القاهرة، مصر (CNN)-- يواجه المستهلكون في مصر، ارتفاعًا في أسعار ما يسمى بـ"الخبز السياحي"، غير المدعوم، وهو الخبز الذي يشتريه غير حاملي البطاقات التموينية، وكذلك تراجعًا في وزنه، نتيجة زيادة أسعار القمح عالميًا في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، وهبوط قيمة الجنيه، وواجهت الحكومة الأمر بالإعلان عن إعداد منظومة لبيع الخبز المدعم لغير المستفيدين من الدعم التمويني بسعر التكلفة الفعلية.
وأكد رؤساء شعبة المخابز، عدم بدء تطبيق المنظومة الحكومية حتى الآن، وأنها ما زالت في مرحلة الإعداد، كما أكدوا أن تطبيق هذه المنظومة، سيسهم بشكل كبير في خفض سعر الخبز السياحي، وتقليل الضغط على المستهلكين.
ويستهلك المصريون حوالي 300 مليون رغيف يوميًا، ما بين 275 مليون رغيف خبز مدعم تبيعه المخابز البلدية لحاملي البطاقات التموينية بسعر 5 قروش (0.00169 دولار) بوزن 90 جرامًا بحد أقصى 5 أرغفة لكل فرد يوميًا، وتنتج مخابز "الأفرنجي" الخبز السياحي بكمية تصل إلى 25 مليون رغيف يتجاوز سعره الجنيه (0.034 دولار)، بحسب بيانات وتصريحات رسمية.
قال عطية حماد رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن الحكومة المصرية تعمل على إعداد منظومة لبيع الخبز المدعم لغير حاملي البطاقات التموينية بسعر التكلفة الفعلية، ولم يتم حتى الآن تحديد آلية بيع الخبز أو سعره حتى الآن، وتنتظر الشعبة صدور قرار وزاري يوضح هذه النقاط لبدء تطبيق المنظومة، والتي ستسهم بشكل كبير في توفير الخبز البلدي للمواطنين، وخفض سعر الخبز السياحي.
وسبق أن أعلن مساعد أول وزير التموين ورئيس جهاز التجارة الداخلية، إبراهيم عشماوي، أن الوزارة ستبدأ تطبيق تجربة بيع الخبز البلدي لغير حاملي البطاقات التموينية بسعر التكلفة الفعلية، عبر بطاقات ائتمان مسبقة الدفع من خلال المخابز التموينية.
وأوضح حماد، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، الفارق بين إنتاج الخبز السياحي والمدعم، قائلًا إن المخابز المصرية تشتري الدقيق من السوق لإنتاج الخبز السياحي، ويتم تحديد سعره وفقًا للعرض والطلب، ولا يخضع للرقابة الحكومية، في المقابل تصرف الدولة حصصًا من الدقيق للمخابز البلدية لإنتاج الخبز المدعم بسعر محدد 5 قروش فقط (0.00169 دولار) ويصرف فقط لحائزي البطاقات التموينية.
وتستورد مصر معظم احتياجاتها من القمح من الخارج، وبلغ حجم وارداتها حوالي 1.6 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الماضي بزيادة 66 مليون دولار عن الفترة نفسها من العام السابق، فيما تعمل الحكومة على تحفيز المواطنين على زيادة الكميات المنزرعة محليًا من خلال رفع سعر الأردب لموسم 2023 ليصل إلى 1250 جنيها (42.16 دولار)، وفقًا لبيان رسمي.
كما أكد رئيس شعبة المخابز باتحاد الغرف التجارية، عبدالله غراب، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن الحكومة ما زالت تجري تجارب على منظومة بيع الخبز المدعم لغير حاملي البطاقات التموينية، ولم تنفذ بعد البيع الفعلي للمواطنين، مشيرًا إلى أن المخابز البديلة البالغ عددها 33 ألف مخبز منتشرة في الجمهورية قادرة على تطبيق المنظومة فور الانتهاء منها.
ارتفعت فاتورة دعم الخبز بموازنة العام المالي الجاري لحوالي 93 مليار جنيه (3.2 مليار دولار) بعد زيادة دعم الخبز بقيمة تتجاوز 55 مليار جنيه (1.9 مليار دولار) عقب ارتفاع أسعار القمح عالميًا.
فيما قال مسؤول عن إدارة أحد المخابز بحي مصر الجديدة، محمد الأباصيري، إن تطبيق منظومة بيع الخبز المدعم لغير حاملي البطاقات التموينية سيحقق توفيرا ماليا للمواطنين، من خلال فارق السعر بين السياحي والذي يصل سعر الرغيف الواحد إلى 1.5 جنيه (0.05 دولار) مقابل أقل من جنيه (0.03 دولار) للمدعم، إلا أن الأمر يتطلب رقابة على المنظومة لإتاحة الخبز المدعم للمواطنين، كما لن تؤثر المنظومة على بيع "السياحي"، والذي يقبل عليه بعض المواطنين.
وحول الفارق بين الخبز المدعم والسياحي، أوضح الأباصيري، أن الخبز المدعم يتم إنتاجه بدقيق "استخراج 82%" -وهي النسبة الإجمالية للدقيق من القمح المطحون- فيما يتم إنتاج الخبز السياحي بدقيق "استخراج 72% مما يجعل لونه أبيض عن نظيره البلدي، إلا أن القيمة الغذائية للخبز المدعم أعلى، في المقابل فإن الخبز السياحي متوفر طوال اليوم بصورة أكبر من نظيره المدعم، والذي ينفذ سريعًا.
فيما أكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، أنه لن يتم زيادة أسعار الخبز، رغم تضاعف الدعم المخصص للقمح من 38 مليار جنيه لحوالي 95 مليار جنيه، وفقًا لتصريحات رسمية اليوم.