(CNN)-- قالت مصادر، لشبكة CNN، إن الولايات المتحدة استأنفت بهدوء المحادثات غير المباشرة مع إيران في محاولة لتقييد برنامج طهران النووي.
واستؤنفت المحادثات في أواخر العام الماضي، بعد أشهر من انهيار محاولة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
وكانت إدارة دونالد ترامب انسحبت من الاتفاق التاريخي في عام 2018 ووسعت إيران بشكل متزايد برنامجها النووي في انتهاك للاتفاق.
وعلى الرغم من أن المصادر تقول إن هناك بعض المؤشرات على إحراز تقدم، قال مصدر: "لم نصل إلى اتفاق بعد".
ونفت كل من الولايات المتحدة وإيران التوصل إلى اتفاق مؤقت.
وهناك رهانات كبيرة بالنسبة لتلك الجهود المتجددة، التي تأتي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024 وستواجه تدقيقا من قبل النواب الأمريكيين وحليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط: إسرائيل.
كما تشارك الولايات المتحدة بالمحادثات في محاولة لتأمين الإفراج عن العديد من الأمريكيين المحتجزين في إيران - وهو أمر وصفته الإدارة الأمريكية بأنه "أولوية قصوى".
وهناك 3 أمريكيين في سجون إيران، يتم وصفهم على أنهم معتقلون ظلما، وهم: سياماك نمازي، وعماد شرقي، ومراد طهباز، كما تم اعتقال المواطن الأمريكي شهاب دليلي.
وقال مسؤولو إدارة بايدن منذ شهور إن "وقت الاختراق" وهو الوقت الذي تحتاجه إيران إلى إنتاج ما يكفي من المواد المستخدمة في صنع الأسلحة لقنبلة نووية واحدة قد تضاءل لأسابيع، حيث صرح مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في فبراير/ شباط بأن المدة يمكن أن تكون أقصر من 12 يوما.
يذكر أن "وقت الاختراق" لا يعني أن إيران يمكن أن تنتج قنبلة في تلك الفترة.
ولأشهر بعد فشل محاولة إحياء الاتفاق النووي ووسط احتجاجات في إيران، قالت إدارة بايدن علنا إن الاتفاق "ليس على جدول الأعمال"، لكنها ذكرت أنها ملتزمة باستخدام الدبلوماسية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
ومع ذلك، استؤنفت المحادثات بهدوء، في أواخر العام الماضي، حيث عملت دول كوسطاء وكان من بينها سلطنة عمان.
وسافر بريت ماكغورك، أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، عدة مرات إلى الدولة الخليجية لإجراء مناقشات غير مباشرة مع ممثلي الحكومة الإيرانية.
الولايات المتحدة توافق على تحويلات بنكية بقيمة 2.7 مليار دولار
وفي ما يمكن اعتباره إجراء لبناء الثقة، وافقت الولايات المتحدة على تنازل يسمح بتحويل 2.7 مليار دولار من العراق إلى البنوك الإيرانية، في خطوة وصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر بأنها "تتماشى مع المعاملات التي حدثت منذ عدة سنوات".
وقال ميلر، الثلاثاء: "رقم واحد، يمكن لإيران فقط الوصول إلى أموالها المودعة في حسابات العراق للمعاملات الإنسانية وغيرها من المعاملات غير الخاضعة للعقوبات".
وأضاف: "ثانيا، هذه إجراءات حدثت منذ عدة سنوات، تعود إلى الإدارة السابقة، حيث وافقت الولايات المتحدة على معاملات مماثلة بشكل مستمر، بما يتوافق مع القانون الأمريكي وبالتنسيق الكامل مع حكومة العراق. "
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الاثنين، إن طهران تبادلت الرسائل مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عمان "قبل أسابيع قليلة".
وأضاف كنعاني، في إفادة صحفية: "أساس مفاوضات رفع العقوبات هو خطة العمل الشاملة المشتركة، ليس لدينا إطار عمل جديد، لا نؤيد أي مفاوضات لاتفاق مؤقت أو ترتيبات جديدة لتحل محل خطة العمل الشاملة المشتركة".
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، أن حكومته ستظل معارضة لاتفاق مع طهران، قائلا إن "موقفنا واضح: إسرائيل لن تكون ملزمة بأي صفقة مع إيران وستواصل الدفاع عن نفسها".
وفقا للبيان لـ"البنتاغون"، التقى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الخميس، مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت في بروكسل، حيث "اتفقا على مواصلة العمل معا لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات التي تشكلها إيران، بما في ذلك برنامجها النووي، والأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار، وانتشار الأسلحة وأنظمة جوية ومساعدات مميتة أخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط ولروسيا".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، التقى المفاوض الإيراني علي باقري كني بمسؤولين من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة في أبوظبي، حسبما قال مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية كريستيان تورنر، على تويتر.
الخطة (ج)
وذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا النووية، فمن غير المرجح أن يعيد حدود خطة العمل الشاملة المشتركة، لكنه يفضل أن يكون محاولة لتقييد برنامج إيران النووي المتنامي.
وقال هنري روم، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "لقد انتقلوا إلى ما يمكن أن نسميه الخطة ج، وهي محاولة تقييد إيران والحد من أسوأ النتائج، ولكن دون محاولة التوصل إلى اتفاق فعلي للعام المقبل بالإضافة إلى القيود السياسية التي تواجهها الإدارة الأمريكية لا تريد لفت الانتباه أوالموارد بعيدا عن الصين وروسيا".
وقال مسؤول أمريكي، لشبكة CNN، إن الالتزامات الدبلوماسية للإدارة تركزت على "تقييد سلوكها المزعزع للاستقرار وضمان عدم امتلاكها سلاحا نوويا".
وأضاف: "نواصل استخدام اتصالاتنا الدبلوماسية لتحقيق كل هذه الأهداف بالتنسيق الكامل مع شركائنا وحلفائنا".
وأضافت مصادر أمريكية أنهم "يريدون أن يروا طهران تكبح برنامجها النووي، وتتوقف عن دعم الجماعات التي تعمل بالوكالة والتي تنفذ هجمات في المنطقة، وتتوقف عن دعم روسيا في حربها في أوكرانيا".
وتابعت: "نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريق للمضي قدما، كما قلنا منذ بداية عمل هذه الإدارة، ولكن، كما هو الحال دائما، لدينا خيارات أخرى متاحة لنا إذا اختارت إيران عدم التصرف"، وأضافت أن المصادر أن "دبلوماسيتهم تقترن بالردع".
وقال المسؤول الأمريكي: "أفعالنا في وقت سابق من هذا العام، على سبيل المثال، بعثت برسالة واضحة إلى إيران، مما أدى إلى انخفاض كبير في الهجمات ضد الأمريكيين".
وحول موضوع المعتقلين، قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لموقع "المونيتور" إن "الجانبين قريبان، وربما تكون هذه مسألة فنية".
وفي الماضي، كان أحد جوانب الاتفاق المرتقب بشأن الإفراج عن معتقلين هو فك تجميد مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.