دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، على ضرورة تغيير إيران لسلوكها، مؤكدًا أن جميع الدول العربية بما فيها الأردن، تتطلع لعلاقات طيبة مع طهران، وأشار إلى أن "قمة جدة" وجهت رسائل مهمة تتعلق بالاهتمام الذي توليه واشنطن للمنطقة.
وقال الملك عبدالله في حوار مع صحيفة "الرأي" الأردنية: "نحن لا نريد توترًا في المنطقة. والأردن وكل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران مبنية على الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. ونرى أن الحوار هو السبيل لحل الخلافات"، حسب قوله.
وتابع العاهل الأردني قائلًا: "ولكن وكما سبق أن أكدت في عدة مناسبات، التدخلات الإيرانية تطال دولًا عربية، ونحن اليوم نواجه هجمات على حدودنا بصورة منتظمة من مليشيات لها علاقة بإيران، لذا نأمل أن نرى تغيرًا في سلوك إيران، ولا بد أن يتحقق ذلك على أرض الواقع لأن في ذلك مصلحة للجميع في المنطقة، بما في ذلك إيران والشعب الإيراني"، على حد تعبيره.
وعن "قمة جدة" التي شهدت مشاركة الأردن إلى جانب 8 دول عربية في قمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال الملك عبدالله: "تعلم أن الرئيس بايدن التقى الفلسطينيين والإسرائيليين قبل القمة، وهي رسالة مهمة من الولايات المتحدة تعكس اهتمامها بالمنطقة، كما أن مشاركتها في القمة تبرز الأهمية الاقتصادية والسياسية لباقي الدول المشاركة".
وأضاف العاهل الأردني قائلا: "نأمل أن تسهم مخرجات القمة في بلورة رؤية جديدة للإقليم يكون أساسها التكامل الاقتصادي، والدفع باتجاه إيجاد حلول سياسية لأزمات المنطقة"، حسب تعبيره.
وأضاف الملك عبدالله قائلا في السياق نفسه: "الولايات المتحدة شريك رئيس لنا، وعلاقتنا بها متميزة، ولها دور رئيس في كل جهود إعادة إحياء العملية السلمية. ونحن ننسق بشكل مستمر مع السلطة الوطنية الفلسطينية ومع أشقائنا في مصر ومع الدول العربية الشقيقة في ذلك"، وتابع: "واجتماع جدة، الذي نهنئ الأشقاء في المملكة العربية السعودية على نجاحه، عكس أولوية القضية الفلسطينية ومركزيتها، وحجم التنسيق بين الدول العربية".
وأكد العاهل الأردني أن المرحلة المقبلة ستشهد "تنسيقًا وتشاورًا وتعاونًا عربيًا مكثفًا وفاعلًا"، من أجل شعوب الدول العربية وقضاياها.
وبشأن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، قال الملك عبدالله: "أما عن القضية الفلسطينية، فلنكن واضحين، لا يمكن تجاوزها، فهي قضيتنا الأولى ومفتاح السلام والاستقرار الشامل والدائم"، وتابع: "الأردن مستمر، وانطلاقًًا من الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة. هذا واجبنا ونؤديه بكل أمانة"، على حد قوله.
وبما يخص عمليات تهريب السلاح والمخدرات التي يواجهها الأردن من الأراضي السورية، قال الملك عبدالله: "عمليات تهريب المخدرات والسلاح تستهدفنا كما تستهدف الأشقاء، فالتهريب يصل إلى دول شقيقة وأوروبية. ننسق مع الأشقاء في مواجهة هذا الخطر وندرك جميعا أن مواجهته مصلحة للجميع"، وأعرب عن ثقته بقدرة القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية على التعامل مع هذا التهديد، مجددًا التأكيد على أن عمان ستواصل العمل على حماية مصالحها وأمنها.
وأضاف العاهل الأردني قائلا: "هناك تبعات كثيرة وكارثية للأزمة السورية، وحلها يكون بالتوصل لحل سياسي شامل يعالج كل تبعاتها، ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق، ويوفر ظروف العودة الطوعية للاجئين، ويعيد لسوريا الأمن والاستقرار. هذا ما عملنا من أجله، وهذا ما سنبقى نعمل من أجله"، حسب قوله.