دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تفاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على حكم صوم يوم عرفة إن وافق يوم الجمعة كما هو الحال في مناسك هذا العام.
انتشر مقطع صوتيّ ينهى فيه صاحبه عن صيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة، وكلامه غير صحيح. لأنّ النهي عن صيام يوم الجمعة إنّما هو إذا قصد يوم الجمعة نفسه بالصيام، أمّا إذا وافق يوم عرفة، أو يوم عاشورا فإنّه يُشرع فيه الصوم.!
دار الإفتاء المصرية بتت رأيها في الموضوع قائلة بتدوينة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك: "صيام يوم الجمعة منفردًا (يوم عرفة) يرى الجمهور من العلماء أنَّه يجوز صيام يوم الجمعة منفردًا إذا كان هناك سببٌ لهذا الصوم؛ وذلك كما إذا وافق يوم الجمعة عادةً للصائم؛ كمَنْ يصوم يومًا ويُفْطِر يومًا، أو إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء، أو كان الصوم لقضاء ما على المسلم من رمضان مَثَلًا، أو إذا صام الشخص يومًا قبل الجمعة أو يومًا بعده.. فإذا أتى يوم عرفة يوم جمعة وصامه المسلم منفردًا؛ فيصح صومه ولا حرج عليه".
الأحاديث الصحيحة عن الرسول ﷺ حول إكراه إفراد صيام يوم الجمعة، يقصد بها، صوم الجمعة كيوم جمعة فقط دون أي مناسبة، أما بخصوص صوم عرفة يوم الجمعة، فيجوز إفراده وصومه، دون يوم سابق أو لاحق، لأن القصد هنا، صيام عرفة، وليس الجمعة، فالصيام صحيح، بإذن الله، والله تعالى أعلم. #يوم_عرفه
وكان أحمد الغامدي، المدير العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة بالمملكة العربية السعودية، قد أثار جدلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشره تصريحات سابقة له "ضعف فيها" حديث فضل صيام يوم عرفة والذي جاء فيه: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده".
لا حرج في إفراد يوم الجمعة بالصيام إذا وافق عرفة فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامه منفردا للمتطوع والراجح من النهي هنا أنه نهي كراهة فقط وليس نهي حرمة. فلا يلزمه صيام يوم قبله إلا إذا أراد الخروج من الخلاف واحتاط لنفسه. #الحج #لبيك_اللهم_لبيك #عشر_ذي_الحجة
جاء ذلك في تغريدة للغامدي على صفحته بتويتر، حيث أعاد نشر تقرير سابق نشرته صحيفة النبأ الكويتية العام 2013 نقلا عن مقال له بصحيفة عكاظ السعودية، وورد فيه: "علل الغامدي مقاله باستعراض بعض الاحاديث التي تشير إلى ما ذهب إليه: أخرج مسلم وغيره عن أبي قتادة عن رسول الله قال: ( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده).. ورواه عن عدد من الصحابة بطرق لا يصح منها شيء وأعله البخاري بالانقطاع بين عبد الله بن معبد الزماني وأبي قتادة وبوّب في الصحيح بقوله: (باب صوم يوم عرفة) قال ابن حجر أي: ما حكمه، وكأنه لم تثبت الأحاديث الواردة في الترغيب في صومه.. وجزم العيني في العمدة بأن أحاديث الترغيب في صوم يوم عرفة لم تثبت عند البخاري".
واستطرد وفقا للتقرير: "قال ابن جرير في تهذيب الآثار: ’وثبت عن جماعة من السلف كراهتهم صوم ذلك اليوم لكل أحد، في كل موضع وكل بقعة من بقاع الأرض، وإنكار بعضهم الخبر الذي روي عن أبي قتادة عن رسول الله في فضل صومه ‘ وألفاظ الحديث فيها اختلاف كثير، ففي بعضها نقل كلام النبي مباشرة ، وفي بعضها أن عمر سأل النبي، وفي بعضها أن رجلاً سأل النبي، وفي بعضها أن أبا قتادة قال: سألت النبي.. والحديث لا يرتقي سندا للحسن فضلا عن الصحة وفي معنا نكارة من وجهين ففي قوله: (غفر له سنة أمامه، وسنة بعده) نكارة بتجرئة المكلف على المعاصي في المستقبل ولم تثبت مغفرة ما تأخر من الذنوب إلا لرسول الله ولأهل بدر، ومن جهة أخرى أن ما فيه من الفضل مع كونه يوم نفل أعظم مما في صيام رمضان وهو شهر فرض وقد قال فيه النبي: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) فالفضل مقتصر فيه على غفران ما سلف ولم يذكر فيه مغفرة ما يستقبل منها".