وسط الأزمة الإنسانية التي تؤثر على 900 ألف سوري على الأقل مكتظين في إدلب بشمال غرب البلاد، من بينهم 500 ألف طفل، أغلبهم يهرب فعلاً من الهجوم الذي بدأته قوات الحكومة السورية المدعومة من قبل روسيا، إذ أنه تندفع إلى المنطقة الآمنة التي تناقش كلا البلدين عليها مع تركيا، والتي كانت أنقرة تحرسها إذا صح التعبير.
وكنتيجة لهذا الهجوم وإثر وقوع قتلى في الجيش التركي في تلك المنطقة فإن الرئيس التركي قال إن بلاده سترسل المزيد من التعزيزات إلى تلك المنطقة، وأنها مسألة وقت فقط بحسب ما قال حتى يشتبكون مع قوات النظام السوري هناك.
وردت روسيا بأن ذلك سيكون أسوأ النتائج الممكنة، لكن هذا يصعّد ما تعتبر كارثة إنسانية إلى حرب محتملة إقليمياً أو حتى قاريّاً، والسبب هو أن تركيا هي ثاني أكبر عضو عسكري في حلف الناتو، وإذا تعرضت لاشتباك عسكرياً مع روسيا فمن المحتمل أن تركيا ستستخدم حقها لضم أعضاء الناتو الآخرين إليها في هذا الهجوم.
في النهاية، فإن خطة السيد أردوغان هي حماية تلك المنطقة الآمنة وحماية تركيا من تدفق كبير لأعداد كثيرة من الناس، مما سيزيد على الأعداد الكبيرة من السوريين الذين استقبلتهم تركيا سابقاً.
الأمر البارز في وسط كل هذا، ودعوات الأمم المتحدة خصوصاً والمجموعات الحقوقية بإجراء مناقشات ووقف إطلاق النار شهد، هو الصمت من الأوروبيين وما تحقق جراء الجهود غير الفاعلة نسبياً.