بينهم عمر البشير.. السودان سيسلم المطلوبين للمحكمة الجنائية

لقد مر أكثر من عقد ونصف منذ إدانة الرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وحتى قبل عدة أشهر عندما استولى المجلس السيادي على السلطة بعد خلع البشير، يبدو أن ذلك كان خطاً أحمر لم ترد الحكومة السودانية تخطّيه.
لكننا نفهم من مصادر حكومية بأن الأمر كان غير مقبول بين الحكومة الانتقالية في المنتصف ومجموعات المعارضة في المناطق المتنازع عليها في المنطق الأخرى من السودان، الكثير منها تمثل أولئك الموجودين في دارفور ممن استهدفوا كجزء من حملة الإرهاب التي قادتها حكومة البشير ضدهم في ذلك الجزء من البلاد،
هذه اللحظة كانت عاطفية جداً لمن تحدثنا معهم في السودان، وصدمة لأولئك الذين سمعوا عن الأمر لأول مرة. لا تزال التفاصيل الموجودة لدينا قليلة، غير أن ما سمعناه هو أن من المقرر ظهور البشير أمام المحكمة الجنائية الدولية، لكن من غير الواضح إن كان ذلك سيحدث في لاهاي أو السودان. نسمع باحتمال إجراء محاكم هجينة، ما سيسمح بمحاكمته في السودان، وقالت مصادرنا إن الحكومة السودانية تعرف بأنها لا تملك البنية التحتية لمحاكمة جرائم الحرب، لكن من المحتمل أنها ستضع قضاة في المحاكم المشتركة مع المحكمة الجنائية الدولية.
المحكمة الجنائية الدولية نفسها قالت إنها لم تُخطر رسمياً لكن بالنسبة للعديد من السودانيين الذين يسمعون هذه الأنباء فإن هذا ليس مهماً، فكل ما يهم هو أن دكتاتور السودان السابق سيواجه نوعاً من العدالة الحقيقية أخيراً بعد 3 عقود دموية في أغلبها.