دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، الجمعة، استقباله وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي، وتسلمه وقبوله استقالته وأحالها إلى الرئيس ميشال عون.
وأجرى ميقاتي اتصالا بوزير التربية والتعليم العالي ووزير الإعلام بالوكالة القاضي عباس الحلبي، وطلب منه تصريف الأعمال في وزارة الإعلام في المرحلة الانتقالية، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وقال رئيس الوزراء اللبناني، في بيان: "يهمني تأكيد الآتي: أولا: إن استقالة الوزير كانت ضرورية بعد الأزمة التي نشأت مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن شأنها أن تفتح بابًا لمعالجة إشكالية العلاقة مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، بعد تراكمات وتباينات حصلت في السنوات الماضية".
وأضاف: "ثانيا: إن لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها، ويتطلع إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب وأمتنها بروح الروابط التاريخية التي تجمع بين دولنا وشعوبنا، ومن هذا المنطلق فإننا حرصاء على تطبيق ما ورد في البيان الوزاري لحكومتنا لجهة تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة والإصرار على التمسك بها والمحافظة عليها، والحرص على تفعيل التعاون التاريخي بين بُلداننا العربية والنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي أي نزاع عربي - عربي ودعوة الأشقاء العرب للوقوف إلى جانب لبنان في هذه المحنة التي يرزح تحتها شأنهم دائما مشكورين".
"ثالثا: إن ما يجمع بين لبنان والمملكة العربية السعودية من علاقات أخوة تاريخية متينة كفيل بتجاوز كل التباينات العابرة والملاحظات التي تحمل في طياتها عتب محب ليس إلا، وكذلك الأمر مع سائر دول مجلس التعاون الخليجي"، حسب ميقاتي.
وأشار ميقاتي إلى عزم حكومته تشديد الإجراءات "الكفيلة بضبط الحدود البحرية والبرية ومنع كل أنواع تهريب الممنوعات الذي يضر بأمن الدول العربية الشقيقة وخصوصيتها، لا سيما منها دول الخليج والسعودية بشكل خاص. والحكومة على استعداد لإنشاء لجنة مشتركة للبحث في كل الأمور والسهر على حسن تطبيقها".
وأكد ميقاتي "رفض الحكومة كل ما من شأنه الإساءة إلى أمن دول الخليج واستقرارها، وتدعو كل الأطراف اللبنانية إلى وضع المصلحة اللبنانية فوق كل اعتبار، وعدم الإساءة بأى شكل من الأشكال إلى الدول الشقيقة والصديقة أو التدخل في شؤونها".
وجدد "مطالبة جميع الأطراف بالعودة إلى طاولة مجلس الوزراء للقيام بتنفيذ ما هو مطلوب من الحكومة في هذا الظرف الصعب".
وقال: "إننا إذ نبدي أسفنا لما حصل سابقا وأن يكون صفحة من الماضي قد طويت، نتطلع إلى إعادة العلاقات الطبيعية بيننا وبين الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج على قاعدة الاحترام والمحبة وحفظ سيادة كل دولة وأمنها وخصوصيتها وكرامة شعبها".
كان جورج قرداحي أعلن، في وقت سابق الجمعة، استقالته من منصبه، عقب توترات أزمة دبلوماسية أثارتها تصريحات سابقة له عن الحرب في اليمن، اُعتبرت مسيئة للسعودية والإمارات.
وقال في مؤتمر صحفي: "رفضت الاستقالة في السابق لأقول إن لبنان لا يستحق هذه المعاملة، نحن اليوم أمام تطورات جديدة، الرئيس الفرنسي ماكرون ذاهب للسعودية، وسيفتح موضوع إعادة العلاقات مع لبنان مع سمو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".
وأضاف: "قررت التخلي عن موقعي الوزاري على أن أظل في خدمة وطني أينما كنت وأتمنى للحكومة التي أستقيل منها النجاح".