دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت النيابة العامة المصرية، يوم الأربعاء، أنها تحقق في نشر تصوير لجثمان فتاة جامعة المنصورة نيرة أشرف، بوسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد ساعات من تداول فيديو مسرب للفتاة ظهر فيه آثار الطعنات التي تلقتها في الرقبة والوجه والظهر، واستنكر ذويها تسريب الفيديو، وأعلنوا عن تقدمهم ببلاغ ضد المتسبب في الواقعة.
وقالت النيابة العامة، في بيان عبر صفحتها على فيسبوك، إن "وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام رصدت منشورات متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تتضمن تصويرا لجثمان المجني عليها نيرة أشرف وأنه تم التقاطه بأحد المستشفيات".
وأضاف البيان: "عُرضت المقاطع على النيابة المختصة التي تلقت بالتزامن مع ذلك الرصد عريضة مقدمة من والد المجني عليها يشكو فيها مدير مستشفى المنصورة العام القديم والطاقم الطبي الذي كان مصاحبا للمتوفاة لتصويرهم الجثمان، وتسريبهم التصوير ونشره، مما ينال من حرمتها، وأرفق بالعريضة مقطعا تضمن تصويرًا لجثمان المجني عليها ظاهرة به الطعنات التي أصيبت بها، كما ظهرت به امرأة تحرك الجثمان لفحص ما به من إصابات".
وتابع: "وعلى هذا، انتقلت النيابة العامة إلى مستشفى المنصورة العام القديم للاطلاع على كافة المستندات الرسمية الثابت فيها تفصيلات حالة المجني عليها، والطاقم الطبي الذي تعامل معها، والوقوف على ما سجلته آلات المراقبة داخل المستشفى، مما قد يفيد في كشف الحقيقة، كما استدعت النيابة العامة والد المجني عليها لسماع شهادته، وأمرت بالاستعلام عن الطاقم الطبي الذي اختص باستقبال جثمان المجني عليها بالمستشفى المذكور، والذي صاحبها حتى خروجها منه، واستدعائهم جميعا لسؤالهم، وكذا أمرت بطلب مدير المستشفى لسؤاله، وندبت الضباط المختصين بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، والإدارة العامة للمساعدات الفنية لفحص الروابط المتضمنة منشورات المقاطع المرئية المتداولة المتعلقة بالواقعة، وتحديد القائمين على نشرها، وطلبت تحريات الشرطة حول الواقعة وملابساتها".
وأوضح البيان أن "النيابة العامة أخطرت من الشرطة بتمكنها من تحديد الممرضة التي صورت الجثمان من الطاقم الطبي بالمستشفى ونشرت التصوير، كما أمكن تحديد علاقة الأخيرة بأخرى شاركتها في الواقعة بتداولهما مقطع التصوير، وأنه باستدعائهما أقرتا أمام الشرطة بالواقعة، وجارٍ بناء على ذلك عرضهما على النيابة العامة لاستجوابهما، واستكمال التحقيقات".
يذكر أن أشرف عبد القادر والد طالبة المنصورة، كان استنكر تداول الفيديو لابنته، بعد وفاتها بأكثر من 40 يوما، موجهًا رسالته للمتسبب في تسريب الفيديو، قائلًا: "فيه حرمانية للموتى، بنتي ماتت بقالها أكثر من 40 يومًا، ليه يتم نشر فيديو يأذيها ويجرحنا"، مضيفًا :"كفاية الي حصل لبنتي، سيبوها بقى وابعدوا عنها شوية".
وأضاف "عبد القادر"، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، قبل صدور بيان النيابة العامة، أنه علم بتداول الفيديو من المحيطين به، والذين نصحوه بعدم مشاهدته، متابعًا: "لم أستطع مشاهدته بالفعل، ولكن المحامي الخاص بالعائلة شاهده وأكد أن ابنته هي التي ظهرت بالفيديو، ولذا طلب منه اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الذين سربوا الفيديو".
وكان خالد عبد الرحمن محامي أسرة طالبة المنصورة، كشف، في وقت سابق، عن تقدمه ببلاغ للمحامي العام لنيابات جنوب المنصورة ضد مدير مستشفى المنصورة العام القديم، والطاقم الطبي المصاحب للمجني عليها، حول المتسبب في تسريب الفيديو، مضيفًا أن الفيديو مسرب من داخل مستشفى المنصورة العام وليس المشرحة؛ لأن الأخيرة ليس بها سرير نقل المرضى "ترولي"، ولذا تم تقدم البلاغ ضد المستشفى.
وقال عبد الرحمن، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إن الفيديو تسبب في صدمة لأسرة نيرة أشرف؛ لأنهم لم يروا ابنتهم نهائيًا يوم الواقعة أو في المستشفى أو في المشرحة.
وحول من المتسبب في تسريب الفيديو، كان المحامي رجح أن تكون إحدى ممرضات المستشفى سربته بغرض الشهرة "الشو" فقط لا غير؛ لأنه "ليس هناك لأحد مصلحة من وراء هذا التسريب الذي أضر كثيرًا بنفسية أسرة الطالبة المقتولة".
وفجر خالد عبد الرحمن مفاجأة بأنه سبق أن رأى الفيديو بعد واقعة قتل نيرة أشرف بـ48 ساعة، غير أنه حذر إدارة المستشفى من تسريبه حتى لا يتخذ الإجراءات القانونية ضدهم.
يذكر أن محكمة مصرية أصدرت، يوم 6 يوليو/تموز الماضي، حكمًا بمعاقبة المتهم محمد عادل قاتل الطالبة بالإعدام ومصادرة السلاح الأبيض.