الضفة الغربية وأهميتها إقليمياً.. ما تاريخ الصراع وما سببه؟

الشرق الأوسط
نشر
الضفة الغربية وأهميتها إقليمياً.. ما تاريخ الصراع وما سببه؟

التلال الجيرية الوعرة في الوادي المتصدع شرق البحر الأبيض المتوسط ​​لها ماضٍ عريق وطويل، من الكتاب المقدس حتى الوقت الحاضر. تعطيه الشعوب المختلفة أسماء مختلفة - فلسطين، يهودا والسامرة، أو بكل بساطة، الضفة الغربية، وهي على الجانب الغربي من نهر الأردن.

يعيش هنا ما يقرب من 3 ملايين نسمة، 2.5 مليون منهم فلسطيني، وأكثر من 400 ألف مستوطن يهودي. هي ليست كبيرة، فهي ضعف حجم جزيرة رود أو لوكسمبورغ، لكنها كانت جزءًا أساسيًا من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لعقود.

يونيو 1967 كان شهراً رئيسياً، فإسرائيل حينها - التي كانت مقتنعة بأنها تواجه غزواً وشيكًا من جيرانها العرب - أطلقت سلسلة من الضربات الوقائية. وفي الأيام الـ6 القليلة من الحرب التي تلت ذلك، استولت إسرائيل على أرض من سوريا ومصر والأردن، ومنها استولت على الضفة الغربية والقدس الشرقية.

عندما اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد بضعة أشهر، أعلن أن الضفة الغربية، مثل جميع الأراضي المشابهة، أرضاً محتلة. وأُمر الجيش الإسرائيلي بالانسحاب.

لكن كانت هناك القليل من الرغبة في القيام بذلك، فالأرض لم توفر لإسرائيل فقط شعوراً بتعزيز الأمن على طول الجانب الشرقي، وإنما عنى الأمر أيضاً وصولاً إلى الأماكن المقدسة التي تتمتع بها الضفة الغربية بوفرة. في الخليل يوجد كهف البطاركة، حيث دفن إبراهيم، وفي بيت لحم يوجد قبر راحيل، وإلى الشمال من نابلس قبر يوسف. هذه المواقع والعديد غيرها مقدسة بالنسبة لليهود إضافة إلى المسيحيين والمسلمين.

ومع سيطرتها على الضفة الغربية، بدأت إسرائيل في بناء منازل للمستوطنين اليهود، لتنشأ بلدات تتضمن مدارس ومراكز طبية، وجامعة أيضاً. ارتفع عدد سكان المستوطنات من 10 آلاف في عام 1979 إلى 100 ألف بحلول عام 1992، وإلى 418 ألفاً اليوم. جميعها محمية ومدعومة من قبل جنود إسرائيليين، إضافة إلى خرسانات وأسلاك شائكة ونقاط تفتيش.

التوترات مع السكان الفلسطينيين - الذين شعروا أنهم دفعوا خارج الأرض وقُهروا - تصاعدت عدة مرات، مما أدى إلى إنتاج صور لا تمحى لا تزال مرتبطة بالمنطقة. الشباب الذين يرشقون الحجارة، ومذبحة هجوم انتحاري، والقوة المدمرة للدبابات وطائرات الهليكوبتر الهجومية.

لكن كانت هناك محاولات للسلام والاستقرار أيضاً، وكان التركيز بشكل عام على نفس الصيغة - دولتان لشعبين. الأمم المتحدة جربتها لأول مرة في عام 1947، تقسيم للأراضي التي كانت تسيطر عليها بريطانيا لمدة ثلاثة عقود إلى دولة يهودية ودولة عربية. انهارت الخطة بعد رفض القوى العربية لها.

ذروة جهود السلام أتت في التسعينيات، كجزء من اتفاق تفاوضي، اتفاق أوسلو، حيث تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق، المنطقة أ: تحت السيطرة المدنية والأمنية الفلسطينية الكاملة، بما في ذلك المدن والبلدات الفلسطينية الرئيسية. المنطقة ب: تحت السيطرة المدنية الفلسطينية والسيطرة الأمنية الإسرائيلية. وتشمل المئات من القرى الفلسطينية والأراضي المحيطة بها. المنطقة ج: تحت السيطرة المدنية والأمنية الإسرائيلية الكاملة، وتحتوي هذه المنطقة على جميع المستوطنات الإسرائيلية، وكذلك وادي الأردن - وهي منطقة غنية بالزراعة ولكنها منخفضة بشكل عام من حيث عدد السكان.

كان من المفترض أن تكون هذه مجرد تسوية مؤقتة، لتكون جسراً نحو إقامة دولة فلسطين، لتتضمن أيضاً غزة وأجزاء من القدس، ولتعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل. لكن هذا لم يحدث أبدًا.

من الناحية القانونية، لم يتغير الكثير، فمعظم المجتمع الدولي يواصل وصف كل الضفة الغربية بأنها أرض محتلة، ويقول إن مستوطنات إسرائيل غير قانونية. من جانبها، تعترض إسرائيل على ذلك، قائلة إن حقوقها بالأرض تمتد إلى العصور التوراتية، ووضع الأراضي ليس واضحاً عندما كان الأردن يتحكم بها قبل عام 1967.

إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غيرت موقف الولايات المتحدة بشكل حاسم لصالح إسرائيل، قائلة إنها لم تعد تعتقد بأن المستوطنات تتعارض مع القانون الدولي. في الجانب الآخر، يقدم الفلسطينيون مطالب تاريخية ودينية بالأرض، حيث لا يزالون يأملون ببناء دولتهم يوماً ما.