(CNN)-- قال مسؤولان أمريكيان كبيران، الجمعة، إن تقييمات جديدة للاستخبارات الأمريكية تشير إلى أنه "من غير المرجح" أن ينشط تنظيم "القاعدة" في أفغانستان وباكستان، وأن عمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها حركة "طالبان" في أفغانستان أدت إلى إضعاف وجود تنظيم "داعش" هناك.
وترسم التقييمات التي وصفها المسؤولون، في إحاطة للصحفيين، صورة متفائلة للوجود الإرهابي الشامل في أفغانستان، مما يشير إلى أنه يتضاءل على الرغم من انسحاب الجيش الأمريكي من البلاد في عام 2021.
ومنذ الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وبينما حولت الولايات المتحدة مواردها الاستخباراتية بعيدا عن أولويات مكافحة الإرهاب للتركيز على الصين وروسيا، بذلت إدارة جو بايدن قصارى جهدها للتأكيد على احتفاظها بقدرات لتتبع التهديدات الإرهابية القادمة من جنوب آسيا.
ومع ذلك، أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين سرا عن مخاوفهم من أنه مع قيام الولايات المتحدة بنقل أصولها الاستخباراتية بعيدا عن الشرق الأوسط وجنوب آسيا، قد تواجه إدارة بايدن صعوبات في تتبع التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش"، الذي يواصل العمل في مناطق لا يمكن السيطرة عليها في سوريا وأماكن أخرى. .
وواصل تنظيم "داعش - خراسان"، الفرع الأفغاني لـ"داعش"، مهاجمة أهداف رفيعة المستوى داخل أفغانستان، وأدت هجمات "داعش-خراسان" إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين منذ سيطرة "طالبان" على السلطة في عام 2021، في إطار محاولة لتقويض حكم "طالبان" وزعزعة ثقة الجمهور في ضماناتها الأمنية.
ونفذ "داعش - خراسان" التفجير الذي أدى إلى مقتل 13 جنديا أمريكيا في عام 2021 الذين كانوا آخر من ماتوا في أطول حرب أمريكية.
وذكرت شبكة CNN أنه بين أواخر عام 2022 وأوائل عام 2023، هاجمت المجموعة السفارتين الباكستانية والروسية، وضربت فندقا كان يقيم فيه رجال أعمال صينيون ونفذت انفجارا في مجمع للقوات الجوية.
وقال أحد المسؤولين إن " داعش في ولاية خراسان يشكل تهديدا نشعر بالقلق إزاءه بالتأكيد، من منظور العمليات الخارجية لكنه نوع مختلف جذريا من التهديد عما رأيناه من تنظيم القاعدة في 11 سبتمبر/ أيلول".
وأضاف المسؤولون أن المعلومات الاستخبارية تظهر أن "داعش – خراسان" يتعرض لضغوط متزايدة من "طالبان"، وأن العديد من قادته الرئيسيين فروا من البلاد في الأشهر الأخيرة.
وقال المسؤول إن "أعضاء داعش في خراسان المنخرطين في الإعلام والتسهيل والتجنيد لدعم العمليات الخارجية يتجهون بشكل متزايد إلى الدول المجاورة لتجنب حملة طالبان لمكافحة الإرهاب".
وذكر المسؤولون أن التهديد الذي يشكله تنظيم "القاعدة"، في هذه الأثناء، وصل إلى أدنى مستوياته منذ عقود.
وقال أحد كبار المسؤولين، في مؤتمر صحفي، إن "القاعدة وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية في أفغانستان وباكستان، ومن غير المرجح أن يعود إلى الظهور من جديد"، مضيفا أن "قدرة التنظيم على تهديد الولايات المتحدة من أفغانستان أو باكستان ربما تكون في أدنى نقطة منذ عقود".
وقال المسؤول إن ذلك يرجع جزئيا على الأقل إلى أن "القاعدة" فقد أحد أهدافه الرئيسية: القوات الأمريكية، فقد سحبت الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان 2021، تاركة تنظيم القاعدة دون "أرضية اختبار" لتدريب المقاتلين والناشطين.
وأضاف المسؤول أنه بعد أن قتلت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري في 2022، تُرك التنظيم بدون "موهبة قيادية وتوجيه استراتيجي".
وزعمت حركة "طالبان" في ذلك الوقت أنها لم تكن تعلم أن الظواهري يقيم في العاصمة الأفغانية كابول عندما استهدفته الولايات المتحدة.
ومن الجدير بالذكر أن التقييمات الأمريكية التي تقلل من شأن عودة الإرهاب تبدو متناقضة مع تقرير أصدره فريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة في يونيو/حزيران، والذي قدر أن "تنظيم القاعدة في مرحلة إعادة التنظيم، وأنه كان ينشئ مرافق تدريب جديدة.
وقال التقرير أيضًا إن "تنظيم ولاية خراسان لا يزال يشكل تهديدا كبيرا داخل أفغانستان، وتشعر الدول الأعضاء بالقلق بشأن قدرته على تطوير قدرات العمليات الخارجية وتشكيل تهديد في المنطقة وخارجها".
وردا على سؤال حول التناقض بين تقييمات الولايات المتحدة وتقييمات الأمم المتحدة، قال أحد كبار المسؤولين إن تقرير الأمم المتحدة كان "بعيدا كل البعد عن التناقض مع المعلومات الاستخبارية التي جمعتها الولايات المتحدة وشركاؤها".
وأضاف: "لقد حاولنا التواصل مع أولئك الذين أصدروا التقرير لفهم مصدره بشكل أفضل وبشكل مثالي، وتثقيفهم مرة أخرى، وخلاصة القول هي أن هذا التقرير يعد استثنائيا داخل منظومة الأمم المتحدة".