"على الفور".. شاهد رد مسؤولة تمريض أمريكية خرجت من غزة عند سؤالها عما إن كانت ستعود هناك

الشرق الأوسط
نشر
"على الفور".. شاهد رد مسؤولة تمريض أمريكية خرجت من غزة عند سؤالها عما إن كانت ستعود هناك

وصفت مديرة نشاط التمريض في منظمة أطباء بلا حدود، إميلي كالي كالاهان، التي تم إجلاؤها من غزة الأربعاء الماضي، وعادت إلى الولايات المتحدة خلال نهاية الأسبوع، الأوضاع التي شهدتها في القطاع والصمود والهدوء الذي اتسمت به الطواقم الطبية في القطاع رغم معرفتهم بأنهم قد يتعرضون للموت، حسبما قالت لـCNN.

وقالت كالاهان: "(كنا) إما سنموت جوعًا أو بنفاد الماء. وهم الذين تفاوضوا على كل ذلك، إنهم - غزة مدينة صغيرة. لذلك يعرف الجميع بعضهم، وكانوا يتفضلون ويتصلون بأصدقائهم ويقولون: من تعرف أنه لديه طعام؟ من تعرف أن متجره مفتوح؟ أين يمكننا الحصول على هذا أو ذلك؟ كانوا يتجولون في كل مكان بحثًا عن الماء. عندما نفدت المياه المعبأة لدينا في غزة، كانوا هم الذين تمكنوا من معرفة أن شاحنة المياه كانت قادمة في الوقت المعين".

وتابعت بالقول: "(بعضهم كان يقول) أعلم أن هذا الرجل يعمل في متجر بقالة، وما زالوا يملكون الطاقة في بعض الأحيان، أعتقد أنه ربما يمكنني الحصول على شيء منهم. عندما أقول إننا كنا سنموت جوعًا بدونهم فأنا لا أبالغ. وفي لحظات اليأس المطلق للمدنيين، كانوا صامدين وهادئين، يتحدثون معهم ويقولون لهم إن هؤلاء الأشخاص أيضًا يعيشون نفس الأوضاع، ليس لديهم الإمدادات وليس لديهم طعام وماء، إنهم ينامون أيضًا في الخارج على الخرسانة، وقد فعلوا ذلك بطريقة جميلة بحيث تمكنوا من تهدئتهم بالحب واللطف. لم يكن هناك عنف في قلوبهم، وكان ذلك يهدئ كل من حولهم أيضًا".

وعند سؤالها عما إن كانت ستعود إلى غزة، ردت كالاهان بالقول: "على الفور، على الفور بالتأكيد. قلبي في غزة وسيبقى في غزة".

وأشارت إلى أن "الشعب الفلسطيني الذي عملت معه - كل من موظفينا الوطنيين في المكتب وكذلك الموظفين العاملين لدى المستشفى الإندونيسي من أكثر الأشخاص الرائعين الذين قابلتهم في حياتي. عندما انطفأ كل شيء وحصلنا على إشعار بالتحرك جنوب وادي غزة، كنت أرسل رسالة نصية إلى الممرضات في المستشفى الإندونيسي وقلت - كنا قد فقدنا ممرضًا في عطلة نهاية الأسبوع. لقد قُتل عندما انفجرت سيارة الإسعاف خارج المستشفى. كنت أرسل لهم رسالة نصية عندما حصلنا على أوامر الإخلاء فقلت: هل انتقل أحد منكم إلى الجنوب؟ هل خرج أحد منكم؟هل سيأتي أحد منكم إلى هذا الجانب؟ والجواب الوحيد الذي حصلت عليه هو: هذا هو مجتمعنا، وهذه هي عائلتنا، وهؤلاء هم أصدقاؤنا. إذا كانوا سيقتلوننا، فسنموت لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس".

واستطردت بالقول: "وقلت، إذا كان بإمكاني الحصول على ذرة مما في قلوبكم، فسوف أموت سعيدة. لقد كانوا لا يصدقون".

وأنهت كالاهان تعليقها بالقول: "أود أن أرسل تذكيرًا بأن هناك مدنيين يبحثون عن مأوى هناك وأن الأطباء والممرضات لم يغادروا المكان بسبب ولائهم لمجتمعهم. وأنا أعلم أن هناك فكرة يتم الترويج لها الآن مفادها أن أي شخص يتخلف عن الركب سيُعتبر بمثابة تهديد من نوع ما. وأريد أن أذكّر الناس بأن الأشخاص الذين بقوا في الخلف هم أبطال. الأشخاص الذين بقوا في الخلف يعرفون أنهم سيموتون ويختارون البقاء على أي حال".