وهو يقول: "وين خريطة سوريا في القرآن الكريم؟ موجودة في سورة منقراها كتير في صلواتنا"، واستشهد مفتي الجمهورية بآية "التين والزيتون" ليدعم وجهة نظره.
من جانبها، نشرت وزارة الأوقاف السورية بيانا عبر صفحتها على موقع فيسبوك جاء فيه: لابد من البيان أن المفسرين قد أجمعوا فيما ذكروه من تفسير الآيات أن الله تعالى يقسم بكل عظيم، ومنه ما خلق للإنسان مما ينفعه ويصلح حياته، وما جعل في التين والزيتون من نفع عظيم، ثم أقسم بالبقاع المقدسة، ثم بيّن سبحانه أنه خلق الإنسان الذي هو المحور الأساسيُّ في الكون في أحسن تقويم، والمقصود به كل إنسان، وليس إنساناً مخصوصاً بعينه في زمان ما أو مكان ما".
وأضافت قائلة: "فإن هذه عصبية مقيتة حذّر الإسلام منها ونهى عنها، ثم تحدَّث سبحانه عن أطوار الإنسان وردِّه إلى (أسفل سافلين) والذي عبّر عنه في آيات أخرى ب: (أرذل العمر )؛ للضعف الذي يصيبه بعد القوة والكمال، أو بمعنى أن الإنسان يحط من مرتبته القويمة إلى أسفل سافلين عندما يخالف أوامر الله ويعرض عنها، وهذا حال يصيب كل إنسان في كل مكان وفي كل زمان، ولا علاقة له ببلاد الشام أو غيرها من المسميات القطرية التي تتغير من زمان لآخر"، وفقا للبيان.
وتابعت الوزارة في بيانها بالقول: "وإن تفسير إعجاز الخلق بهذا المفهوم الضيق بعدٌ عن المقصد الإنساني الذي أراده الله في هذه السورة وهو كلام لا ينطلق من دراية بقواعد تفسير القرآن الكريم، كما أنه إقحام للدِّين في إطار إقليمي ضيق"، وأردفت: " وأما فضل بلاد الشام فمعروف تثبته الكثير من الآيات والأحاديث الواضحة الصريحة ولا حاجة في إثباته لمثل هذه التحريفات ولي أعناق الآيات".
وختمت الأوقاف بيانها بالقول: "ويذكِّرُ المجلس العلمي الفقهي بأن منهج التفسير بالأغراض الشخصية أدى إلى ظهور التطرف في تفسيره من جهة أخرى؛ لأن منهج المتطرفين والتكفيريين إنما يعتمد على تحريف تفسير آيات القرآن لتنسجم مع أهدافهم التكفيرية"، حسب قولها.
وأثار هذا الخلاف انقساما عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين عدد من المغردين إذ دعم بعضهم حسون واتهموا وزارة الأوقاف باستهدافه لأنه صلى على صباح فخري في حين أيد لآخرون وجهة نظر الوزارة.