(CNN)-- طلب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، السيناتور مايكل ماكول، من وزارة الخارجية تقديم تفاصيل الأسباب التي أدت إلى إلغاء التصريح الأمني للمبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، روبرت مالي، وفقا لخطاب جديد حصلت عليه شبكة CNN.
ويأتي الخطاب بعد أن ذكرت CNN لأول مرة أن تصريح مالي قد أُلغي على خلفية إجراء تحقيق داخلي بشأن تعامله مع الوثائق السرية.
وقال ماكول، في الخطاب: "تثير هذه التقارير مخاوف جدية فيما يتعلق بسلوك مالي وما إذا كانت وزارة الخارجية قد ضللت الكونغرس والرأي العام الأمريكي".
وأضاف: "في حين أن تعليق تصريح المبعوث الخاص مالي مقلق بشكل مستقل، فإن قلقنا يتفاقم بسبب فشل وزارة الخارجية في الاستجابة لجهود اللجنة لإجراء الإشراف على مفاوضاتها مع إيران وسياستها تجاهها".
وتابع: "أبلغ كبار مسؤولي وزارة الخارجية اللجنة بأن مالي لم يتمكن من الإدلاء بشهادته أو تقديم إيجاز لأنه كان في إجازة شخصية بسبب مرض أحد أفراد أسرته المقربين، وهو ما أعرب موظفو مكتبي عن تعاطفهم معه، ولم تشر الإدارة في أي وقت إلى تعليق التصريح الأمني أوأنه يخضع للتحقيق بشأن سوء سلوك محتمل ".
وذكر ماكول أن فشل الوزارة في إبلاغ الكونغرس بهذا الأمر "يظهر في أفضل الأحوال الافتقار إلى الصراحة، وفي أسوأ الأحوال يمثل معلومات مضللة متعمدة وربما غير قانونية".
وطلب السيناتور الجمهوري من الإدارة الأمريكية تحديدا "جميع المستندات والمراسلات التي تتعلق بتعليق تصريح مالي أو التحقيقات بشأن سوء سلوك محتمل ضده"، وكذلك طالب ماكول وزير الخارجية أنتوني بلينكن بتقديم تقرير مفصل عن جميع الادعاءات والتحقيقات المتعلقة بسلوك المبعوث.
يذكر أن مصادر قالت، لشبكة CNN، إن روبرت مالي، تم تعليق تصريحه الأمني ومنحه إجازة بدون أجر، الخميس، على خلفية فتح تحقيق بشأن تعامله مع الوثائق السرية، في وقت سابق من هذا العام.
وصرح مالي، لـCNN: "تم إبلاغي أن تصريحي الأمني قيد المراجعة، و لم أحصل على أي معلومات إضافية، لكنني أتوقع أن ينتهي التحقيق بشكل إيجابي وقريبا، وفي غضون ذلك، أنا في إجازة".
وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن مالي بقي في وظيفته لفترة من الوقت بعد تحقيق وزارة الخارجية، لكن لم يُسمح له بالوصول إلى معلومات سرية، وأكد مصدران أن تحقيق وزارة الخارجية الأمريكية حدد مشكلة في التصريح الأمني لمالي.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مات ميلر، لشبكة CNN بعد ظهر يوم الخميس، أن مالي في إجازة، رغم أنه قال في وقت سابق من اليوم أن روبرت مالي ما زال المبعوث الخاص لإيران، وذكر ميللر: "مالي في إجازة، ويعمل أبرام بالي كمبعوث خاص بالإنابة لإيران ويقود عمل الوزارة في هذا المجال".
وفي السابق، لعب مالي دورا رئيسيا في الجهود الأمريكية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وهو أحد أصعب تحديات السياسة الخارجية التي تواجه إدارة جو بايدن بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق، الذي لعب فيه روبرت مالي دورا مهما في المفاوضات التي أجريت في عهد باراك أوباما، كما لعب دورا رائدا في السعي لتأمين الإفراج عن الأمريكيين المحتجزين ظلما في إيران.
وقال مصدران، في وقت سابق من هذا العام، إن وزارة الخارجية الأمريكية كثفت تحقيقاتها الخاصة بتعامل مالي مع المعلومات السرية، مما أدى إلى تعليق تصريحه الأمني خلال الشهرين الماضيين.
وليس من الواضح ما الذي تم الكشف عنه، والذي أدى على وجه التحديد إلى تعليق التصريح الأمني، ولم يكن لدى المصادر أي مؤشر على إجراء تحقيق جنائي يتعلق بالموضوع.
ولم يتم الإبلاغ عن خطوة تعليق التصريح الأمني لمالي على نطاق واسع داخل وزارة الخارجية أو عبر إدارة بايدن، حيث أبقته الوزارة في منصبه ولم تصدر أي بيانات رسمية حول استبداله.
وفي الأشهر الأخيرة، بدا أن مالي حافظ على دور بارز في العمل لتأمين الإفراج عن الأمريكيين المحتجزين ظلما في إيران، وقال مصدران لـCNN إنه كان على اتصال منتظم مع عائلات المحتجزين، وتحدث معهم مؤخرا حتى الأسبوع الماضي.
كما تواصل مالي مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الارتباطات جاءت قبل أو بعد تعليق تصريحه.
لكن روبرت مالي تم تهميشه من الجهود لوضع قيود على البرنامج النووي الإيراني، وكلفت إدارة بايدن بريت ماكغورك، أحد كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي، بهذا الدور.
وشارك مالي، الذي تم تعيينه مبعوثا خاصا لإيران بعد حوالي أسبوع من تولي بايدن منصبه في عام 2021، في جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني لكن الجهود المكثفة، التي تضمنت تنقل مالي من الشرق الأوسط وإليه والعمل مع حلفاء الولايات المتحدة للتواصل مع إيران، لم تسفر عن أي اختراقات.
وبحلول نهاية عام 2022، كان مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية يقولون إن الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق لم تكن محور اهتمام الوزارة، لا سيما مع احتدام الاحتجاجات الإيرانية بعد مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في حجز شرطة "الأخلاق" الإيرانية.
وعمل مالي في ملف إيران خلال إدارتي كلينتون وأوباما، وفي عهد أوباما كان جزءا من فريق التفاوض الدبلوماسي الذي ساعد في صياغة الاتفاق النووي الإيراني، ولقد كان هدفا للانتقادات التي وصفته بأنه متعاطف مع إيران.