عمّان، الأردن (CNN) -- قال مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن عملية مراقبة "الغارات والقصف وعدد من الحوادث التي أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى في جميع أنحاء غزة مستمرة"، مبينا أن لديه مخاوف "جدية جدا" من أن ترقى تلك الهجمات على المدنيين، إلى مستوى "هجمات غير متناسبة"، في انتهاك للقانون الدولي الإنساني، منوها إلى أنه لابد من "إجراء تحقيق دولي مستقل في ذلك".
جاء هذا في البيان الرسمي الذي أدلى به المسؤول الأممي خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة عمّان الجمعة، مستعرضا أبرز ما شهده وما سمعه من الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الأيام الأخيرة، بعد زيارة له إلى معبر رفح.
وأضاف تورك في حديثه بشأن التقارير التي تصلهم حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "يجب أن تكون هناك تحقيقات ذات معنى ومساءلة لإنهاء دوامة العنف والانتقام ضد مجتمعات برمتها. عندما تُثبت السلطات عدم رغبتها أو عدم قدرتها على إجراء مثل هذه التحقيقات، وحين تكون هناك روايات متضاربة حول حوادث مهمة بشكل خاص، يجب أن يكون هناك تحقيق دولي مستقل".
وعلق تورك خلال المؤتمر على "الفظائع بحق المدنيين في غزة" بالقول: "إنها تستوجب المحاسبة",
وقال تورك في بيانه، إنه بالنظر إلى الغارات على المناطق السكنية في جباليا ومدينة غزة والبريج والنصيرات والمغازي وخان يونس، وإلى "المستوى المرتفع الذي يمكن التنبؤ به، من الضحايا المدنيين، والنطاق الواسع من الدمار الذي لحق بالمرافق المدنية، لدينا مخاوف جدية جداً من أن ترقى تلك إلى مستوى هجمات غير متناسبة، في انتهاك للقانون الدولي الإنساني".
وقال تورك أيضا: "إن الهجماتِ الفظيعةَ التي شنتها حماس ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر ينبغي أن تثير غضب كلّ واحدٍ منا. يجب أن تتم إعادة الرهائن إلى ديارهم، ويجب وقف إطلاق الصواريخ بشكل عشوائي على إسرائيل"، مشيرا إلى ما قال إنه سمعه من نشطاء اسرائيليين عبروا عن غضبهم إزاء محنة المدنيين في غزة، وما سينتج "لإسرائيل" عن ذلك.
وأدان تورك ما قال إنه "خطاب الكراهية التحريضي" ضد الفلسطينيين، داعيا "حكومة إسرائيل إلى أن تتخذ جميع التدابير اللازمة لوضع حد لخطاب الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين". وقال إن بعض التصريحات الصادرة عن مسؤولين رفيعي المستوى ليست فقط "بغيضة"، بل يمكن أن تصل إلى حد التحريض على الكراهية والعنف. وفي بعض الحالات يمكن أن تساهم في تقديم دليل على نية للقيام بعمليات هجومية بطريقة تتعارض مع قوانين الحرب"، حسب قوله.
وفيما أشار تورك إلى أن الأطفال في غزة "يعانون بشكل مأساوي"، قال إنه "من الواضح أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، وأنه علينا أن نبذل كل ما بوسعنا لإنهاء معاناة المدنيين. يجب على الدول الأعضاء ذات النفوذ أن تعمل بجد أكبر من أي وقت مضى لحمل الأطراف على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، دون مزيد من التأخير."
وفي معرض رده على تساؤل صحفي لموقع CNN بالعربية حول ما إذا كان مقبولا للأمم المتحدة أن لا يسمح له بزيارة إسرائيل في إطار جولته للمنطقة حتى الآن ، قال تورك إن زيارته إلى هناك لا تزال تخضع "للدراسة".
ورد تورك على سؤال صحفي آخر، حول ما إذا كان يعتبر أن "مهمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي قد فشلت في الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار للان في غزة"، بالقول: "من الواضح أن كل دولة عضو في الأمم المتحدة لديها تأثير على إسرائيل وعلى حماس وأي طرف مشارك في الحرب، يجب أن تضغط من أجل إنهاء الحرب ..نحن في الأمم المتحدة كما قلت فقدنا زملاء لنا في الحرب وهذا محزن.. الأمم المتحدة دائما موجودة ونقوم بأقصى جهودنا هناك لتخفيف المعاناة وتوفير المساعدات الإنسانية".
وأضاف قائلا إن هناك مسؤولية على الدول الأعضاء أن يقوموا بأمر عاجل ومستعجل.