السبت.. بيع خبز "الغلابة" بسعر 20 قرشًا لأول مرة في مصر.. وبرلماني: توفير الدعم لصالح الفقراء

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة
السبت.. بيع خبز "الغلابة" بسعر 20 قرشًا لأول مرة في مصر.. وبرلماني: توفير الدعم لصالح الفقراء
Credit: Roger Anis/Getty Images)

(CNN) -- تبيع المخابز البلدية، بعد غد السبت، رغيف الخبز المدعم بسعر 20 قرشًا (0.0042 دولار) لأول مرة في مصر، بعد قرار الحكومة مضاعفة السعر 300% لخفض فاتورة دعم الخبر إلى 105 مليارات جنيه (2.2 مليار دولار) سنويًا-وفق بيان رسمي- وأكد رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن زيادة سعر الخبز سيؤدي إلى وفر في تكلفة الدعم تصل إلى 15 مليار جنيه (317.5 مليون دولار) سيتم توجيهها إلى بناء مدارس ووحدات سكنية وزيادة عدد المستفيدين من الدعم النقدي المقدم للفقراء.

وارتبط سعر رغيف الخبز بوقائع تاريخية خلال فترة حكم رؤساء مصر في العصر الحديث، إذ استقر سعره عند قرش للرغيف طوال حكم الرئيس جمال عبد الناصر، والذي عرف بدعم الفقراء ورفض أكثر من مقترح بزيادة السعر-وفق لكتاب عاصروه- بل واهتم بتحسين جودته خلال لقائته مع وزرائه.

في حين قرر الرئيس التالي له أنور السادات تحريك السعر عام 1977 ضمن حزمة قرارات اقتصادية إلا أنه واجه مظاهرات حاشدة في عدة مدن دفعته للتراجع عن هذه القرارات، وفي عهد الرئيس حسني مبارك زاد السعر ثلاث مرات بزيادات طفيفة حتى وصل إلى 5 قروش (0.0011 دولار).

وعلى مدار أكثر من 36 عامًا، لم تتخذ أية قرارات رسمية بزيادة سعر رغيف الخبز المدعم رغم تلميحات سابقة أكثر من مرة للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بضرورة زيادة السعر بعد ارتفاع تكلفة فاتورة دعم الخبز بالموازنة العامة، آخرها يوم السبت الماضي حين كشف عن ارتفاع تكلفة إنتاج رغيف الخبز إلى 1.25 جنيه (0.026 دولار) مما ضاعف فاتورة الدعم إلى 130 مليار جنيه (2.7 مليار دولار)، على حد قوله.

قال رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصري، فخري الفقي، إن البرلمان المصري سيتأنف يومي الأحد والإثنين المقبلين مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية المقبلة 2024/2025، والتي تتضمن تحمل الموازنة مبلغ 125 مليار جنيه (2.6 مليار دولار) تكلفة دعم رغيف الخبز، ولكن بعد قرار زيادة السعر إلى 20 قرشًا (0.0042 دولار) سيتم توفير مبلغ 15 مليار جنيه (317.5 مليون دولار) من هذا البند.

وتبيع المخابز في مصر، الخبز المدعم للمواطنين من خلال بطاقات التموين، ويصل عدد المستفيدين من هذه المنظومة 71 مليون مواطن من إجمالي أكثر من 106 ملايين نسمة في مصر-وفق بيانات رسمية- كما تبيع الخبز السياحي بسعر يبدأ من 50 قرشًا (0.011 دولار) لوزن رغيف 25 جرامًا.

أضاف أنه سيتم توجيه الوفر من منظومة دعم رغيف الخبز إلى زيادة عدد المستفيدين من برنامج الدعم النقدي "تكافل وكرامة" من 5 ملايين أسرة إلى 5.5 مليون أسرة، وزيادة حجم المخصص للعلاج على نفقة الدولة، وكذلك زيادة عدد وحدات الإسكان الاجتماعي لمحدودي الدخل، أي أن الوفر من رغيف الخبز سينفق على الفقراء بدلًا من إنفاقه على أصحاب المخابز وغير المستحقين، على حد قوله.

ووفق تصريحات صحفية لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، فأن ما سيتم تحقيقه من وفر من الدعم الموجه لرغيف الخبز، سيسهم في التركيز والتكثيف في بناء المزيد من المدارس، وكذا المنشآت الصحية، إلى جانب المساهمة في الإسراع من إتمام العديد من المشروعات الخدمية والتنموية، من بينها مشروعات الصرف الصحي، وغير ذلك من مشروعات.

أكد "الفقي"، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، أن الهدف من قرار زيادة سعر رغيف الخبز ترشيد منظومة الدعم، واستغلال هذا الوفر في صالح بناء مدارس ومنشآت صحية، مع دراسة تحويل منظومة دعم الخبز إلى دعم نقدي، من خلال حوار مجتمعي سيتم إطلاقه خلال الفترة المقبلة لاستطلاع آراء المواطنين، وتحديد الآلية التي سيتم صرفها للدعم، على أن يبدأ التطبيق بداية من موازنة السنة المالية 2025/2026.

وترى الحكومة المصرية، أن التحول للدعم النقدي سوف يساهم في ربط استهلاك المواطن من الخبز باحتياجه الفعلي، وعدم الحصول على الخبز لمجرد كونه مدعومًا، وربما استبدال كميات من نصيب الفرد من الخبز بسلع أخرى لها احتياجها أيضًا، وكذلك سيقضي على ممارسات خاطئة ارتبطت باستخدامات أخرى للخبز من جانب البعض نظراً لكونه متوافرًا ومدعومًا، وخفض فاتورة استيراد القمح.

من جانبه قال رئيس شعبة المخابز بالقاهرة، عطية حماد، إن المخابز ستبدأ من يوم السبت المقبل تطبيق قرار الحكومة بزيادة سعر رغيف الخبز إلى 20 قرشًا (0.0042 دولار)، وفي انتظار تعليمات من وزارة التموين لتحديد التكلفة التي سيتحملها صاحب المخبز على إنتاج الرغيف المدعم.

وأكد "حماد"، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، أن زيادة سعر رغيف الخبز المدعم لن يؤثر على أسعار الخبز السياحي؛ لأن الأول يتم إنتاجه من خلال دقيق مدعم تصرفه وزارة التموين للمخابز البلدية، في حين يتم إنتاج "السياحي" من خلال الدقيق الحر، ولذا يرتبط سعره بأسعار الدقيق، مستبعدًا أية تأثير في استهلاك الخبز المدعم بعد زيادة السعر.