دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُشكّل قطاع النفط والغاز إحدى الصناعات الرئيسية التي تساهم بشكل كبير بالناتج المحلي الإجمالي في العديد من دول مجلس التّعاون الخليجي.
وبظل الدّعوات المتزايدة لوضع الاستدامة في مقدّمة مختلف القطاعات، يمكن أن تُصبح شبكات الجيل الخامس (5G) مغيّرة لقواعد اللعبة في دول الخليج.
ومع كون الإصدارات الأحدث من تقنيّة الجيل الخامس على الطّريق، ونمو خدماتها، سيختبر مستخدمو دول مجلس التّعاون الخليجي زيادة أخرى في سرعات هذه التّقنية بالمقارنة مع تقنية الجيل الرابع الأقدم.
وقال المدير الأول في معهد الروبوتات، والأنظمة الذكية، ومدير مركز الأنظمة الفيزيائية الإلكترونية (C2PS) في جامعة خليفة بدولة الإمارات العربية المتحدة إرنستو دامياني، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنه "رغم التطور السريع لشبكات الجيل الخامس بالنسبة للمستهلكين (5G-to-C) بدأنا في خدش سطح الإمكانات الهائلة لاستخدامات هذه التقنية في القطاع الصناعي (5G-to-B) للتو فقط".
وأضاف دامياني: "في منطقة الخليج، كانت صناعة النفط والغاز رائدة في تبنّي ونشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات"، موضحًا أن التكنولوجيا الداعمة "لم تعد كافية لمواجهة التّحديات التي تفرضها الأهداف الصّارمة للاستدامة وإزالة الكربون".
وتتمثّل إحدى الفرص الرئيسيّة لتطبيق تقنيّات الجيل الخامس في استخدامها للبقاء في طليعة التّحول الأخضر في مجال الطّاقة المستدامة.
وأكّد دامياني: "ستوفّر الإنتاجيّة العالية وزمن الوصول المنخفض بخدمات الجيل الخامس الصناعيّة القدرة على معالجة البيانات في الوقت الفعلي تقريبًا، وتوظيف الذّكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي بفعّالية لتحسين العمليّات من ناحية الاستدامة".
ولكن الطّريق ليس خاليًا من الصّعوبات، بحسب ما أشار إليه دامياني، لافتًا إلى أن هناك تحدّيات تشمل كيفيّة ضمان الأمن السيبراني، وسريّة الاتصالات.
"التقنيّة المثاليّة"
وتُعتبر دول مجلس التعاون الخليجي من المناطق الرّائدة عالميًا في نشر شبكات الجيل الخامس، بحسب ما قاله نائب رئيس التسويق ومبيعات الحلول في "هواوي"، الدّكتور محمد مذكور، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وأوضح مذكور أنّه وفقًا لبيانات شركة "Statista"، يُتوقّع ارتفاع عدد الاشتراكات لخدمات "5G" في دول مجلس التعاون الخليجي من 15 مليون في عام 2022 إلى 71 مليون بحلول عام 2028 .
وعلى مدار الأعوام القليلة الماضية، أفسحت "هواوي" المجال أمام التّحول الرقمي في أكثر من 20 صناعة، مع توقيعها أكثر من 3 آلاف عقد تجاري لتطبيقات "5G" الصناعية في جميع أنحاء العالم.
ويمكن لهذه التقنيّة إحداث نقلة نوعيّة بقطاع النّفط والغاز في دول الخليج، إذ قال مذكور: "مثل العديد من الصّناعات الأخرى، فإنّ قطاع النفط والغاز بصدد تحوّل رقمي لتحقيق كفاءة أعلى، وخفض التّكاليف، وإدارة عمليّات أكثر أمانًا واستدامة".
ومع ذلك، تُشكّل الأنظمة المعقّدة، والمناطق الجغرافيّة، ومتطلبات الأعمال الخاصّة بالقطاعات تحديًا بالنسبة لبُنية الاتصالات التحتيّة.
وأكّد مذكور أنه "بالمقارنة مع تقنيّات الاتّصالات الأخرى، يتمتّع الجيل الخامس بمزايا كبيرة في إدارة المتطلّبات المختلفة في الخبرة، والموثوقيّة، وزمن الوصول المنخفض للغاية، والأمان"، مشددًا على أن الجيل الخامس يُعد "التقنيّة المثاليّة" لتمكين حالات الاستخدام الرقميّة في قطاع النفط والغاز.