(CNN) – يواجه أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة عزلة كاملة عن العالم، مع تقلص إمكانية الوصول إلى الإنترنت والطاقة مع استمرار إسرائيل في الانتقام من هجمات حركة المقاومة الإسلامية “حماس“.
الوصول إلى الإنترنت معلق بخيط رفيع بعد أن دُمرت معظم البنية التحتية للاتصالات في غزة أو دُمرت في الغارات الجوية الإسرائيلية. ودمرت حملة القصف في وقت سابق من هذا الأسبوع اثنين من الخطوط الرئيسية الثلاثة للاتصالات المتنقلة، ولم يتبق سوى خط واحد يعمل، ولكن الخدمة معطلة.
بشكل عام، انخفض الاتصال في قطاع غزة من حوالي 95% في أوائل أكتوبر إلى حوالي 60% اعتبارًا من صباح الجمعة، وفقًا لبيانات من NetBlocks، وهي شركة لمراقبة انقطاع الإنترنت ومقرها لندن.
المزود الوحيد الذي يقف بين الفلسطينيين والانقطاع التام للكهرباء هو شركة بالتل (Paltel)، شركة الاتصالات الفلسطينية. وفي حين توقف جميع مزودي خدمة الإنترنت المحليين التسعة في غزة عن العمل، فإن شركة بالتل هي أكبر مزود فلسطيني، ولديها اتصالات في قطاع غزة وفي جميع أنحاء المنطقة. وبينما لا يزال هناك ما يكفي من شبكة الكابلات التي تدعم خدمات النطاق العريض الثابتة وخدمات الهاتف سليمة، وقالت الشركة إنها تتوقع “انقطاع التيار الكهربائي الكامل” في حالة تعرض المزيد من خطوطها إلى مصر أو إسرائيل للضرر.
وكانت شبكة الاتصال بالإنترنت في محافظة دير البلح بغزة هي الأكثر تأثراً، وفقاً لموقع NetBlocks. ويبلغ معدل الاتصال الإجمالي في المنطقة حاليًا 38.9%. وتعرضت المنطقة لأضرار في عدة مواقع، بما في ذلك مخيم النصيرات للاجئين الذي قصفته غارات جوية إسرائيلية صباح الأربعاء. يعيش العديد من سكان غزة الأكثر عرضة للضرر في دير البلح: فهي موطن لأربعة من مخيمات اللاجئين الثمانية في غزة، وتوفر المأوى لما لا يقل عن 191,000 لاجئ، وفقًا لتقدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
يمكن لمزودي الإنترنت الفلسطينيين تقديم خدمات شبكة الجيل الثاني فقط 2G، وهي أبطأ بكثير من شبكة الجيل الثالث وأكثر عرضة للهجمات الأمنية بسبب ضعف التشفير. وأشار تقرير سابق للأمم المتحدة إلى أن بعض سكان غزة الذين يعيشون بالقرب من الحدود الإسرائيلية يمكنهم الوصول إلى شبكات الجيل الثالث G3 والرابع G4 من مشغلين إسرائيليين، رغم أن الوضع الحالي غير واضح.
قد لا يتمكن الكثيرون حتى من تشغيل الهاتف الخليوي أو الكمبيوتر. إذ توقفت محطة الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل منذ ظهر الأربعاء بعد نفاد احتياطي الوقود. جاء انقطاع الكهرباء في غزة في أعقاب أمر الحكومة الإسرائيلية بفرض حصار كامل على القطاع حيث احتجزت حماس رهائن، مما أدى إلى تعليق إمدادات الطاقة من 10 خطوط إسرائيلية ساهمت في السابق في توفير ما يقرب من ثلثي الكهرباء في غزة هذا العام.
وقد لجأ السكان وكذلك المستشفيات إلى استخدام المولدات الكهربائية لتوليد الكهرباء، لكن الحصار أدى فعلياً إلى قطع طرق الإمداد للسلع الأساسية، بما في ذلك الوقود، مما ترك هذه المولدات على شفا النفاد دون أي وسيلة للتزود بالوقود.
ومع تراجع الاتصال بالإنترنت وإمدادات الطاقة، تتفاقم الأزمة في غزة، وهي على وشك أن تترك أكثر من مليوني شخص معزولين عن بقية العالم.