في ضربة أخرى للعلاقات الإماراتية الأمريكية، والتي كانت متوترة قليلاً بالفعل بسبب السياسة الإماراتية للتقارب مع إيران المجاورة، أعلن الإماراتيون الآن أنهم بصدد تعليق المفاوضات بشأن صفقة بقيمة 23 مليار دولار لشراء مقاتلات الشبح F-35 من الولايات المتحدة، مستشهدين بالمشاكل الفنية وقضايا السيادة وتحليل التكلفة والمزايا.
القضية الحقيقية في بيانهم هي السيادة. بمعنى آخر، لا يشعرون بالراحة تجاه القيود بعد الشراء التي قد ترغب الولايات المتحدة في فرضها على استخدامهم للطائرات المقاتلة التي دفعوا ثمنها.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه قبل أسابيع قليلة فقط أبرموا صفقة بقيمة 19 مليار دولار مع مصنعي الأسلحة الفرنسيين، وهي أكبر صفقة بين فرنسا والإمارات.
وهذه علامة أخرى على أن الإماراتيين يسلكون طريقهم الخاصة، وأنهم أكثر قوة فيما يعتبرونه مصالحهم الفردية كجزء من دول الخليج، بدلاً من أن يعكسوا بالضرورة السياسة الخارجية الأمريكية بشكل تلقائي تقريبًا.
سبق وأن تواصلوا دبلوماسياً واقتصادياً مع إيران، مع الإعلان الأخير عن إنشاء مزرعة شمسية كبيرة بأموال إماراتية في إيران.
يأتي هذا في الوقت الذي يحاول فيه الأمريكيون الحديث عن زيادة العقوبات ضد طهران من أجل الضغط عليهم للعودة إلى طاولة المفاوضات، لإحياء الاتفاق النووي الذي كان من المفترض أن يعلق البرنامج النووي الإيراني، وهو برنامج الأسلحة النووية الذي مزقته إدارة ترامب بشكل أساسي.
تسير إدارة بايدن على قدم وساق في العديد من القضايا الأخرى مع الإماراتيين، لكن من الواضح جدًا هنا في الإمارات أنهم يشقون طريقهم إلى حد كبير.