الزرقاء، الأردن (CNN)-- يقول العاملون في مجال المساعدات الإنسانية والمسؤولون الحكوميون الذين يعملون على إيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة، إن نمطًا واضحًا قد ظهر من العرقلة الإسرائيلية، حيث يسيطر المرض وشبح المجاعة على أجزاء من القطاع المحاصر.
وفرضت الوكالة الإسرائيلية التي تتحكم في وصول المساعدات إلى غزة، معايير تعسفية ومتناقضة، وفقًا لأكثر من عشرين مسؤولًا حكوميا وبمجال المساعدات الإنسانية، أجرت شبكة CNN مقابلات معهم.
وفي المقابل، نفى مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية "Cogat" لشبكة CNN أن يكون قد رفض دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ووصف الشهادة المقدمة لشبكة CNN بأنها "اتهامات باطلة".
وقامت CNN بمراجعة الوثائق التي جمعها المشاركون الرئيسيون في الجهود الإنسانية والتي تسرد العناصر التي يرفضها الإسرائيليون بشكل متكرر، بما في ذلك أدوية التخدير وآلات التخدير، واسطوانات الأكسجين، وأجهزة التنفس الصناعي، وأنظمة تنقية المياه. وتشمل العناصر الأخرى التي انتهى بها الأمر في مأزق بيروقراطي التمور وأكياس النوم وأدوية علاج السرطان وأقراص تنقية المياه ومستلزمات الأمومة.
تزايد التركيز على تضييق إسرائيل على المساعدات في غزة هذا الأسبوع عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار بينما كان الفلسطينيون اليائسون يتجمعون حول شاحنات المساعدات الغذائية، وفقًا لشهود عيان. وقال شهود عيان إن بعضهم قُتل بالرصاص وبعضهم صدمتهم الشاحنات عندما حاول سائقوها الفرار مذعورين. وقُتل ما لا يقل عن 112 فلسطينيًا، وفقًا لمسؤولي الصحة، وأصيب مئات آخرون.وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق طلقات تحذيرية لتفريق حشد من الناس بعد أن رأى الناس يتعرضون للدهس.
وجاء في بيان للبيت الأبيض لمكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، الخميس، أن الزعيمين اتفقا على أن الحدث المروع يؤكد "الحاجة الملحة لإنهاء المفاوضات في أقرب وقت ممكن وتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وقال السيناتور الأمريكي كريس ميرفي إن هذا الموقف "نتيجة للانهيار الكامل للنظام الاجتماعي في غزة، والذي يخرج عن نطاق السيطرة دون تدفق هائل للمساعدات الإنسانية وتوقف القتال".
ولعدة أشهر، اصطفت طوابير الشاحنات المتجهة إلى قطاع غزة على طول الطريق السريع المؤدي من مدينة العريش المصرية، وهي مركز لوجستي رئيسي للمساعدات، إلى معبر رفح مع غزة. وفي صورة القمر الصناعي بتاريخ 21 فبراير/شباط، يمكن رؤية طابور من الشاحنات يمتد لمسافة 4 أميال من المعبر.
وعبر الحدود يقترب القصف الإسرائيلي من نحو مليوني شخص محاصرين بين مدينة رفح بجنوب غزة والحدود المصرية. وإلى الشمال، مات 6 أطفال على الأقل في الأيام الأخيرة بالمستشفيات نتيجة الجفاف وسوء التغذية، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقال أحد العاملين في المجال الإنساني عند معبر رفح المصري مع غزة: "بينما تدور حرب في غزة، فإننا نخوض حربًا مختلفة هنا.. إنها حرب لجلب المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وطلب معظم مصادرCNN عدم الكشف عن هويتهم خشية، كما يقولون، من الأعمال الانتقامية وفرض المزيد من القيود الإسرائيلية على خط المساعدات المختنق بالفعل.
وقالت عدة مصادر إن جزءًا كبيرًا من التبرعات التي تعاملوا معها إما تم رفضها أو تم تعليقها بسبب الانتظار الطويل للحصول على موافقة وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (COGAT) التي تدير تدفق المساعدات إلى القطاع.
وقال أحد مصادر CNN الذي يشرف على التبرعات من أربع منظمات إغاثة مختلفة على أحد طرق العبور: "إنها فوضى مصممة بشكل مثالي". وأضاف المصدر أن أكثر من 15 ألف طن من إمدادات الإغاثة تنتظر موافقة إسرائيل على دخول غزة، أكثر من نصفها يتكون من مواد غذائية.
وقال مسؤول آخر كبير عن الأوضاع الإنسانية: "إنها مبهمة وغامضة بشكل متعمد.. يمكنك الحصول على تصريح من مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق ومن ثم تصل لتجد مسؤولي الشرطة أو المالية والجمارك الذين سيعيدون الشاحنة".
تمنع إسرائيل منذ فترة طويلة دخول بعض المواد إلى غزة. وفي عام 2007، فرضت حصارًا على القطاع بعد سيطرة حماس عليه. وبعد مرور عام، أصدر مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق قائمة بالمواد "ذات الاستخدام المزدوج" المحظورة، مع إجراء تعديلات طفيفة على الوثيقة في السنوات التي تلت ذلك.
وقالت إن هذه البضائع يمكن إعادة توظيفها للاستخدام العسكري وسيتم منعها من دخول غزة، مثل الخرسانة والأسمدة الزراعية وبعض المواد الكيميائية وغيرها من المواد المتنوعة مثل المناظير وكاميرات التصوير تحت الماء والزلاجات المائية.
لكن يبدو أنه تم التخلي عن هذه المعايير في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي خلف حوالي 1200 قتيل واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.
رد الجيش الإسرائيلي بهجوم جوي وبحري وبري مكثف على غزة أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 30 ألف شخص، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، مما أدى إلى تدمير معظم المباني والمنازل في القطاع، بالإضافة إلى مساحات واسعة من قطاعه التجاري وأراضيه الزراعية.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في 13 يناير/كانون الثاني، تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسماح بدخول "الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية" إلى غزة.
وقال نتنياهو: "نحن نقدم الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية". وأضاف: "إذا أردنا تحقيق أهدافنا الحربية، فإننا سنقدم الحد الأدنى من المساعدات".
وقد انتقد المجتمع الدولي إسرائيل مرارا وتكرارا لإصدارها تصاريح غير كافية لشاحنات المساعدات إلى غزة. كانت هناك أيضًا حالات قام فيها الجيش الإسرائيلي بضرب شحنات المواد الغذائية. وقد أدت أعمال النهب التي يقوم بها مدنيون يائسون وعصابات إجرامية في بعض المناطق الأكثر تضررا في شمال غزة إلى تفاقم تلك الأزمة، مما أدى إلى توقف تسليم المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة إلى هناك بشكل كبير،
وما يفاقم الوضع وجود "قائمة مبهمة" تعيق تسليم مجموعة واسعة من العناصر.
وقالت جانتي سوريبتو، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمنظمة "أنقذوا الأطفال": "لم أر قط سلسلة توريد ينبغي أن تكون بمنتهى البساطة معقدة إلى هذا الحد.. مستوى الحواجز التي يتم وضعها لعرقلة المساعدات الإنسانية؛ لم نر شيئا مثل ذلك من قبل".
سوريبتو، التي زارت الجانب المصري من معبر رفح برفقة الأمم المتحدة، قالت لشبكة CNN إنها شاهدت العديد من العناصر التي أعادها المفتشون الإسرائيليون في يناير/كانون الثاني.
قالت إن الألعاب رُفضت لأنها كانت في صندوق خشبي وليس في صندوق من الورق المقوى، ورُفضت أكياس النوم لأنها تحتوي على سحابات، وأُعيدت الفوط الصحية لأن مقص الأظافر كان ضمن مجموعة أدوات النظافة.
وفي يناير/كانون الثاني، شاهد عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي كريس فان هولين وجيف ميركلي مستلزمات الأمومة وأنظمة تنقية المياه من بين العناصر التي أعادتها إسرائيل من نقطة التفتيش في نيتسانا.
وقال فان هولين لشبكة CNN بعد أسابيع من رحلته إلى الجانب المصري من معبر رفح: "لا يمكن في أي عالم عقلاني اعتبار هذه المواد ذات استخدام مزدوج أو أنها تشكل أي نوع من التهديد العسكري".
وأضاف فان هولين: "لقد علمنا أنه عندما يتم رفض شاحنة تحتوي على عنصر واحد فقط من هذه العناصر، يتم إعادة الشاحنة بأكملها ويتعين عليها العودة إلى بداية العملية، الأمر الذي قد يستغرق أسابيع".
وتابع السيناتور قائلا: "تحدثنا إلى رؤساء منظمات الإغاثة الدولية التي كانت تعمل في صراعات حول العالم منذ عقود.. قالوا إنهم لم يروا نظامًا معطلا أكثر من هذا من قبل".
ودفع هذا الوضع فان هولين إلى قيادة جهود الكونغرس الأمريكي لمحاسبة إسرائيل على تعاملها مع المساعدات الإنسانية، والذي وصفه في قاعة مجلس الشيوخ في وقت سابق من هذا الشهر بأنه "جريمة حرب كما يقول الكتاب".
المبادئ التوجيهية الإسرائيلية المراوغة بشأن المواد المحظورة
علنًا، يدّعي مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق أنه التزم بقائمة المواد المحظورة لعام 2008. وفي الخاص، قال إن هذه الوثيقة أصبحت الآن قديمة، وفقًا لمسؤول إغاثة على اتصال مباشر بالمكتب الإسرائيلية.
وقال المسؤول إن مكتب التنسيق قام بتطبيق قائمة عام 2008 عندما اندلعت الحرب لأول مرة في 7 أكتوبر. وأضاف أنه "بعد حوالي ثلاثة أسابيع، قالوا إن القائمة غير صالحة لهذا الرد. هذا سياق مختلف. قالوا تجاهل القائمة".
وقد وثق التحقيق الذي أجرته شبكة CNN، والذي استغرق عدة أسابيع، أمثلة متعددة للعملية غير المنتظمة التي تلت ذلك، حيث يتراجع المسؤولون في بعض الأحيان عن المبادئ التوجيهية لعام 2008، وفي أحيان أخرى يشيرون إليها على أنها زائدة عن الحاجة.
وفي إحدى الحالات في 14 فبراير/شباط، رفض مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق حمولة شاحنة من أكياس النوم "لأنها كانت باللون الأخضر، والأخضر له معنى عسكري، ووفقًا لقائمة عام 2008، فإن له استخدام مزدوج"، كما قال المسؤول نفسه لـCNN.
وقال المسؤول: "لا يمكن لأحد أن يجادل بأن أكياس النوم ستساهم في الفوز بحرب.. لقد عارضنا ذلك وحذرناهم من أن الأمر سيبدو سخيفًا جدًا إذا تم نشر هذا".
ووصفت أربعة مصادر واقعة أخرى عندما رفضت إسرائيل شحنة من التمور – وهي مصدر غني بالمواد المغذية التي يحتاجها بشدة السكان الجياع. وقال اثنان من المصادر إن السبب في ذلك هو أن البذور اعتُبرت كجسم مشبوه خلال الفحص بالأشعة السينية.
وتم السماح لشاحنات أخرى تحمل التمور بالدخول إلى غزة، وفقا لبيانات الأمم المتحدة. لكن العاملين في المجال الإنساني أعربوا عن قلقهم من تكرار ذلك، ولجأ العديد منهم إلى إزالة البذور قبل التفتيش.
يجب أن تجتاز المساعدات عقبتين من قبل مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق قبل دخولها إلى غزة. يجب على منظمات الإغاثة أولاً الحصول على تصريح لشحناتها من مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، ثم يجب على الشاحنات اجتياز نقاط التفتيش الإسرائيلية. وتم رفض العناصر في كلتا المرحلتين، وفقًا لمصادر CNN.
يقدم مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق مجموعة من الأسباب لهذا الرفض. وقالت المصادر إنه في بعض الأحيان يستشهد بمسائل بيروقراطية، مثل بيان غير صحيح، وفي أحيان أخرى تعتبر العناصر كليًا أو جزئيًا ذات استخدام مزدوج. وفي بعض الأحيان تكون الأسباب المقدمة سياسية بشكل صريح. وأضافوا أنه في معظم الأحيان لا يتم تقديم أي تفسير.
وقال مصدر مشارك في عملية المساعدات لشبكة CNN: "أين ترسم الخط؟ في إشارة إلى معايير إسرائيل المراوغة بشأن المواد ذات الاستخدام المزدوج".
دفع هذا الارتباك منظمة "غيشا" الحقوقية الإسرائيلية إلى تقديم طلب بموجب قانون حرية المعلومات في 7 فبراير/شباط، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالكشف عن تفاصيل أي قيود جديدة على المساعدات المفروضة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت تانيا هاري، المديرة التنفيذية لـ"غيشا"، لشبكة CNN: "في الوقت الحالي، هناك القليل جدًا من الشفافية بشأن السياسة والإجراءات التي تعمل بها الحكومة.. نحن نعتقد أن إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة في غزة، ملزمة بتوفير احتياجات السكان المدنيين في القطاع". وأضافت: "من حق الجمهور الإسرائيلي أن يعرف ما الذي يجري باسمه في غزة".
أدوية التخدير.. العكازات.. وغيرها من "الأشياء المرفوضة بشكل متكرر"
حصلت CNN على وثائق من ثلاثة مشاركين رئيسيين في العملية الإنسانية تسرد ما أسموه "العناصر الأكثر رفضًا"، ومن بينها إمدادات طبية أساسية: أجهزة التخدير وأدوية التخدير والعكازات والمولدات وأجهزة التنفس الصناعي وأجهزة الأشعة وأسطوانات الأكسجين.
بالنسبة للأطباء والمرضى داخل غزة، فإن العواقب مؤلمة. هناك تقارير عديدة عن وفيات يمكن الوقاية منها بسبب نقص الأكسجين وأجهزة التنفس. وقد خضع أكثر من 1000 طفل لعمليات بتر أرجلهم في غزة، وفقاً لليونيسيف، بعضهم بدون تخدير. وقد جمعت اليونيسف هذا الرقم في نهاية نوفمبر ولم يتم تحديثه منذ ذلك الحين.
قام أحد الأطباء، هاني بسيسو، ببتر ساق ابنة أخيه البالغة من العمر 17 عاما بسكين مطبخ في منزله، مستخدما فقط الملابس التي على ظهره لوقف النزيف وسائل الغسيل لتنظيف جروحها. وقال هاني بسيسو لـCNN: "أصابها صاروخ دبابة إسرائيلية عندما كانت في الطابق السادس من بنايتنا.. لم أكن أعرف ماذا أفعل. لم أتلق أي تخدير أو أي نوع من الأدوية".
قالت عهد ابنة أخ، بسيسو، لاحقًا لصحفي يعمل مع شبكة CNN في غزة: "لم يكن هناك تخدير. كان تخديري هو القرآن الذي كنت أتلوه".
عملية البتر، التي أجريت على طاولة طعام عمها، تم تصويرها ومشاركتها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت: "لقد أحضر سكين المطبخ وقطع ساقي به. وفي تلك اللحظة قلت الحمد لله، لأنه صبرني".
بدأت الأدوية في غزة في النفاد بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وارتفعت الإصابات الناجمة عن القصف المكثف إلى حد كبير بينما أعاقت إسرائيل توصيل المساعدات.
يقول الجراح البريطاني-الفلسطيني الدكتور غسان أبو ستة من عيادته في لندن، بعد شهرين من عودته من غزة: "مع نهاية أيامي البالغة 43 يومًا في غزة، نفد المخدر لدينا، وكنا نجري العمليات بدون مخدر على الإطلاق".
وأضاف: "كان علينا القيام بإجراءات تنظيف مؤلمة للغاية لوقف التهابات الجروح عند الأطفال دون مخدر أو مسكن".
وفي غياب الإمدادات الطبية المناسبة، ابتكر أبو ستة حلاً لمكافحة العدوى: سائل غسيل ممزوج بالخل والمحلول الملحي.
قال أبو ستة: "كنت أسكب ذلك على الجرح وأفركه.. ربما كانت تلك أحلك لحظة في حياتي. كان الطفل يصرخ. كان الوالد يبكي، وأنت تحاول معالجة الجرح والقيام بذلك في أسرع وقت ممكن".
وتابع: "لكن مع العلم أنه إذا لم تفعل ذلك، فإن هذا الطفل سيكون ميتا بحلول نهاية اليوم".
وقال مصدر آخر من العاملين بالمساعدات الإنسانية داخل غزة إنه شهد مطلع فبراير/شباط طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات مصابة بحروق تغطي 40% من جسدها. وكانت في مستشفى في رفح، المركز الأفضل في غزة، حيث لم يتمكن المسعفون من إعطائها سوى الأسبرين لتخفيف معاناتها.
وقالت امرأة أخرى تدعى أم عادل، إن حفيدتها توفيت بسبب نقص الأكسجين في مستشفى بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقالت لصحفي آخر يعمل مع شبكة CNN في غزة: "كنا في خان يونس.. لم نتمكن من النوم أثناء النهار أو الليل بسبب القصف.. توفيت حفيدتي لأنها كانت مريضة ولم يكن هناك أكسجين أو أي نوع من الأدوية لها. الله يرحمها".
كما أثرت القيود الإسرائيلية على الأدوية المخصصة للمصابين بأمراض مزمنة. ولعدة أسابيع، منعت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق مؤقتًا أقلام الأنسولين للأطفال المصابين بالسكري من دخول غزة، وفقًا لمنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية جيمي ماكغولدريك ومصدر آخر.
وقال ماكغولدريك في مؤتمر صحفي يوم 24 يناير/كانون الثاني: "فيما يتعلق بالسلع المحظورة، فهي مجموعة كاملة.. بعضها عبارة عن مواد طبية مثل الأدوية الأساسية ومواد لعلاج ليس فقط الصدمات ولكن أيضًا للأمراض المزمنة".
وأضاف: "أحد الأمثلة على ذلك هو الأقلام المستخدمة مؤخرًا للأنسولين للأطفال.. فيما يتعلق بالأساس المنطقي لذلك، لا أستطيع حقًا شرح الأمر لأنني لا أعرف".
وتابع قائلا: "هذه سلع أساسية بالنسبة لنا لمعالجة حالة الطوارئ التي تتكشف حاليًا بطريقة دراماتيكية للغاية".
وقال مصدر آخر لشبكة CNN إن منسق أعمال الحكومة في المناطق تراجع في شهر فبراير عن قراره بمنع أقلام الأنسولين من دخول غزة. كما وجد بحث CNN أمثلة على سلع تعتبر "عناصر مرفوضة بشكل متكرر" والتي حصلت على الضوء الأخضر من قبل مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق - كما حدث في 3 يناير عندما قالت منظمة الصحة العالمية إنها أدخلت إمدادات التخدير. لكن المصادر أكدت أن هذه الحالات نادرة.
عند إحدى نقاط وصول المساعدات في الأردن، تمتد صناديق التبرعات المكدسة لمسافة حوالي ثمانية أميال، أي ما يعادل حوالي 1000 شاحنة من المساعدات.
فتح مدير الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، مروان الحناوي، صندوق طعام ليبين ما يجب أن يصل إلى الناس في غزة؛ يحتوي على الأرز ومرق الدجاج والتونة والتمر. ويكفي لإطعام أسرة مكونة من خمسة أفراد لمدة أسبوعين.
خلفه يوجد عشرات الكراسي المتحركة ملفوفة بالبلاستيك المغبر. وقال لـCNN: "لدينا 220 كرسيًا متحركًا ونحاول إدخالها منذ بداية الحرب".
تفحص الحناوي بحر الصناديق من حوله، وقال: "من المؤلم أن ننظر حولنا ونرى كل هذا.. أشعر وكأنني محاصر. أعلم أن سكان غزة بحاجة ماسة إلى هذه المساعدة، لكني لا أستطيع إيصالها إليهم. إنه مثل الكابوس".