رغم انهيار هيمنة بريطانيا بالشرق الأوسط.. نظرة على العلاقات التي تستمر حتى اليوم مع الخليج ودول المنطقة

الشرق الأوسط
نشر
رغم انهيار هيمنة بريطانيا بالشرق الأوسط.. نظرة على العلاقات التي تستمر حتى اليوم مع الخليج ودول المنطقة

عندما صعدت الملكة إليزابيث الثانية إلى العرش أوائل الخمسينيات - كانت بريطانيا القوة المهيمنة في الشرق الأوسط.

فالدول التي شكلت حديثًا مثل العراق والأردن واليمن كانت مرتبطة باتفاقيات وفرت لبريطانيا سيطرة كبيرة كان يتنازع عليها كثيرًا. في حين أن دول الخليج مثل عُمان والبحرين والإمارات العربية المتحدة، المعروفة آنذاك باسم "إمارات الساحل المتصالح"، كانت مقتنعة بالوجود البريطاني.

أصبحت الملكة إليزابيث وجهًا مشهورًا في الشرق الأوسط سريعًا - حيث قامت بأول زيارة لها إلى المنطقة إلى ليبيا، بعد عامين فقط من كونها رأس الدولة.

كما تم تصويرها بجانب أمير البحرين، الشيخ أحمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ عبدالله الجابر في الكويت، والأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد آل نهيان.

ولكن وراء كل الابتسامات كانت حركة متنامية للاستقلال، حيث يقول عبد الرزاق التكريتي، أستاذ تاريخ زائر بجامعة براون: "كانت بريطانيا مسؤولة عن تنمية الخريطة الإقليمية في ذلك الوقت. جاءت الملكة إليزابيث في وقت كانت تلك الخريطة تتعرض فيه للتحدي. في تلك الفترة، انخرطت المنطقة في مجموعة واسعة من الانتفاضات والصراعات المعادية للاستعمار ومحاولات للإطاحة بهذه الهيمنة البريطانية".

نجحت المحاولات. وبحلول عام 1971، اختفت آخر مظاهر الاستعمار البريطاني في الشرق الأوسط.

لكن الزيارات بين الملكة إليزابيث وحكام المنطقة لم تتوقف، وعلى وجه الخصوص مع أولئك في مجلس التعاون الخليجي أو الـ"GCC"، حيث لم يُنظر إلى إرث بريطانيا بشكل غير مقبول كما هو الحال في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط.

جيمس أونلي، أستاذ تاريخ بالجامعة الأمريكية في الشارقة، قال إن "عدد الزيارات الرسمية أو غيرها من الزيارات رفيعة المستوى للعائلة المالكة البريطانية إلى دول مجلس التعاون الخليجي كانت بحجم يمكن مقارنته بزيارات العائلة الملكية إلى دول الكومنولث. أقام أفراد الأسرة الحاكمة والملكية في دول مجلس التعاون الخليجي علاقات حقيقية مع أفراد العائلة الملكية في بريطانيا والذي نتج عنه علاقات تجارية وتعليمية وثقافية كبيرة".

تم أيضًا تبادل هذه الروابط مع العائلات الملكية خارج الخليج، مثل الأردن، رغم كونها مستعمرة بريطانية سابقة. ولكن بالنسبة لبعض مواطني المنطقة، فإن الملكية رمز للحكم الاستعماري البريطاني الذي يلومونه على مظالمهم الحالية.

تحت حكم الملكة إليزابيث، خضع التأثير البريطاني في الشرق الأوسط لتغيير كبير، حيث تم حل الهياكل الاستعمارية وتم تشكيل العلاقات الإستراتيجية التي تستمر حتى هذا اليوم.

وبينما يُغلق هذا الفصل الحاسم من التاريخ البريطاني، قد يكون هناك ازدهار آخر قريبًا، مع تطلع الملك الجديد، تشارلز الثالث، نحو الشرق الأوسط لبناء العلاقات التي صقلتها والدته.