دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناقلت حسابات عبر الشبكات الاجتماعية صورة منسوبة للحظة العثور على الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين في داخل سجن صيدنايا في سوريا، بعد 19 عامًا على إعدامه.
كانت الصورة تبدو وكأنها مٌذاعة عبر شبكة الجزيرة الإخبارية، وأن صدام حسين محاطًا بعدد من العناصر الأمنية. وجاء انتشارها على هامش الاهتمام المتزايد بالتطورات حول سجن صيدنايا أو "المسلخ البشري"، كما وصفته منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر في فبراير/شباط 2017.
مع انهيار نظام بشار الأسد وسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، اتجهت الأنظار إلى سجن صيدنايا، وسط سعي العديد من السوريين عن ذويهم المعتقلين والمفقودين منذ سنوات بعيدة.
كانت الصورة المنسوبة لصدام حسين، مصحوبة بتعليقات تقول: "العثور على صدام حسين في سجن صيدنايا"، و "ورد إلينا أن صدام حسين حي"، فيما قالت إحدى أكثر التدوينات رواجًا: "افرحو يا شعب العراق الصامد عاجل وبشكل رسمي :عندما قال شيخنا ومرجعنا السياسي فائق الشيخ علي: سنعيد تشكيل حزب البعث. ضحك عليه ذيول إيران وعملاء الخارج. اليوم وبشكل رسمي العثور على صدام حسين في سجن صيدنايا وسيعود لحكم العراق".
عندما تحقق موقع CNN بالعربية من الصورة، وجد أن الجزيرة لم تبثها، وأن الصورة الأصلية تعود إلى الرئيس الجورجي الأسبق والحاكم الأسبق لمنطقة أوديسا الأوكرانية، ميخائيل ساكاشفيلي.
وكانت الصورة للحظة اعتقال جهاز الأمن الأوكراني لساكاشفيلي في كييف في 5 ديسمبر/كانون الأول 2017. وثقت العديد من وكالات الأنباء الحدث آنذاك، منها رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية وغيتي للصور.
وخضعت الصورة للتلاعب عن طريق برامج تحرير الصور، تم تركيب صورة صدام حسين في مكان ساكشفيلي، مع تعديلات إضافية تشمل وضع العلم العراقي بدلا من العلم الأوكراني الموجود على زي عناصر الأمن.
وقمنا بتشريح الصورة المنسوبة إلى صدام حسين عن طريق أداة Forensically، التي يمكنها إظهار مواطن التلاعب في الصور، حيث يبين اللون الوردي والأحمر ذلك، كما نرى أدناه.
ويلجأ بعض منتجي المعلومات المضللة إلى التلاعب في الصور عن طريق نسبها إلى وسائل إعلام بارزة، مثل الجزيرة.
وبعد القيام بالتزييف يتم إظهار الصورة كما لو أنها ملتقطة خلال عرضها في التلفزيون، لإعطائها المزيد من الموثوقية والمصداقية. وفي هذه الحالات، يفضل العودة إلى الوسائل المنسوب إليها بث اللقطات وفحص مواقعها الإخبارية للتأكد مما إذا كانت أوردتها من عدمه.