وسط الضغوط.. نتنياهو يرفض شروط "حماس" للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة
وسط الضغوط.. نتنياهو يرفض شروط "حماس" للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب
Credit: JACK GUEZ/AFP via Getty Images)

تقرير ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شروط حماس لإنهاء الحرب بغزة مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك، في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطا شعبية متزايدة لإعادة الأسرى إلى إسرائيل.

ومن أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين، قال نتنياهو إن حماس تطالب بإنهاء الحرب، وإطلاق سراح الفلسطينيين في سجون إسرائيل وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وقال في بيان الأحد، "أنا أعمل على هذا على مدار الساعة. ولكن لكي أكون واضحا: أنا أرفض رفضا قاطعا شروط استسلام وحوش حماس”، مضيفا أن الموافقة على الشروط تتعارض مع أمن إسرائيل.

وتابع رئيس الوزراء إذا وافقنا على ذلك، فقد سقط جنودنا سدى.. إذا وافقنا على ذلك، فلن نتمكن من ضمان أمن مواطنينا".

ومن بين الرهائن الـ 253 الذين تقول إسرائيل إن حماس احتجزتهم في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تعتقد إسرائيل أن 132 لا يزالون في غزة، ويعتقد أن 104 منهم على قيد الحياة.

ويأتي رفض نتنياهو لشروط حماس بعد أن ذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة ومصر وقطر يريدون أن تنضم إسرائيل إلى مرحلة جديدة من المحادثات مع حماس تبدأ بالإفراج عن الرهائن وتؤدي إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

كما يأتي وسط انقسامات عميقة داخل حكومة الحرب الإسرائيلية حول ما إذا كان يجب إعطاء الأولوية لإعادة الرهائن إلى الوطن على هزيمة حماس، وبينما احتج الآلاف خلال عطلة نهاية الأسبوع في تل أبيب ضد طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب.

وأشار الوزير في حكومة الحرب غادي آيزنكوت الأسبوع الماضي إلى أن الهدف الرئيسي للحرب المتمثل في هزيمة حماس غير واقعي ودعا إلى إجراء انتخابات في غضون أشهر. وقال آيزنكوت أيضًا إن الحكومة فشلت في تحقيق ما يقول إنه يجب أن يكون على رأس أولوياتها: تأمين إطلاق سراح الرهائن.

ويتعرض نتنياهو لضغوط متزايدة من الجمهور الإسرائيلي لضمان إطلاق سراح الأسرى في غزة.

وفي يوم الاثنين، شقّ أكثر من عشرة أشخاص، من بينهم عائلات الرهائن، طريقهم إلى اجتماع عقدته اللجنة المالية في البرلمان الإسرائيلي. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: “لن تجلسوا هنا وهم يموتون هناك".

وأظهر مقطع فيديو للمكان قيام رجال الأمن بمحاولة إبعاد المتظاهرين وسط الصراخ والتدافع.

وصرخ أحد المتظاهرين: "لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو. من الأفضل أن تعرف. لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو". وتابع: "لن تجلس هنا بينما يموت أطفالنا هناك". ولم ترد أنباء عن اعتقالات داخل البرلمان المعروف باسم الكنيست.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه في مظاهرة منفصلة، قام عشرات المتظاهرين بإغلاق مدخل الكنيست، “في انتهاك للنظام العام”. ودعا هذا الاحتجاج إلى إجراء انتخابات فورية، وضم بعض عائلات القتلى في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وبعد أن رفض البعض المغادرة، أصدر أحد عناصر الشرطة أمرا بتفريق المحتجين، بحسب بيان للشرطة الإسرائيلية.

وفي وقت لاحق قال نتنياهو لعائلات الرهائن إن إسرائيل لديها “مبادرة” لتأمين إطلاق سراح الرهائن، ولكن لا يوجد “اقتراح حقيقي” من حماس من شأنه أن يضمن حريتهم.

وقال نتنياهو لممثلي عائلات الرهائن، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء: “خلافا لما يقال، لا يوجد أي اقتراح حقيقي من حماس – هذا غير صحيح”. وأضاف: "أقول هذا بأوضح ما أستطيع، لأن هناك الكثير من الأشياء غير الصحيحة التي لا بد أنها تؤلمكم."

وأضاف: "في المقابل هناك مبادرة من جانبنا، ولن أخوض في التفاصيل".

أظهر استطلاع للرأي نشرته القناة 13 الإسرائيلية الاثنين أن 35% من الإسرائيليين سيؤيدون صفقة تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن من غزة مقابل وقف الحرب وإطلاق سراح جميع معتقلي حماس في إسرائيل. وقال ما يقرب من النصف (46٪) إنهم سيعارضون مثل هذه الصفقة.

وقالت أغلبية ضئيلة (53%) إن المصالح الشخصية لنتنياهو كانت الاعتبار الرئيسي الذي يحرك سلوكه في الحرب، وقال الثلث (33%) إن المصلحة الوطنية هي الاعتبار الرئيسي بالنسبة له.

لقد مر أكثر من ثلاثة أشهر منذ أن شنت إسرائيل حربها ضد حماس، والتي جاءت ردا على الهجوم الذي نفذته الحركة في 7 أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وفي الوقت نفسه، تجاوز عدد القتلى في غزة يوم الأحد 25 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في القطاع.

ولا تستطيع CNN التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.

وكرر نتنياهو رفضه للسيادة الفلسطينية المستقبلية على الأراضي المحتلة يوم السبت بعد محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن حول مستقبل غزة. ويضغط البيت الأبيض على إسرائيل للاعتراف بضرورة قيام الفلسطينيين بتأسيس دولة مستقلة في المناطق التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

وقال نتنياهو في منشور يوم السبت على موقع X: "لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على جميع الأراضي الواقعة غرب الأردن – وهذا يتعارض مع الدولة الفلسطينية".

إن رفض رئيس الوزراء العلني لقيام دولة فلسطينية قد وضعه على خلاف مع أقوى حليف لإسرائيل، والذي دافع منذ فترة طويلة عن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

كما انضم العديد من وزراء الخارجية الأوروبيين إلى جوقة الانتقادات الموجهة إلى نتنياهو بشأن معارضة إسرائيل لحل الدولتين. قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين، إن معارضة إسرائيل لحل الدولتين “غير مقبولة” ولا يمكن لإسرائيل أن تتوقع من الدول التخلي عن هذه المسألة.