(CNN)-- انتقدت روسيا الولايات المتحدة بعد أن استخدمت حق النقض (الفيتو)، الجمعة، ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، واتهم دبلوماسي روسي واشنطن بـ"التواطؤ في المذبحة الوحشية التي ترتكبها إسرائيل"، وذلك في بيان أمام المجلس بعد التصويت.
وقال النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي: "لقد حكم زملاؤنا الأمريكيون بالإعدام، على الآلاف- إن لم يكن عشرات الآلاف- من المدنيين في فلسطين وإسرائيل، بمن فيهم النساء والأطفال، إلى جانب موظفي الأمم المتحدة الذين يحاولون مساعدتهم".
وأضاف الدبلوماسي الروسي: "يمكن للمرء أن يقول العديد من الكلمات الجميلة، ولكن الفارغة، عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام والأمن وبعض القواعد والنظام، ولكن اليوم، تعلمنا القيمة الحقيقية لهذه الكلمات، حيث فضل عضوان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، البقاء متواطئين في العدوان الإسرائيلي الوحشي"، في إشارة واضحة، إلى الولايات المتحدة بسبب "الفيتو"، وإلى المملكة المتحدة، التي امتنعت عن التصويت.
وكانت روسيا من بين 13 دولة صوتت لصالح مشروع القرار بشأن غزة، الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن، وكذلك وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) مرارا ضد مشاريع قرارات في مجلس الأمن الدولي، تدعو إلى إنهاء هجومها المستمر على أوكرانيا.
وجاء تصويت مجلس الأمن، الجمعة، في أعقاب ضغوط دولية متزايدة لإنهاء القتال في غزة، وتقديم المزيد من المساعدات للقطاع، حيث قالت الأمم المتحدة إن نظام الدعم الإنساني على وشك الانهيار.
وبعد التصويت، قالت الولايات المتحدة إن القرار "منفصل عن الواقع"، و"سيترك حماس ببساطة في وضعها، قادرة على إعادة تنظيم صفوفها وتكرار" الهجمات التي ارتكبتها ضد إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي طرحت مشروع القرار، عدم قدرة المجلس عن المطالبة بوقف إطلاق النار، متسائلة: "ما هي الرسالة التي نرسلها للفلسطينيين، إذا لم نتمكن من الاتحاد وراء دعوة لوقف القصف المستمر على غزة؟".
ومن جانبها، أعربت الصين عن "خيبة أملها وأسفها الشديدين" لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع القرار، حيث قال مبعوثها لدى الأمم المتحدة إن "أي موقف سلبي" تجاه وقف إطلاق النار "لا يمكن الدفاع عنه"، وإن تبرير عكسه "ما زال واهيا".
وأضاف السفير الصيني تشانغ جون: "يجب الإشارة إلى أن التغاضي عن استمرار القتال، مع الادعاء بالاهتمام بأرواح وسلامة الناس في غزة والاحتياجات الإنسانية هناك يتناقض مع الذات".
وأوضح: "كل هذا يظهر مرة أخرى ماهية المعايير المزدوجة".
وقالت فرنسا إنها "لا ترى أي تناقض في الحرب على الإرهاب وحماية المدنيين"، وأضافت أنه مع الافتقار إلى الوحدة في مجلس الأمن، فإن الأزمة في غزة "تزداد سوءا، وتواجه خطر التمدد".