الجمهورية القمعية تسحق المعارضين بوحشية لا تعرف أي حدود. والمدن الكردية تتعرض لقسوة التشديد غير المتوقف والذي لم يترك أي مكان آمن، مع بحث قوّات الأمن عن الجرحى.
أحد المتظاهرين قال إن "الجرحى لا يذهبون إلى المستشفيات، لأنهم إذا ذهبوا إلى هناك، سيعتقلونهم رجال شرطة يرتدون ملابس مدَنية. حتى في معظم الصيدليات، لا يمكنهم الذهاب لتلقي العلاج، لأنه سيتم التعرف عليهم على الفور وسيؤدي الأمر في النهاية إلى اعتقالهم".
وأخبر الأطباء والمحتجون ومجموعة حقوق الإنسان شبكة CNN أن المستشفيات قد تحولت إلى فخ، فهي خطيرة للغاية بالنسبة للمحتجين.
ولا يحدث الأمر في المستشفيات فقط، إذ يقول المحتجون إن سيارات الإسعاف يتم استخدامها لاعتقال المتظاهرين أيضًا.
ودون معرفة من يمكنهم الوثوق به، يلجأ المحتجون اليائسون الآن إلى طبيب أمريكي إيراني في نيويورك للحصول على مشورات طبية مهمة عبر تطبيق "إنستغرام".
فبحسب طبيب الباطنية، الدكتور كايفان ميرهادي، فإن "الصور التي يرسلونها لي تتراوح من أشياء مثل كسور بسيطة يصابون بها عندما يهربون من الشرطة، مقابل تعرضهم لضرب وحشي، حيث أرسل لي البعض صور كسور في الجمجمة يحاولون علاجها في منازلهم مع وجود كدمات متعددة في جميع أنحاء أجسامهم"، مضيفًا: يخشى الكثير منهم من (فكرة) "هل أقضي السنوات العشر القادمة من حياتي في السجن، أو هل أترك عظم الفخذ المكسور حتى يلتئم من تلقاء نفسه؟".
وتم الإبلاغ عن اعتقال الأطباء الذين يساعدون المحتجين، لكن هذا لم يوقف أولئك الذين وضعوا واجباتهم أمام مصلحتهم الذاتية.
تواصلت CNN مع الحكومة الإيرانية عن اعتقال المحتجين الذين ظهروا في المستشفيات والعيادات، لكن الحكومة الإيرانية لم تستجب لطلب شبكتنا بالتعليق.