الفرار من القتال في السودان.. رحلات شاقة يخوضها الهاربون من الحرب

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
fleeing-sudan-26-4

(CNN) -- قُتل أكثر من 400 شخص وأصيب آلاف آخرون حتى الآن في القتال بين القوات الموالية للجنرالين: قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان.

الاثنان حليفان سابقان لكن التوترات بينهما نشأت خلال المفاوضات لدمج قوات الدعم السريع في جيش البلاد كجزء من خطط لاستعادة الحكم المدني.

بينما تقوم الحكومات الأجنبية بإجلاء دبلوماسييها، يقول العديد من المدنيين إنهم تُركوا وراءهم، ويعانون من التدهور السريع في الأوضاع والقصف الجوي.

حتى مع إعلان الجانبين هدنة لمدة 72 ساعة يوم الاثنين بمناسبة عطلة عيد الأضحى، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن عدم وجود طرق إخلاء متاحة يمكن أن يؤدي إلى "اندلاع أعمال عنف بشكل كارثي داخل السودان يمكن أن تجتاح المنطقة بأكملها وما وراءها".

مع وجود عدد قليل من الطرق للخروج من السودان، تحدثت CNN إلى السكان المحليين الذين خاضوا رحلة الحافلة المرهقة والخطيرة شمالًا بحثًا عن الأمان والملاذ، ومع احتمال عدم رؤية بلدهم أو أفراد أسرتهم مرة أخرى.
 

من الخرطوم إلى أسوان

يقوم العديد من السودانيين برحلة شاقة بالحافلة إلى أسوان، وهي مدينة رئيسية في جنوب مصر مع خطوط مواصلات يمكن الوصول إليها لبقية البلاد.

وقال محمد الإدريسي، أحد رجال القبائل المصريين من أسوان الذي كان يساعد الأشخاص الفارين من السودان في العبور إلى مصر، إن الناس يمرون برحلة مدتها 21 ساعة من محطة حافلات قندهار بالخرطوم إلى الحدود، مسافرين عبر معبر أرقين باتجاه محطة حافلات كركر في أسوان.

وقال لشبكة CNN إن الروابط القبلية بين الناس في شمال السودان وجنوب مصر تعني أن عشرات الآلاف من السودانيين يعملون ويعيشون بالفعل في المدينة، مما يجعلها وجهة مفضلة للفارين من القتال.

في السودان، يتجنب سائقو الحافلات المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع بحسب الإدريسي، حيث يحاولون تجنب المناوشات بين القوات المسلحة والفصائل شبه العسكرية.

ولا يزال الناس يسافرون شمالاً هرباً من القتال. وأوضح الإدريسي أن عدد القادمين من السودان "زاد بنسبة ملحوظة" يوم الاثنين، مضيفا أن شركات النقل استغلت الوضع ورفعت أسعار التذاكر إلى مصر والتي تتراوح بين 160 ألف إلى 200 ألف جنيه سوداني. (280 دولارًا إلى 350 دولارًا)

وتوقع أن يصل عدد السودانيين الوافدين إلى مصر في غضون أسبوع إلى 50 ألفًا إلى 70 ألفًا.

وأضاف الإدريسي أن النساء والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا فقط هم من يحق لهم العبور إلى الأراضي المصرية. يجب على الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا الحصول على تأشيرة دخول لكي تطأ أقدامهم مصر من السودان، وفقًا لمتطلبات التأشيرة الرسمية.

وقال الإدريسي: "لا تزال مغادرة السودان صعبة، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، لكن هناك مناطق هادئة، مما يجعلها آمنة إلى حد ما".