القاهرة، مصر (CNN)-- توفيت الإذاعية المصرية فضيلة توفيق، المعروفة باسم "أبلة فضيلة" في كندا عن عمر يناهز 94 عاما، حسبما نقلت وسائل إعلام مصرية عن أبنائها، الخميس.
ونعت العديد من المؤسسات و الجهات في مصر، وفنانون وإعلاميون الراحلة التي تعتبر أشهر مقدمي برامج الأطفال في الإذاعة المصرية.
ولدت توفيق في عام 1929 بالقاهرة، وتخرجت في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1951، وعملت لأيام معدودة في وزارة المواصلات كمحامية قبل أن تنتقل للعمل بالإذاعة، وبعدها بعامين عرضت تقديم برامج الأطفال إلا أن وجود بابا شارو، وهو أشهر مذيعين الأطفال وقتها رفض الطلب، ليتأجل حلمها لـ6 أعوام كاملة، وتبدأ في عام 1959 تقديم برنامجها المشهور غنوة وحدوتة لسنوات طويلة، وعرفت باسم أبلة فضيلة.
وخلال مشوارها الإذاعي، استضافت أبلة فضيلة العديد من المشاهير والفنانين من بينهم عبدالحليم حافظ، ومحمد عبدالوهاب، ونجيب محفوظ، وسيد مكاوي، وأنيس منصور، وغيرهم.
وبدأت الممثلة والمذيعة نجوى إبراهيم، حديثها مقدمة خالص التعازي للجمهور المصري والعربي في وفاة الإذاعية فضيلة توفيق، قائلة: "نعزي أنفسنا في وفاة الإذاعية الكبيرة (أبلة فضيلة)، والتي وكانت بمثابة أم حقيقية لأجيال عديدة من الأولاد والفتيات من خلال عملها لسنوات طويلة في تقديم برامج الأطفال الإذاعة المصرية".
وأضافت أن "الراحلة تعد أستاذة تقديم برامج الأطفال في مصر، وكرست حياتها للصغار لإعداد أجيال للمستقبل، ونجحت خلال مشوارها في الارتباط مع الأطفال وتشكيل وجدانهم من خلال الحواديت".
وتابعت إبراهيم، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية: "على المستوى الشخصي كانت أبلة فضيلة من السيدات الأقوياء المعطاءة، المحبوبة من الجميع، وكنت حريصة على مصافحتها خلال لقائي معها، وأجد منها دائما الترحاب".
وقال الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي: "أنعي باسمي وباسم الاتحاد، الذي يضم 57 دولة في 4 قارات، الإذاعية فضيلة توفيق، وهي إحدى مؤسسي الإذاعة المصرية، ومن كبريات الإعلاميات المصريات التي تخصصن في تقديم برامج الأطفال، واستطاعت أن تشكل وجدان وسلوك جيل كبير جدا من الشخصيات في مجالات مختلفة، ليس فقط في مصر ولكن في العالمين العربي والإسلامي".
وأضاف الليثي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن "أبلة فضيلة كانت تمتاز بمعرفة كيفية مخاطبة الطفل بأفضل الأساليب المتطورة في زمنها، واستمر ذلك لسنوات طويلة تجاوز 60 عاما، حتى أصبح لها جمهورعريض من الأطفال والكبار، كما استطاعت استقطاب الأمهات وبذلك كان لها دورا تربويا وتنمويا وتوعويا في خدمة الأسرة المصرية والعربية ليس فقط من خلال ما تقدمه للطفل من قصص تتضمن السلوك والعادات والقيم التي يجب أن ينشأ عليها، ولكن كذلك للأم عبر تعليمها كيفية التعامل مع طفلها من خلال رسائل مباشرة وغير مباشرة".
وتابع أن "الأبلة فضيلة كانت بمثابة مدرسة إعلامية متكاملة في شتى أنواع علوم الإعلام، كما أسست مدرسة إعلامية كبيرة يسير على دربها الكثير"، مشيرا إلى أن "الأبلة فضيلة نجحت كذلك في اكتشاف مواهب وإبداعات في مجالات الغناء، والموسيقى، والعزف، والشعر، والموسيقى، والإلقاء وكان برنامجها من أوائل برامج اكتشاف المواهب، وهناك العديد من النجوم من خريجي برامجها"، متمنيا أن تعيد الإذاعة المصرية إذاعة حلقات الأبلة فضيلة مرة ثانية لأنها "حلقات تتضمن أهداف ورسالة إعلامية قيمة، ولا تموت مع مرور الوقت".
واختتم الليثي حديثه، قائلا: "أنا من أكثر المعجبين بأبلة فضيلة، فقد كنت من مستمعي البرنامج، وظهرت معها في حلقات ببرنامجها، وشجعتني على عزف البيانو، وارتبطت معها بعلاقات جيدة بحكم علاقتها بوالدي الراحل ممدوح الليثي، كما أن آخر ظهور لها في أحد برامجي قبل سفرها للخارج".