(CNN)-- قُتل ما لا يقل عن 7 مقاتلين من "قوات سوريا الديمقراطية" المتحالفة مع الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم "داعش" عندما حاول عناصر من التنظيم إخراج الآلاف من عناصره السجناء في سجن غويران في مدينة الحسكة، الخميس، وهو هجوم يؤكد المخاوف من احتمال عودة داعش.
وبحسب "قوات سوريا الديمقراطية" المعارضة بدأ الهجوم على السجن الواقع شمال شرق مدينة الحسكة بانفجار سيارة مفخخة خارج السجن ثم هاجمت عناصر من "داعش" القوات التي تحرس السجن، فيما أحرق مسلحون داخل السجن بطانيات وأدوات البلاستيكية "في محاولة لإشاعة الفوضى"، وليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأفعال قد تم تنسيقها أو ما إذا كان السجناء قد رأوا ما يحدث فرصة لإثارة الارتباك في الوقت المناسب.
وقالت "قوات سوريا الديمقراطية"، الخميس، إنها "أحبطت" محاولة الهروب من السجن، ومع ذلك، وردت أنباء عن اشتباكات صغيرة في المنطقة، الجمعة.
وقال داعش، في بيان، الجمعة، إنه شن هجوما "واسع النطاق لتحرير السجن بأكمله"، وقال قائد "قوات سوريا الديمقراطية"، في وقت لاحق يوم الجمعة، إنهم صدوا الهجوم بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا لمحاربة داعش، وأكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي في البنتاغون، الجمعة، القيام بضربات جوية لدعم "قوات سوريا الديمقراطية" خلال إحباط هروب السجناء.
وقال مدير المركز الإعلامي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" فرهاد الشامي لشبكة CNN، الجمعة، إن "قوات سوريا الديمقراطية" قتلت 28 مسلحاً من تنظيم داعش في الاشتباكات.
وقالت "قوات سوريا الديمقراطية"، في بيان، إن 89 سجينا على الأقل تمكنوا من الفرار لكن تم القبض عليهم، وأضافت أنه يعتقد أن العديد من المسلحين المتورطين في الهجوم يختبئون في منازل مدنية بالقرب من السجن، مما أجبر السلطات على نصب نقطة تفتيش.
ويوجد ما بين 11 آلف إلى 12 آلف من مقاتلي داعش محتجزون في السجون ومعسكرات الاعتقال في شمال سوريا التي تديرها "قوات سوريا الديمقراطية".
ورغم أن هذه ليست المحاولة الأولى من نوعها للفرار من السجن فقد هرب العديد من عناصر داعش في عام 2020 عن طريق تهشيم الأبواب واستخدامها لتحطيم جدار إلا أن المخاوف تتزايد من أن توقيت الهجوم وجرأته تشير إلى القوة المتجددة للتنظيم الإرهابي، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم أسفر عن مقتل 11 جنديا وقال الرئيس العراقي برهم صالح على تويتر "لا يمكن الاستهانة بمحاولات إحياء الإرهاب في المنطقة".
وارتبط تنظيم داعش بتنفيذ هجمات إرهابية واسعة النطاق في ذروة قوته في عامي 2014 و2015، عندما حكم ما أطلق عليه عناصر التنظيم "دولة الخلافة" المزعومة التي امتدت على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، و لاحقا تم طرد التنظيم الإرهابي، لكن كثيرون حذروا من أن مسلحي داعش قد يستمرون في العمل في الظل.
ففي عام 2019، حذر رئيس المخابرات العسكرية العراقية آنذاك، الفريق سعد العلاق، من أن مثل هذه المحاولات للهروب من السجون تم التخطيط لها وقال إن داعش، أطلق على مهمة جديدة اسم "تحطيم الأسوار"، تهدف إلى اقتحام السجون التي يُحتجز فيها الدواعش ومحاولة إعادة بناء هيكل التنظيم.
وفي الأشهر الأخيرة، حذرت قوات الأمن العراقية من أن داعش سيستمر في محاولة إعادة تجميع صفوفه لشن مثل هذه الهجمات المميتة، في حين حذر بعض كبار القادة من أن خلايا التنظيم النائمة تواصل شن هجمات مميتة في المنطقة.
وأمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بزيادة الإجراءات الأمنية على الحدود العراقية السورية في أعقاب الهجوم على السجن الجمعة.
وقال حسين علاوي، مستشار الكاظمي، إن قوات الأمن العراقية لا تزال بحاجة إلى تطوير جهودها الاستخباراتية لتكون قادرة على صد مثل هذه الهجمات المنسقة من قبل الجماعات الإرهابية المختلفة.
وقال علاوي لشبكة CNN: "نحتاج إلى تطوير الجهد الاستخباراتي للقوات المسلحة العراقية من خلال المعدات التقنية والكاميرات الحرارية والأبراج المحصنة الحديثة".
كما قال علاوي إن القوات المسلحة العراقية بحاجة إلى مواصلة التعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، والذي لم يعد يشارك في مهام قتالية منذ عام 2021.
ويركز التحالف الآن على التدريب والمساعدة، لكن وجوده لا يزال مثيرا للجدل حيث تتعرض الحكومة العراقية لضغوط هائلة من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران لإنهاء وجود القوات الأمريكية في العراق.
ويعتبر الهجوم على السجن بمثابة تذكير قوي بتحديات محاربة المتطرفين مثل "داعش" واستعداد قوات الأمن العراقية لصد الهجمات الإرهابية.