هديل غبّون
عمّان، الأردن (CNN)-- قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية في الأردن، هنري ووستر، الاثنين، إن دعم بلاده لأوكرانيا "لن يتوقف"، وأضاف أن "فرض العقوبات على روسيا سيستمر حتى لو امتد إلى 30 عاما، إذا لم تحل هذه الأزمة"، في الإشارة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.
وجاءت تصريحات ووستر، خلال جلسة حوارية مشتركة عقدت مع السفيرة الأوكرانية ميروسلافا شيرباتيوك في العاصمة الأردنية عمّان، نظمتها السفارة الأمريكية بحضور مجموعة من وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية، وسبقها عرض فيلم وثائقي حول الحرب على أوكرانيا.
واستعاد هنري ووستر موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي عبر عنه وزير خارجيته أنتوني بلينكن، في خطابه قبل أيام من العاصمة الفنلندية هلسنكي، ورحب فيه بـ"أية مبادرة" مطروحة للحل وإنهاء الحرب، وقال: "لا يهمنا من أين تأتي مبادرة الحل حتى لو كانت من الصين أم البرازيل"، على حد تعبيره.
وأضاف السفير الأمريكي: "يمكننا من خلال أي مبادرة أن نوظف السياسة والتوافق على حل له معنى، بما يحترم مبادئ وميثاق الأمم المتحدة في سلوكيات الدول".
واعتبر ووستر أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) استطاع أن يكون "حجر عثرة" أمام روسيا، معتبرا أن موسكو "لم تكن في تاريخها منعزلة على هذا النحو كما هي الآن".
وبشأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا منذ فبراير (شباط ) 2022، قال السفير الأمريكي إن الجانب الروسي تم إبلاغه بهذه العقوبات قبل الغزو وبعده، وأكد ووستر أن الولايات المتحدة تريد "حلا سياسيا ودبلوماسيا".
وأضاف: "أقولها مرة أخرى، نحن لا نتهم من تأتي لنا بهذه المبادرة السلمية التي من الممكن من خلالها إحضار الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين إلى طاولة المفاوضات سواء من الصينيين أم البرازيليين، لكن المهم أن تتوافق مع مبادئ الأمم المتحدة".
وشدد الدبلوماسي الأمريكي على أن "فرض هذه العقوبات على روسيا سيستمر إلى 10 أعوام أو حتى إلى 30 عاما، وإلى حين إنهاء الحرب"، حسب قوله.
وأوضح أن "سياسة دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا ممتدة، كما هو الحال في وقوفها إلى جانب الأردن كحليف"، وأضاف: "هذه سياستنا مع جميع حلفائنا".
من جهتها، قالت السفيرة الأوكرانية إن الجانب الروسي "استخدم العديد من سرديات التلاعب الإعلامي حول أسباب اجتياح أوكرانيا، من بينها الترويج إلى أن سعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو هو السبب الرئيسي"، مشيرة إلى أن "ذلك ليس صحيحا".
وأشارت إلى أن بلادها "منذ بداية الصراع منذ 2014 والحملة العسكرية الروسية، لم تكن أوكرانيا حينها تسعى للانضمام إلى الحلف، بل إن سعيها كان منصبا على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأن المشكلة بدأت منذ ذلك الوقت وما يتعلق بشبه جزيرة القرم".
وأوضحت السفيرة أنها تتحدث عن "الأسباب المعروفة للاجتياح الروسي، وفي مقدمتها جعل أوكرانيا مستعمرة لروسيا"، فيما أكدت ترحيب بلادها بأي وساطة للحل من أي طرف لإنهاء ما وصفته "بهذه الحرب المروعة".
وقالت: "لكننا لن نقبل بأي تنازل فيما يتعلق بسيادة أراضينا"، وأضافت: "يجب أن ينسحب بوتين من الأراضي الأوكرانية وعليه أن يحترم سيادتنا وسلامة أراضينا، ثم كل شيء بعدها يكون خاضعا للنقاش، وطبعا تعويض الضرر الذي حل بأوكرانيا".