القاهرة، مصر (CNN) -- تعتزم الحكومة المصرية، استيراد 50 ألف طن من الدواجن من البرازيل؛ لسد العجز في السوق المحلي من الدواجن، والتي ارتفعت أسعارها لمستويات قياسية خلال الفترة الماضية، وفقًا لتصريحات رسمية للسفير نادر سعد المتحدث باسم الحكومة، فيما أكد منتجون وتجار، انخفاض أسعار الدواجن بنسبة 20% خلال الساعات الماضية عقب زيادة حجم الإنتاج المحلي بشكل كبير.
وتسبب نقص الأعلاف وارتفاع أسعارها عالميًا وانخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار، في زيادة سعر الدواجن بنسبة تزيد عن 60% خلال عام، ليصل سعر الكيلو إلى أكثر من 81 جنيهًا (2.65 دولار).
قال الدكتور ثروت الزيني نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، إن الحكومة تعتزم استيراد دواجن برازيلية لسد الفجوة في السوق المصري نتيجة انخفاض الإنتاج المحلي خلال دورة إنتاج الفراخ خلال شهر ديسمبر/كانون أول، مضيفًا أن الدواجن المستوردة سيتم طرحها في المجمعات الاستهلاكية التابعة للحكومة قبل شهر رمضان، والذي يرتفع فيه الاستهلاك.
وتمتلك الحكومة، مجمعات استهلاكية ومنافذ عديدة لبيع السلع للمواطنين بأسعار مخفضة، أبرزها من حيث العدد المجمعات التابعة لوزارة التموين، والتي يصل عددها 1300 مجمع استهلاكي، وفقًا لبيانات رسمية.
وتوقع "الزيني"، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، ألا تستورد الحكومة كامل الكمية المعلن عنها من الدواجن، بعد ارتفاع حجم الإنتاج المحلي من الدواجن خلال الأيام القليلة الماضية مما انعكس على انخفاض أسعارها في السوق خلال الساعات الماضية بنسبة تتراوح بين 15-17%، كما انخفضت أسعار البيض بقيمة 8 جنيهات (0.26 دولار) للكرتونة.
وتسبب نقص الأعلاف في السوق المصري نتيجة قرارات البنك المركزي لترشيد الاستيراد بسبب عدم توافر الدولار، إلى خسائر ضخمة لمنتجي الدواجن خلال العام الماضي، دفعت البعض إلى إعلان إعدام الكتاكيت أو توزيعها مجانًا بسبب عدم توافر الأعلاف للتسمين مما أثر سلبًا على حجم الإنتاج، وفقًا لمربين، إلا أنه ليست هناك تقديرات دقيقة لحجم الانخفاض في الإنتاج.
واستبعد "الزيني"، تأثير الدواجن المستوردة على خطط المنتجين والمربين لزيادة الإنتاج المحلي، موضحًا أن الحجم المعلن من الدواجن المستوردة لا يمثل سوى 5% فقط من حجم الاستهلاك، إذ يصل حجم الإنتاج المحلي 1.5 مليون طن سنويًا في حين تبلغ الكمية المستوردة المعلنة 50 ألف طن فقط، مجددًا التأكيد أن الاستيراد الدواجن البرازيلية جاء لسد العجز في الإنتاج، والذي سيعود لمستوياته الطبيعية في القريب، ولذلك لن يكون هناك حاجة للاستيراد.
وأضاف قائلا إن المستهلك المصري يفضل الدواجن المنتجة محليًا عن المستوردة المجمدة، والأخيرة لا تستخدم سوى في بعض المطاعم أو الفنادق.
ووفقًا لبيانات وزارة الزراعة، فأن حجم الإنتاج الداجني 1.4 مليار طائر، و13 مليار بيضة يكفي الإنتاج المحلي، ويصل حجم الاستثمار الداجني أكثر من 100 مليار جنيه (3.3 مليار دولار).
وردًا على ما يثار على مواقع التواصل الاجتماعي من جودة الدواجن المستوردة، قال نائب رئيس اتحاد الدواجن، إن هناك أجهزة معنية لفحص الشحنات للتأكد من جودة المنتجات قبل طرحها في الأسواق للحفاظ على صحة المستهلكين، كما أن استيراد الدواجن مقتصر فقط على الحكومة.
ونفت الحكومة، في بيان رسمي، شائعات عن استيراد شحنات دواجن مجمدة فاسدة ومنتهية الصلاحية، مشددة على أن جميع الشحنات الغذائية المستوردة من الخارج والمتداولة بالأسواق آمنة تمامًا.
من جانبه أكد سامح السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية بالجيزة، أن استيراد الدواجن البرازيلية يستهدف تحقيق توازن في الأسعار بالسوق المحلي، الذي شهد فجوة في حجم الاستهلاك مقارنةً بالكميات المنتجة بسبب نقص الأعلاف، مضيفًا أنه بالتزامن مع إعلان استيراد الدواجن البرازيلية، شهد السوق المصري زيادة في المعروض من الدواجن مما أدى إلى انخفاض سعر الدواجن في المزرعة بنسبة 20% ليتراجع سعر الكيلو من 80 جنيهًا (2.62 دولار) إلى 65 جنيهًا (2.13 دولار).
وشدد "السيد"، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، على ضرورة تشديد الرقابة على أسعار الدواجن في السوق عقب تراجع السعر في المزرعة، ناصحًا المستهلكين بعدم الشراء من أية محلات أو متاجر تبيع سعر كيلو الدواجن بأكثر من 65 جنيهًا (2.13 دولار)، متوقعًا تراجع أسعار الدواجن تدريجيًا خلال الفترة المقبلة بعد زيادة المعروض، على أن تتراجع بشكل كبير عقب شهر رمضان بعد انخفاض الطلب، وعودته لمستوياته الطبيعية.
ويرتفع حجم استهلاك المنتجات الغذائية في مصر خلال شهر رمضان، ويزيد استهلاك الدواجن من متوسط 60 ألف طن شهريًا إلى 70 ألف طن خلال شهر رمضان، وفقًا لتقديرات تجار.
وردًا على ما يثار حول جودة الدواجن البرازيلية، أكد "السيد"، أن الدواجن البرازيلية عالية الجودة، وتستهلك بشكل كبير في الأسواق الخليجية، وتستحوذ على حصة 70-80% من احتياجاتها، مشيرًا إلى أن استيراد الدواجن سيتم على مراحل متتابعة تبعًا لحجم المعروض، والذي يتطلب تكاتف المربين والمنتجين مع الدولة لتوفير الطلب المحلي، وعدم المغالاة في التسعير.
واتفق سامح السيد، مع ما ذكره نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أن استيراد الدواجن البرازيلية لن يؤثر على خطط المربين لزيادة حجم الإنتاج، وكذلك لن تستورد الحكومة كامل الكميات من الدواجن في ظل ارتفاع الإنتاج المحلي تدريجيًا