تحدث مذيع CNN، فريد زكريا، مع الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان، حول السياق الأوسع لهجوم حماس على إسرائيل: كيف حدث، وماذا يعني بالنسبة لمنطقة متغيرة، وما سيأتي بعد ذلك؟
وعلق فريدمان على هذه القضايا بالقول إن "هذه الحرب ستتم دراستها من قبل أجهزة الاستخبارات في جميع أنحاء العالم. الكثير من الناس يقولون إن هذا هو الحادي عشر من سبتمبر في إسرائيل. هذه مجرد سخافة. لقد كانت أحداث 11 سبتمبر بمثابة عملية غير متخيلة بالكامل، بأن الناس سيحولون طائرات إلى قنابل انتحارية".
وتابع بالقول: "لقد كان هذا متوقعا تماما، لقد قامت إسرائيل ببناء جدار بقيمة مليار دولار لمنع ذلك. إذًا، حقيقة أن الجدار قد تم اختراقه بواسطة جرافة ومن قبل أفراد حماس في سيارات صغيرة يقودون سياراتهم الخاصة، أولًا، كيف حدث ذلك؟ وكيف حافظوا على عنصر المفاجأة؟ لقد كان هذا هجومًا معقدًا للغاية، وشمل استخدام مسيرات بحرية وبرية وجوية".
وأشار الكاتب إلى أن الهجوم "تم التخطيط له على مدى فترة طويلة من الزمن. ألم يستخدموا الهواتف المحمولة؟ هل تم إخفاؤها بطريقة ما ربما بمساعدة إيران؟ ليس لدي أي فكرة. لذلك نحن بحاجة إلى فهم كيف تمكنت هذه القوة الصغيرة جدًا والمسلحة بالقليل من التكنولوجيا من مفاجأة وغمر ما يعتبر واحدًا من أكثر الجيوش تقدمًا من الناحية التكنولوجية في العالم".
وتطرق فريدمان إلى العواقب التي قد تتكشف جراء الهجوم، قائلًا: "أنا متأكد بأنه سيكون هناك نوع من مهمة التحقيق في هذه الحرب يومًا ما. وإذا كنت لأكتب لائحة الاتهام فإن أولها سيكون بحق وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين. تذكروا هذا الاسم. ياء آلف راء ياء فاء، لام ياء فاء ياء نون. إنه الرجل الذي قاد هذا الجهد المجنون والفاسد وغير النزيه للاستيلاء بشكل أساسي على سلطة المحكمة العليا تحت شعار "المراجعة القضائية"، وعندما فعل ذلك، بمساعدة نتنياهو، قام بتمزيق إسرائيل".
واستطرد بالقول: " لقد مزق المجتمع الإسرائيلي. لقد مزق الجيش الإسرائيلي. لقد مزق القوات الجوية الإسرائيلية، وتسبب في خروج 100 ألف إسرائيلي تقريبًا كل ليلة سبت للاحتجاج على ذلك لمدة 40 أسبوعًا. في الأسبوع الماضي، نقلت عن مسؤول سابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إن "استعداداتنا قد تضررت بسبب هذا التفكيك الكامل لمجتمعنا". هذا هو المكان الذي بدأ فيه الأمر، وإذا تمكنت من كتابة لائحة الاتهام، فسيكون الشخص الأول، لكن نتنياهو مكَّنه".
أما فيما يتعلق بالأثر الذي قد يُحدثه الهجوم على عملية التطبيع بين إسرائيل والسعودية، فقال فريدمان إن "مصلحتهم (السعودية) على المدى الطويل تتمثل في التطبيع مع إسرائيل، وهذه المصالح سوف تسود على المدى الطويل. ولكن على المدى القصير، فإن هذه الحرب بين حماس وإسرائيل تجعل هذا الأمر مستحيلًا".
وأشار الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه "إذا لم تشجع إيران ذلك، فهي تدرك أنها مستفيد كبير من ذلك. آخر شيء كانت إيران تريده هو تحالف استراتيجي بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل لخلق قوة موازنة مقابل إيران. لذا، لم يعد هذا ممكنًا الآن"، على حد تعبيره.