عودة اللاجئين الطوعية وأمن الحدود محور مباحثات وزير خارجية الأردن في دمشق

الشرق الأوسط
نشر
7 دقائق قراءة

عمّان، الأردن (CNN)-- تصدّرت ملفات عودة اللاجئين السوريين الطوعية وأمن الحدود الأردنية مع سوريا، محور مباحثات وزير الخارجية الأردني وشؤون المغتربين أيمن الصفدي خلال زيارته إلى دمشق الاثنين، التي تعتبر الثانية من نوعها منذ عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقد التقى فيها الرئيس السوري بشار الأسد.

وتحمل الزيارة التي أعلن عنها الصفدي الأحد خلال ندوة حوارية في العاصمة عمان، أهمية كبيرة بالنسبة للمملكة عقب اجتماعيّ جدة وعمّان التشاوريين هذا العام، حيث تم التوافق على خطوات عملية أولية وفق مبدأ "خطوة مقابل خطوة" ضمن ثلاثة مسارات إنسانية وأمنية وسياسية .

وحسب بيان وزارة الخارجية الأردنية، فإن اللقاء بحث الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية ومعالجة تبعاتها، إضافة إلى العلاقات الثنائية.

ونقل البيان عن الصفدي عرضه لجهود بلاده لما وصف بالتدرج نحو حل شامل ينهي الأزمة، ويعالج تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية دولياً وفي سياق المسار العربي الذي انطلق بعد اجتماعي جدة وعمّان.

وبحث الصفدي، وفقا للبيان، مع الأسد "الخطر الذي يمثله تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى المملكة وضرورة التعاون في مواجهته. "

ويأتي اللقاء بعد سلسلة تطورات شهدتها حدود المملكة الشمالية، منها إسقاط 3 مسيّرات اجتازت الأراضي الأردنية، كانت إحداها محملة بالمخدرات والثانية بالأسلحة في حوادث منفصلة خلال أسبوعين.

وفي السياق، نقل البيان عن الأسد تأكيده أهمية العلاقات الأخوية بين الأردن وسوريا، وضرورة تطويرها بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.

كما عقد الصفدي لقاءًا مع نظيره السوري فيصل المقداد محادثات موسعة تناولت عديد قضايا ثنائية، والمسار العربي للإسهام في حل الأزمة السورية.

واتفق الجانبان على تشكيلة اللجنة المشتركة لمكافحة تهريب المخدرات، والتوافق على موعد لعقد الاجتماع الأول لها في عمّان. كما جرى الاتفاق على عقد لقاءات بين المسؤولين المعنيين في قطاعات المياه والزراعة والنقل والطاقة.

واستعرض الوزيران التحضيرات لاجتماع لجنة الاتصال العربية الذي من المتوقع عقده الشهر القادم.

وفي مؤتمر صحفي مشترك لاحق مع المقداد، قال الصفدي إن لقاءه مع الأسد تناول بشكل معمق قضايا ثنائية، وجهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية "ينهي هذه الكارثة ويعالج كل تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية، ويضمن وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسيادتها، ويحقق طموحات الشعب السوري الشقيق، ويخلصها من الإرهاب، ويهيئ الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين السوريين".

وأضاف الصفدي أن لقاءه الرئيس السوري ومحادثاته مع المقداد أنتجت اتفاقاً على عقد اجتماع للجنة المشتركة حول المياه لمعالجة هذا الملف، ولقاءات بين وزيري النقل في البلدين من أجل معالجة القضايا المرتبطة بهذا الموضوع.، ولقاءات فنية أخرى تعالج قضايا ثنائية وتسهم في زيادة التعاون بين البلدين.

وأكد الصفدي أن تهريب المخدرات عبر سوريا إلى الأردن يعتبر "خطرًا حقيقيًا يتصاعد، وأنه لا بد من التعاون على مواجهته، وأن المملكة ستستمر بالقيام بكل ما يلزم "لحماية أمننا الوطني من هذا الخطر".

وفي ما يتعلق بالجهود المستهدفة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، قال الصفدي إنه بعد اجتماع جدة وخلال اجتماع عمّان تم التوافق على خطة للتدرج نحو حل الأزمة السورية ومعالجة تبعاتها، موضحًا: "نريد أن نتقدم بخطوات عملية نحو معالجة تبعات هذه الأزمة، وأن نعد لاجتماع لجنة الاتصال العربية التي كانت أقرتها الجامعة العربية، والذي نأمل أن يلتئم الشهر القادم بشكل جيد بحيث يكون هناك مخرجات عملية تسهم في معالجة تبعات الأزمة".

وأكد الصفدي ضرورة التعاون مع المجتمع الدولي في جهود حل الأزمة السورية لأن العقوبات مفروضة من المجتمع الدولي "ولا بد من أن نسير على طريق تأخذنا باتجاه إيجاد الظروف التي تسمح بانتهاء هذه العقوبات واستعادة سوريا لعافيتها بالكامل".

وبشأن قضية اللاجئين، رأى الصفدي أن "اللاجئ لن يعود إلا إذا اقتنع بأنه قادر على أن يوفر العيش الكريم لأسرته، من الناحية الأمنية، ومن ناحية وجود متطلبات العيش الكريم. وقال إنه تحدث مع نظيره السوري حول "ما هو مطلوب سورياً وما هو مطلوب دولياً حتى نستطيع أن نتقدم إلى أمام".

وقال الصفدي: "في اجتماع عمّان كنا تحدثنا عن عودة طوعية لحوالي ألف لاجئ، حتى يعود هؤلاء ما هو المطلوب من الحكومة السورية؟ وما هو المطلوب من المجتمع الدولي؟ وأعتقد أننا قريبون جداً من بلورة الأسس التي ستتم وفقها هذه العملية".

إلى ذلك، قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن أهم "المواضيع التي نوقشت هي القمة العربية الأخيرة، العلاقات الثنائية بين البلدين، "وفي هذا الإطار وجدنا بأنه لدينا مصلحة مشتركة بأن يعم الأمن والاستقرار في دولنا العربية، وخاصة في المنطقة".

وقال المقداد "نحن نتشاور مع الأشقاء في الأردن حول الكثير من القضايا، بما في ذلك قضية اللاجئين، كما تعرفون، وأفضل السبل الكفيلة بعودة هؤلاء اللاجئين إلى بلدهم سوريا".

وأضاف المقداد: "كررنا مرة أخرى لكل سوري أينما كان في هذا العالم الحق في العودة إلى بلده وهو مرحب به، وسيتم التعامل معه في إطار القانون وفي إطار السيادة، ولا يوجد في سوريا من دفع من قبل الدولة أن يترك وطنه، فهو ليس بحاجة إلى إطلاق الدعوة، لكن بحاجة إلى تأمين مستلزمات أساسية من أجل تحقيق هذه العودة".

وأشار المقداد إلى أهمية وجود تنسيق ثنائي عميق، وخاصة قبل الاجتماع القادم للجنة الاتصال العربية "لكي نكون مستعدين للخروج بتصورات موحدة تعكس موقف عربي أصيل، من أجل حل المشاكل التي نواجهها في سوريا والمشاكل التي تواجه المنطقة بشكل عام".

وفي رد على سؤال حول تأمين ظروف عود اللاجئين، قال المقداد إنه يعرف ما يقدمه الأردن للاجئين السوريين، مضيفا: "لكن انظروا إلى خارج الأردن لتروا هذه الصورة المحزنة فعلاً، على كلٍّ هذه فرصة لنوجه الدعوة لكل مواطن سوري للعودة إلى وطنه، وتأكدوا أنه لن يجد أي عارض في العودة".