تقرير من إعداد عباس اللواتي، ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يستعد بنيامين نتنياهو لإحياء مسيرته السياسية والقيام بعودة مثيرة كرئيس لوزراء إسرائيل. لقد أظهرت نتائج الانتخابات الجزئية، الأربعاء، أن كتلة زعيم حزب الليكود سوف تفوز بأكثرية مريحة من 65 مقعدًا في البرلمان (الكنيست) المؤلف من 120 مقعدًا.
حصل نتنياهو، بعد أن تم تهميشه من قبل الكثيرين في التيار السياسي السائد في البلاد، على شريان حياة من خلال صعود حزب من أقصى اليمين، يمكن القول إن بعض قادته متطرفون.
من المرجح الآن أن يقود نتنياهو دولة مستقطبة جدا وحكومة يحتمل أن تكون واحدة من أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل.
يقول يوهانان بليسنر، رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، إنه بعد خمس انتخابات في أربع سنوات، قد تستمر هذه الحكومة.
تحدثت شبكة CNN إلى بلينسر حول ما يمكن أن تعنيه عودة نتنياهو للبلاد.
ما رأيك في استطلاعات آراء المصوتين ونتائج الانتخابات الجزئية؟ هل يمكن لنتنياهو أن ينجح في العودة؟
إذا حكمنا من خلال النتائج الفعلية وجميع استطلاعات الرأي، فإن نتنياهو هو بلا شك رئيس وزراء إسرائيل المقبل. لقد قام بمفرده بإخراج قاعدته يوم الانتخابات بنسب أعلى مما رأينا في الجولات السابقة، ورغم أن العديد منهم صوتوا في النهاية لحلفائه من اليمين وليس لحزب الليكود، إلا أنه صنع الفارق وتمكن من كسر جمود السنوات الأربع الماضية. إذا كانت الأرقام التي نراها صحيحة، فسيكون لنتنياهو ائتلاف حاكم بين 62 و65 مقعدًا.
ما مدى احتمالية أن تضم حكومة بقيادة نتنياهو أحزاب اليمين المتشدد، وما هي الآثار المترتبة على ضمها؟
من غير المرجح أن يتراجع نتنياهو عن وعده المركزي في حملته الانتخابية بضم جميع أعضاء كتلته إلى حكومته، بما فيهم بن غفير وشريكه في الحزب الصهيوني الديني بتسلئيل سموتريتش.
أثبت نتنياهو على مدار 15 عامًا كرئيس للوزراء، بأنه زعيم حذر في الأمور الدبلوماسية والأمنية. في حين انتقد البعض في المجتمع الدولي رفضه تقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين لدفع عملية السلام، إلا أنه كان مترددًا تقليديًا في تغيير الوضع الراهن في الضفة الغربية لصالح حلفائه في حركة الاستيطان، وغالبًا ما كان يتردد قبل إلزام الجيش الإسرائيلي بعمليات عسكرية كبرى.
من غير المتوقع أن يتغير هذا النهج الحذر. سيكون السؤال هو ما إذا كان من الممكن الوثوق بأن بن غفير -الذي لديه تاريخ من الأعمال الاستفزازية ضد العرب الإسرائيليين والفلسطينيين- سيكون معتدلًا الآن بعد أن يصبح في منصبه ولن يشعل النيران التي سيضطر نتنياهو إلى إخمادها.
من المجالات المحددة التي يجب التركيز عليها جبل الهيكل (الحرم الشريف) في القدس وهو مقدس لكل من المسلمين واليهود. فمنذ أن استلمت إسرائيل المكان من الأردن في عام 1967 كان الوضع القائم ضمان السماح لليهود بالزيارة ولكن عدم الصلاة في هذا الموقع. ظل بن غفير وحلفاؤه يدعون منذ سنوات لتغيير هذه السياسة. يمكن لصراع يندلع هناك أن ينتشر بسرعة في جميع أنحاء إسرائيل وحتى في المنطقة.
ماذا ستعني عودة نتنياهو بالنسبة لمحاكمته، وماذا سيعني ذلك للنظام القضائي الإسرائيلي؟
شارك حلفاء نتنياهو في الحزب الصهيوني الديني خلال الحملة الانتخابية، بالإضافة إلى أعضاء بارزين في حزبه الليكود، صراحةً في برنامج إصلاح النظام القضائي. بدافع من الأيديولوجية، فقد اقترحوا تسييس القضاء من خلال ضمان تعيين القضاة والمستشارين القانونيين من قبل القادة السياسيين مما يجعلهم مدينيين بالفضل للقادة، وكذلك إضعاف الضوابط والتوازنات الموجودة بين فروع الحكومة من خلال وضع "بند تجاوز" من شأنه السماح للكنيست بنقض قرارات المحكمة العليا. بالنسبة لنتنياهو، قد تكون هذه الإصلاحات بمثابة فتحة هروب من محاكماته الجنائية الجارية، حيث يواجه اتهامات بالفساد، ولكن الأهم من ذلك، أنها ستغير بشكل أساسي النظام الدستوري الحالي الذي يعمل كأساس للديمقراطية الإسرائيلية.
سجلت هذه الانتخابات أعلى نسبة إقبال منذ عام 2015، ماذا يعني ذلك؟
أثبت الإسرائيليون على الرغم من التحديات العديدة مدى التزامهم بديمقراطيتهم. في حين أننا لا نملك جميع البيانات حول نسبة المشاركة، يبدو بأنه كان كل من العرب الإسرائيليين وأعضاء المجتمع الأرثوذكسي المتشدد دافعًا بشكل خاص للتصويت في هذه الانتخابات.
كانت تلك المخاوف قبل الانتخابات من أن الإقبال المنخفض في البلدات العربية الإسرائيلية قد يؤدي إلى تجاوز واحد فقط من أحزابه الثلاثة العتبة الانتخابية. يبدو بأن ذلك قد أدى إلى زيادة إقبالهم. ومع ذلك، نظرًا لارتفاع نسبة المشاركة الإجمالية، من المحتمل أن يظل تمثيلهم في الكنيست حوالي 10 مقاعد وهو نفس التمثيل في البرلمان المنتهية ولايته.
بالنسبة للمجتمع الأرثوذكسي المتشدد، يبدو أن حقيقة أن هذه [الحكومة المنتهية ولايتها] كانت أول ائتلاف حاكم تم استبعاده منها منذ عام 2015 قد حفز ناخبيهم على المشاركة بمعدلات أعلى بكثير مما كان متوقعًا. إذا كانت النتائج التي نشهدها صحيحة، فستلعب الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة دورًا كبيرًا في ائتلاف نتنياهو.
إذا قام نتنياهو بتشكيل حكومة، فما احتمالية عودة إسرائيل إلى الانتخابات في المستقبل القريب؟
في حين أن النظام السياسي الإسرائيلي قد ابتلى لعقود من الزمن بعدم الاستقرار، فإن انتصار نتنياهو الكبير والطبيعة المتجانسة لما يُرجح أن تكون الحكومة المقبلة، يمكن أن يضمن أنها تخدم ما يقرب من فترة ولاية كاملة.
عندما يتم نشر النتائج النهائية، إذا وصل تكتل نتنياهو إلى أكثر من 62 مقعدًا، فسيحتاج الأمر إلى أكثر من عضو أو اثنين من أعضاء البرلمان الساخطين لتفكيكها. هذا يعني أنه فقط في حالة وجود خلاف كبير في السياسة بين شركاء التحالف يمكننا أن نتوقع سقوط هذه الحكومة الجديدة. وهكذا، يبدو أن هذه الانتخابات تشير إلى نهاية الأزمة الحالية التي شهدتها إسرائيل على مدى السنوات الأربع الماضية.