دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال العاهل الأردني إنه وجّه الديوان الملكي بتنظيم ورشة عمل لأصحاب الخبرة الاقتصادية "لوضع رؤية شاملة وخارطة طريق مُحكمة للسنوات المقبلة"، بعد إشارته إلى أن "المسيرة تباطأت" نتيجة أزمات إقليمية ألقت بظلالها على المملكة، حسب قوله.
وتهدف الرؤية التي دعا لها الملك عبدالله الثاني إلى "إطلاق الإمكانيات، لتحقيق النمو الشامل المستدام"، باتخاذ خطوات ووضع آليات تضمن "الاستمرارية في الإنجاز للحكومات والمسؤولين، والحيلولة دون إعادة صياغة الخطط والاستراتيجيات كلما حلت حكومة محل أخرى".
وأضاف الملك عبدلله، في كلمة له بمناسبة عيد ميلاده الستين: "لا أرى مكانا لنا إلا في مقدمة التغيير، الذي يسير وفق رؤية وطنية شاملة واضحة المنهجية والأهداف، لا يعيقها تردد ولا يضعفها ارتجال ولا تثنيها مصالح ضيقة".
وقال الملك عبدالله: "اشتدت الصعاب في السنوات الأخيرة، واشتعل محيطنا بأزمات ألقت بظلالها علينا، فقد استقبلنا مئات الألوف من اللاجئين، وتعاملنا مع تحديات أمنية على حدودنا، وانقطعت طرق حيوية للتجارة، وتراجع الدعم الخارجي، مما أدى إلى تباطؤ مسيرتنا (...) نعم، تباطأت المسيرة لكنها لم تتوقف".
وتابع: "أنا أقف على عتبة الستين من عمري، وبلدنا الحبيب يبدأ قرنا جديدا من عمره، تحضرني رسالة الهاشميين التي نذرت نفسي من أجلها، جنديا من جنود الجيش العربي، ومواطنا أردنيا يؤمن بهذا الوطن، وهي خدمة الأردن الغالي وشعبه العظيم".
وقال الملك عبدالله: "لن نجد الحلول إن بقينا في دوامة لوم وتشكيك وتغييب للحقائق والمنطق والعقلانية"، داعيًا إلى التصدي للشائعات والأخبار الكاذبة عبر استعادة "مساحات الحوار العام، لنحول دون تمكّن ضعاف النفوس المتسترين خلف شاشاتهم من بث روح السلبية والإحباط وزعزعة الثقة في مجتمعنا ووطننا، فالثقة هي أساس منعة المجتمع، فإذا انهزت تزعزعت منظومة القيم، ولا نريد أن يكون لأولئك الذين يجدون في معاركهم الفردية أو بطولاتهم الشخصية غايات أهم من مصلحة الوطن مكان بيننا".
وأكد ضرورة عمل الحكومات بشفافية وتوضح آليات عملها بصراحة ومسؤولية، تبدد الإشاعات الهدامة بالحقائق المقنعة، حسب قوله. وأشار إلى أنه وجه الحكومة إلى وضع الخطط والبرامج لدعم قطاعات السياحة والزراعة، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة المتجددة، إضافة إلى تكريس نهج المساءلة للمقصرين في واجباتهم تجاه المواطن.