(CNN) -- اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بأنه والرئيس الأمريكي جو بايدن يختلفان حول ما يجب أن يحدث لغزة بعد الحرب.
وقال نتنياهو، في بيان: "نعم هناك خلاف بيننا حول اليوم التالي لحماس بعد الحرب، وآمل أن نتوصل إلى اتفاق".
وجاء اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبل إدلاء بايدن بتصريحات في حفل لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي، عن أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "لا تريد حل الدولتين".
وانطلقت هذه الفكرة ــ إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل ــ في تسعينيات القرن الماضي، مع سلسلة من الاتفاقيات المعروفة باسم "اتفاقيات أوسلو"، التي أدت، من بين أمور أخرى، إلى إنشاء السلطة الفلسطينية، التي تولت سيطرة جزئية على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتم طرد السلطة الفلسطينية فعليا من غزة على يد حركة "حماس" في عام 2007، لكن إدارة بايدن أوضحت بشكل متزايد أنها تعتقد أن السلطة الفلسطينية يجب أن تستأنف حكم القطاع عندما تنتهي الحرب.
وسُئل نتنياهو مرارا وتكرارا عن رؤيته لغزة ما بعد الحرب في مقابلات مع وسائل الإعلام الدولية منذ أكتوبر/ 7 تشرين الأول، وأخبر دانا باش من شبكة CNN، على سبيل المثال، أنه يرى دورا للسلطة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال، في بيانه الثلاثاء، قبل تصريحات بايدن: "أود أن أوضح موقفي: لن أسمح لإسرائيل بتكرار خطأ أوسلو"، وأضاف: "بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا، لن أسمح لأولئك الذين يقومون بتعليم الإرهاب ودعمه وتمويله بدخول غزة".
وخلص بيان نتنياهو إلى أن "غزة لن تكون حماستان ولا فتحستان"، في إشارة ليس فقط إلى "حماس" ولكن أيضا إلى "فتح"، أكبر فصيل فلسطيني، الذي كان له دور فعال في توقيع "اتفاقيات أوسلو"، وما زال يسيطر على السلطة الفلسطينية منذ ثلاثة عقود.
يذكر أن الرئيس الأمريكي قال، الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بحاجة إلى تغيير تكتيكاته، لكن الأمر صعب في ظل حكومته المتشددة"، مشيرًا إلى أن الدعم للحملة العسكرية الإسرائيلية يتضاءل وسط القصف العنيف على غزة.
وفي حديثه أمام المانحين الديمقراطيين في واشنطن، قال بايدن إن نتنياهو أمامه "قرار صعب يتعين عليه اتخاذه"، وأشار إلى أن "هذه هي الحكومة الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل"، مضيفا أن الحكومة الإسرائيلية "لا تريد حل الدولتين".
وأضاف بايدن أن إسرائيل "بدأت تفقد الدعم في جميع أنحاء العالم"، موضحا: "أعتقد أن على (نتنياهو) أن يتغير، ومع هذه الحكومة، من الصعب جدا عليه التحرك".
وتعتبر هذه من أكثر تصريحات بايدن التي تتسم بالصراحة عندما يتعلق الأمر بوجهة نظره حول الصراع المستمر فقد وقف في أغلب الأحيان جنبا إلى جنب مع نتنياهو علنا، على الرغم من الانتقادات المتزايدة للحملة الإسرائيلية لكن بعض الخلاف بدأ يتضح بين الولايات المتحدة وإسرائيل مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة.
وشجع بايدن، في اتصالات هاتفية، نتنياهو على بذل المزيد من الجهد لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، لكن كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية قالوا إن هناك "فجوة" بين نوايا إسرائيل والحقائق على الأرض.