دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تجددت الاعتراضات مرة ثانية في مصر على إزالة مقابر شخصيات عامة وتاريخية تقع في نطاق حي الخليفة جنوب العاصمة القاهرة، بدعوى المنفعة العامة. في وقت تقدم برلمانيون بطلبات إحاطة لوقف هدم المقابر وتطويرها لتصبح نقطة جذب سياحي.
ترتبط المقابر المُعرضة للهدم بأسماء عدد الشخصيات العامة والمشاهير، مثل شيخ الأزهر الأسبق محمد مصطفى المراغي، والشاعر والسياسي محمود سامي البارودي، وعميد الأدب العربي الأديب طه حسين، فضلا عن مقابر لعدد من الأمراء والمماليك.
يضم حي الخليفة العديد من المقابر، تعرف باسم مقابر الإمام الشافعي والليثي. سبق أن أصدرت محافظة القاهرة قرارًا بإزالة 2700 مقبرة ونقلها إلى أماكن جديدة في مدينتي 15 مايو والعاشر من رمضان، وأخطرت الأسر لنقل رفات موتاها. وسيتم استخدام المنطقة بعد إخلائها في توسعة طريق صلاح سالم، وإنشاء جسر مروري لتسهيل الحركة المرورية، حسب تصريحات حكومية رسمية.
قالت شيرين تحسين، حفيدة رجل الدين الراحل محمد مصطفى المراغي، أحد شيوخ الأزهر، إن الأسرة تلقت قرارًا من محافظة القاهرة بنزع ملكية مقبرة جدها، ونقلها إلى منطقة العاشر من رمضان – شرق العاصمة القاهرة - لاستخدامها في المنفعة العامة، موضحة أن الأسرة لا تعترض على تحقيق المنفعة العامة، إلا أن جدها الراحل يعتبر أحد رموز الأزهر الشريف، وأحد من تولى مشيخة الأزهر، كما له إسهامات عديدة في تطوير المؤسسة الدينية.
تولى المراغي مشيخة الأزهر الشريف، مرتين؛ الأولى في ل الفترة من عام 1928 حتى استقالته 1930، والثانية من 1935 إلى وفاته في 1945.
أكدت حفيدة المراغي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن أسرة الشيخ الراحل لا تقبل بأي حلول بديلة لنقل مقبرة جدهم، وتطالب بإلغاء القرار الحكومي بإزالتها، تكريمًا لتاريخ ومساهمات المراغي.
وأضافت تحسين أن الأسرة تنتظر ردًا من الحكومة على مناشدات وقف قرار إزالة المقبرة، مضيفة أنه حال تنفيذ القرار فعليًا فسيتم نقل رفات المراغي إلى مسقط رأسه في مركز المراغة بمحافظة سوهاج بدلًا من مدينة العاشر من رمضان، البديل المطروح من الحكومة.
تقول الحكومة المصرية إنها تعمل على "تطوير" منطقة القاهرة التاريخية بهدف استعادة الوجه الحضاري للعاصمة. وتشمل خطتها على تطوير المناطق التاريخية والتراثية، وتحسين شبكة الطرق وتوفير مناطق انتظار للسيارات لتحقيق سيولة مرورية، وإزالة المناطق العشوائية ونقل سكانها إلى شقق سكنية بديلة.
من جانبها، قالت مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إنها تعد للتقدم بطلب إحاطة جديد بالبرلمان اعتراضًا على إزالة مقابر لشخصيات عامة وتاريخية، آخرهم محمود سامي البارودي، الشاعر وزير الحربية رئيس وزراء مصر في عام 1882، بهدف الحفاظ على المقابر التراثية والتاريخية، والمطالبة برؤية مختلفة من الحكومة لتحقيق تطوير المنطقة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على المقابر دون التأثير عليها.
كانت محافظة القاهرة قد أصدرت من قبل بيانات رسمية نفت فيها إزالة مقبرتي الشيخ محمد رفعت، والأديب الراحل طه حسين، رغم تأكيد أسرتهما تلقيهم قرارات إزالة كغيرهم من أصحاب المقابر بحي الخليفة.
وأضافت عبد الناصر، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أنه تم بالفعل نقل رفات شخصيات عامة وأدباء كبار، من بينهم الروائي يحيي حقي، وفي الوقت الحالي تواجه مقابر طه حسين والبارودي والشاعر حافظ إبراهيم نفس المصير، مما يتطلب ضرورة التدخل السريع لتحقيق المنفعة العامة بتوسعة الطرق وإعادة تخطيط القاهرة التاريخية دون إزالة المقابر، التي تعتبر تحفة معمارية وتراثية لا يجب إزالتها، لافتة أن الحكومة استجابت ووقفت إزالة مقبرة طه حسين، وكذلك حافظ إبراهيم، حسب قولها.وقالت إنها تقدمت بأربعة طلبات إحاطة للبرلمان لوقف قرارات الحكومة بإزالة المقابر، وتضمنت هذه الطلبات بدائل لتحقيق المنفعة العامة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على المقابر، واستخدامها كمزار تاريخي بعد تطوير المنطقة، وجعلها نقطة جذب سياحي.
مصر: اعتراضات على إزالة مقابر شخصيات عامة وتاريخية لـ"إنشاء كوبري".. وطلبات إحاطة برلمانية
الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة