شوارع الجنينة في إقليم دارفور بالسودان تبدو هادئة بشكل مخيف. مقاطع صورت تحت تهديد كبير للناجين. الفيديو يظهر رسوم غرافيتي عرقية تشوه الجدران في حين أن الجثث تتناثر في الشارع.
تظهر قوات الدعم السريع في مقطع ترويجي لهم وهي تحتل الجنينة في يونيو، بعد حملة قصف كثيف وقتال في حربهم من أجل السيطرة على جيش السودان.
كشف تحقيق CNN الآن عن بعض تكاليف انتصارهم هنا في الجنينة.
وصف الناجون وعمال الإغاثة وجامعو الجثث لـCNN كيف قتلت قوات الدعم السريع مع مواليها مئات المدنيين في وحول الجنينة في 15 يونيو، في واحدة من أكثر المذابح عنفًا حتى الآن في التاريخ الحديث لهذه المنطقة السودانية المليئة بندوب الإبادة الجماعية.
يقول أحد جامعي الجثث إنه دفن مئات من الضحايا في دارفور منذ أبريل، ولكن في ذلك اليوم، لم يستطع حتى الوصول إلى أقاربه المقتولين.
تتكون قوات الدعم السريع من أفراد من قبائل عربية من دارفور، وبالتعاون مع زعيمها، محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، فهي متورطة في سنوات من الإبادات الجماعية الطويلة في المنطقة ضد التجمعات القبلية الأفريقية.
من غير المفاجئ إذًا أن الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني للسيطرة على البلد قد اتخذ منحى أكثر شرًا هنا في دارفور، والذي يحاكي تكتيك قوات الدعم السريع السابق، مما أجبر المدنيين على الهروب ، ووصل العديد منهم إلى الجنينة.
كان ذلك حتى 14 يونيو، عندما أُعدم حاكم غرب دارفور على يد قوات الدعم السريع. نفت قوات الدعم السريع - التي ألقي عليها اللوم في الحادثة - مسؤوليتها.
ومع محاولة مئات الأشخاص الهروب، تعرضوا للمضايقة والتهديد. انضم الأطفال لذلك أيضًا. تمكن القليل من المحظوظين من الوصول إلى تشاد.
يقول محمد صبري، وهو أحد سكان الجنينة وشاهد عيان على الحادثة، أن أفراد قوات الدعم السريع "ذهبوا إلى منازل وقتلوا الناس. القناصة كانوا في كل مكان".
وتابع بالقول: "على الطريق خارج المدينة، تم إيقافنا وتفتيشنا. لقد أخذوا هواتفنا. تم فصل الرجال عن النساء لكي يتمكنوا من قتلنا. ركضنا، لكنهم أطلقوا النار على بعض منا".
تُظهر الأدلة أن الكثير من عمليات القتل جرت خارج المستشفى الرئيسي في الجنينة. بعدها تعرض المدنيون الهاربون لكمين مرة أخرى في وادي كاجا.
كما تظهر صور الأقمار الصناعية النهر، والذي عادة ما يكون ضحلًا بما فيه الكفاية لعبوره، مليئًا بالماء المتدفق ذلك اليوم. عانى الكثير في المياه، وتعرض بعضهم لطلقات أثناء غرقهم.
يقول الناجون إنهم سمعوا صوت إطلاق النار من جميع الاتجاهات.
حتى عندما هربوا من الجنينة إلى أدري، الموجودة عبر الحدود في تشاد، أظهرت أدلتنا أن الرجال والنساء والأطفال قد تعرضوا لإطلاق النار عليهم أثناء هروبهم.
في مستشفى أطباء بلا حدود في تشاد، وصل الناجون بإصابات طلقات نارية في الظهر والساق والمؤخرة. وقال كبير الأطباء لـCNN إن جميع الإصابات تتطابق مع تعرضهم لإطلاق نار من الخلف.
غمر أكثر من 850 شخصًا المستشفى في أدري بين 15 و 17 يونيو - بحسب أطباء بلا حدود - وهذا أكثر من أي فترة أخرى منذ أن بدأ القتال في أبريل.
من جانبهم، يقول جامعو الجثث، وفقًا لإفاداتهم، إن حوالي ألف شخص قتلوا في يوم 15 يونيو، ودفنوا في عشرات القبور الجماعية. يقول الناجون إن قوات الدعم السريع تكرر نفس التكتيكات في جميع أنحاء المنطقة.
وقال متحدث رسمي باسم قوات الدفع السريع لـCNN إنهم يرفضون التأكيدات الواردة في تقاريرنا، من دون التعليق على أي من الحوادث المحددة التي نعرضها عليهم. تجدر الإشارة إلى أن قوات الدعم السريع رفضت في الماضي نتائج التحقيقات السابقة لشبكتنا قبل التراجع والإعلان بأن المتورطين في الاختراقات التي فصلتها تقارير شبكتنا سيتم محاسبتهم.