(CNN)—تتواصل التقارير من الأرض عن العمليات التي تشنها قوات تابعة لفصائل المعارضة السورية في مدينة حلب والتي جاءت مفاجأة كبيرة لقوات النظام السوري وحتى بالنسبة لمراقبين، وصولا إلى ورود تقارير من على الأرض في المدينة تشير إلى سيطرة الفصائل بشكل كامل وانسحاب لقوات النظام، وفقا لمحللين.
وعقّب مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، بمقابلة مع CNN، قائلا: "أيام غير عادية، أيام أعتقد، بصراحة، أن أولئك منا الذين يتابعون كل هذا على أساس يومي لم يتوقعوها أبدًا، أعني أنه كانت هناك خطط على قدم وساق لهذا الهجوم منذ أوائل أكتوبر وتدخلت المخابرات التركية بشكل أساسي للتأكد من عدم حدوث ذلك، ومن الواضح أن الأمر قد مر الآن بعد بضعة أسابيع".
وتابع: "يبدو أن التقارير الميدانية تشير الآن، كما قلت للتو، إلى أن المدينة نفسها تبدو وكأنها سقطت، وفرت آخر قوات النظام المتبقية من المدينة في وقت سابق اليوم وتركت بقية المدينة دون حماية، إنه نوع من السخرية، كما تعلمون، أمضت قوات المعارضة والمتمردين سنوات من عام 2012 حتى عام 2016 في القتال للحفاظ على السيطرة على نصف المدينة، وفي غضون 24 ساعة، رأينا المدينة بأكملها تسقط".
وأضاف: "هذا زلزال وسط الأزمة السورية، وبالمناسبة، إنها أزمة لم تنتهي أبدًا، وغالبًا ما توصف الصراعات بأنها مجمدة، وقد تم تجميد خطوط المعركة، حيث يموت ما بين 30 إلى 100 شخص في الصراع في سوريا كل أسبوع على مدار العامين الماضيين.. هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها تغيرًا في خطوط المعركة، وفي هذه الحالة، بطريقة دراماتيكية للغاية يمكن أن تؤدي بسهولة إلى جبهات صراع أخرى في أماكن أخرى من البلاد، وفي الواقع، شهدنا حول حلب وإدلب العديد من الهجمات الجديدة التي تم إطلاقها خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط".
ما هو وضع الرئيس السوري بشار الأسد وشط أحداث حلب؟
قال ليستر أن وضع الأسد "كان ضعيفًا لفترة طويلة، كما تعلمون، ضعيف اقتصاديًا، إنه معزول جغرافياً وسياسياً، كما تعلمون، فإن محاولات الشرق الأوسط لإعادة الارتباط والتطبيع لم تؤدي في الواقع إلى أي تقدم حقيقي لسوريا والسوريين، وسعت تركيا إلى تطبيع العلاقات مع النظام السوري في وقت سابق من هذا العام، لكن النظام رفض تلك الجهود بشكل أساسي. لذا، نعم، إنهم معرضون للخطر للغاية".
وأضاف: "أعتقد أن ما يثير الدهشة هو أن الروس، بالمناسبة، لم يغيروا موقفهم أو انتشارهم في سوريا، لكنهم لم يتدخلوا. ولا يزال الإيرانيون على الخطوط الأمامية ولم يتدخلوا. وأعتقد أن هذا يزيد من نقطة الضعف التي تجعله (بشار الأسد) يبدو معزولاً عن حلفائه".
واستطرد: "في الوقت الحالي، ما نراه هو، كما تعلمون، أن فلول الجيش السوري الحر المتمركزين في شمال حلب، في الريف، والمدعومين بشدة من الحكومة التركية، قد شنوا للتو هجومًا كبيرًا ضد النظام وضد قوات سوريا الديمقراطية، شركائنا في القتال ضد داعش".
ومضى ليستر قائلا: "هذا يهدد بالتحول إلى نوع من حركة الكماشة التي تتجه جنوباً إلى شمال مدينة حلب، هناك هجوم جديد آخر تم إطلاقه في جنوب إدلب بهدف السيطرة على الطريق السريع الاستراتيجي M5، الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق جنوبًا، لكن، نعم، أعني أن المنطقة التي سأنظر إليها عن كثب هي درعا، على مسافة قريبة من الحدود الأردنية، وكان هذا هو المعقل الأصلي للثورة، ولا تزال موطنًا لآلاف من مقاتلي الجيش السوري الحر السابقين الذين استسلموا للنظام في عام 2018، لكنهم ما زالوا يحملون أسلحتهم، والذين ما زالوا يسيطرون على قراهم وبلداتهم، ويتحدون النظام بشكل يومي تقريبًا.. لكنني لن أتفاجأ إذا استمرت هذه التطورات في شمال سوريا حيث سنرى أماكن مثل درعا تتصاعد بشكل كبير من حيث الأعمال العدائية وتضع النظام في وضع ضعيف للغاية".