ستبقى القوات الأمريكية في العراق، وربما هناك تغيير في الدلالات، إذ لم يعد يطلق عليها اسم قوات قتالية، بل وحدة استشارة ومساعدة.
هذا ما يقول رئيس الوزراء العراقي إن بلاده بحاجة إليه، لكنه ليس مجرد تدريب مستمر للأمن العراقي. ما هو مهم بشكل خاص للعراق هو تبادل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية والقدرات الأخرى.
ويبدو أنه في هذه المرحلة، بعد ما يقرب من عقد من الزمان، تريد كل من الولايات المتحدة والعراق تجنب ما حدث في نهاية عام 2011 في ظل إدارة أوباما، عندما حدث ما قد يقول عنه الكثيرون إنه انسحاب سابق لأوانه للقوات الأمريكية، والذي انتهى به الأمر إلى أن يكون أحد العوامل الرئيسية العديدة التي سمحت بإعادة ظهورالدولة الإسلامية في العراق، المجموعة التي كانت سلف داعش، والتي نمت بعد ذلك بسرعة كبيرة وتحولت إلى أفظع منظمة إرهابية رأيناها حتى الآن.
لكن هذا الوجود المستمر للقوات الأمريكية، رغم ما يقال علنًا، لا يتعلق فقط بتدريب القوات العراقية ومساعدتها، ولا يتعلق بمعركة مستمرة ضد داعش - والتي تستمر في شن هجمات مدمرة في العراق - وإن لم تكن بنفس الدرجة التي كانت عليها في الماضي. يتعلق الأمر أيضًا بإيجاد توازن لنفوذ إيران المتنامي، توازن لقوة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي قد يقول الكثيرون إنها أقوى من القوات العراقية نفسها.