عمّان، الأردن (CNN) -- تواصل السلطات الأردنية متابعتها لحصر أضرار الحرائق التي شهدتها مناطق حرجية عدة شمال المملكة، والتي بدأت بعد ظهر يوم الخميس وتجددت نهار الجمعة، وشاركت 3 طائرات من سلاح الجو الملكي في إخمادها.
وقال مدير الحراج في وزارة الزراعة الأردنية، المهندس خالد القضاة، إن أكثر من 90% من الحريق تم إخماده حتى ليل الجمعة، فيما تبقى نحو 3-4 من "بقايا البؤر" التي تتم متابعتها بشكل حثيث كإجراء احترازي لمنع تجدد اندلاع الحرائق فيها، مع صباح السبت بسبب درجات الحرارة المرتفعة.
وكشف القضاة، في تصريحات لموقع CNN بالعربية، ليل الجمعة، أنه تم الاتفاق بين الأجهزة المعنية، على استخدام طائرات سلاح الجو الملكي مجددا في السابعة من صباح السبت، لإخماد أي بقايا من البؤر في المناطق التي شهدت الحرائق، وهي مناطق حرجية تقع بين محافظتي جرش وعجلون شمال البلاد.
وأوضح القضاة أن كوادر الدفاع المدني ووزارة الزراعة، عملت على مدار اليومين الماضيين لإخماد الحرائق، إلا أن تمدد الحرائق بفعل الرياح إلى مناطق وعرة، حال دون وصول الآليات إلى بعض المناطق، ما دفع إلى تدخّل سلاح الجو الملكي.
وعن المساحة التي امتدت لها الحرائق، قال القضاة إنه تم تداول العديد من المعلومات غير الدقيقة حول ذلك، وأضاف: "لايمكن تحديد مساحة الحريق بشكل نهائي لكن التقديرات الأولية تشير إلى 120 دونما"، مشيرا إلى عدم تسجيل أي خسائر في الأرواح.
ويوضح القضاة أن خسائر وقعت في الثروة الحرجية في تلك المناطق بشكل جزئي، في منطقة وديان الشام بين عجلون وجرش التي بدأ فيها الحريق، وانتقل إلى مناطق أخرى مثل غرب ساكب والصفصافة وكرم أبو عقاب وغيرها.
واندلعت الحرائق بعد الساعة الواحدة من ظهر يوم الخميس في المناطق التي تنتشر فيها الأعشاب الجافة، بحسب القضاة، مشيرا إلى أن وزير الزراعة وجه بفتح تحقيق في القضية، ولا يوجد للآن معلومات مؤكدة حول الأسباب النهائية.
وأضاف: "في هذه المناطق هناك متنزهون يضرمون النار خلال التنزه، ودرجات الحرارة وهبوب الرياح يساهم في تمدد الحريق، ننتظر نتائج التحقيقات".
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الجمعة، عن وزير الزراعة الأردني، خالد الحنيفات، قوله إن "الحريق من النوع التاجي وتجدد بسبب عودة الرياح في مناطق وعرة."
وساندت 3 طائرات من سلاح الجو الملكي، الجمعة، جهود مديرية الأمن العام في إخماد حرائق أعشاب جافة وأشجار حرجية بمنطقة الصفصافة في محافظة عجلون.
وتأتي مشاركة طائرات سلاح الجو الملكي بحسب البيان الذي صدر عن القوات المسلحة الأردنية، لصعوبة تضاريس المنطقة والتي حالت دون وصول آليات الدفاع المدني المجنزرة والمدولبة إلى موقع الحريق.
وذكر البيان أن طائرتين استخدمتا هما من نوع "SUPER BIOMA"، بالإضافة إلى طائرة من نوع "MI-26 T2" وهي تستطيع رفع حمولة كبيرة جداً، وقادرة على التحليق في مختلف الظروف الجوية للتعامل مع مثل هذه المواقف والحالات التي تستدعي الاستعانة بها.
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام أن فرق الاطفاء في مديرية الدفاع المدني وبإسناد من ثلاث طائرات من سلاح الجو الملكي والشرطة وقوات الدرك ومديريتي زراعة عجلون وجرش اخمدت حريقاً اتى على مساحات واسعة من الاعشاب الجافة والاشجار الحرجية بمنطقة الصفصافة.
ونظراَ لامتداد الحريق لمساحات واسعة ومتشعبة في اكثر من مكان فقد بذلت كوادر الاطفاء جهوداً مضنية في عمليات اخماده واستمرت لساعات متواصلة، لاسيما ان المنطقة التي شب بها الحريق تتصف بالتضاريس الصعبه والوعره ، حيث تم السيطرة على الحريق ومنع انتشاره هذا ولم ينتج عنه اية اصابات بالارواح .
وشارك في عمليات إخماد الحريق ما يزيد عن مائة الية عمليات مختلفة من إطفاء واسعاف ومنصات إطفاء ولودرات وتنكات تزويد وابراج اطفاء وجرارات زراعية بالاضافة الى ثلاث طائرات من سلاح الجو الملكي وما يزيد عن (500) مشارك من مرتبات جهاز الأمن العام بكافة تشكيلاته.
وبحسب موقع طقس العرب، فقد سجلت أعلى درجة حرارة في الأردن في منطقة غور الصافي يوم الخميس، لتصل إلى 46.2 درجة مئوية، مبينا أن تأثير الموجة الحارة من المتوقع أن تخف شدتها منتصف الأسبوع في البلاد والمنطقة التي شهدت تعمّقا لتأثير"القبة الحرارية".