كيف يتم تصوير حرب إسرائيل في غزة بشكل مختلف بين وسائل الإعلام العربية والعبرية؟

الشرق الأوسط
نشر
كيف يتم تصوير حرب إسرائيل في غزة بشكل مختلف بين وسائل الإعلام العربية والعبرية؟

تحدث أورين بيرسيكو، صحفي إسرائيلي في مجلة "العين السابعة"، وداليا حتوقة، صحفية فلسطينية مستقلة، مع مذيعة CNN، كريستيان أمانبور، عما يعرفه كل طرف عن جروح الطرف الآخر العميقة والصدمة المستمرة في حرب إسرائيل على غزة.

وقال بيرسيكو إن مقدار الصور والأخبار التي يتلقاها المشاهد الإسرائيلي من غزة "قليل"، مضيفًا: "أعتقد أن مشاهديك، حتى لو كانوا على بعد آلاف الأميال، سيشاهدون المزيد من هذه الصور مقارنة بالأشخاص هنا في تل أبيب، التي تبعد بضع ساعات بالسيارة من غزة".

وتابع بالقول: "لا يقتصر الأمر على المنظور فحسب، بل البيانات والمعلومات. من الطبيعي بالنسبة لبلد ما أن يظهر منظوره للحرب المستمرة. لكن الجمهور الإسرائيلي لا يملك تقريبًا أي أرقام مقدمة لهم. ناهيك عن القصص الإنسانية والقصص المؤثرة حول ما يجري في غزة".

وأشار بيرسيكو إلى أن ذلك لا يحدث بسبب "رقابة رسمية، وإنما نوع من الرقابة الذاتية. أعتقد أن معظم الجمهور الإسرائيلي لا يريد أن يعرف، ومعظم وسائل الإعلام الإسرائيلية السائدة - ليست جميعها، ولكن معظمها - لا يريد أن يزعج الجمهور ويشعر أيضًا بنفس الطريقة. أعتقد أن الشعور هو أننا إذا عرفنا ما يجري، والتكلفة البشرية الفادحة في غزة - إذا علمنا بذلك، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل المجهود الحربي أو الإضرار به، وإذا شعرنا بالرحمة تجاه الجانب الآخر، فقد لا نكون متحدين كما ينبغي أن نكون خلال وقت الحرب. أعتقد أن هذا هو المنطق"، على حد تعبيره.

من جانبها، قالت الصحفية الفلسطينية المستقلة، داليا حتوقة، إن "الفلسطينيين يغطون الحرب بشكل مكثف للغاية. أعتقد أنهم لم يتابعوا فقط الصحفيين الفلسطينيين الموجودين على الأرض والذين أصبحوا بمثابة عيون وآذان الجميع لما يحدث في غزة بسبب منع السلطات الإسرائيلية وسائل الإعلام الدولية من الوصول إلى غزة، ويستمر الصحفيون في غزة بتحمل عبء نقل ما يحدث هناك حتى النقطة التي لا يعود بإمكانهم فيها فعل ذلك".

كما أشارت إلى أن "الفلسطينيين يتابعون وسائل الإعلام الإسرائيلية بجدية شديدة، لدينا خبراء في وسائل الإعلام الناطقة بالعبرية، وذلك بفضل قضائهم وقتًا في السجون الإسرائيلية".

واستطردت بالقول: "لدينا أيضًا أشخاصًا منغمسين بشدة في السياسة الإسرائيلية، ويتابع الفلسطينيون البرامج التلفزيونية الإسرائيلية. لذلك، هناك ذلك النوع من الحب غير المتبادل إذا أمكن القول. الإسرائيليون لا يهتمون كثيرًا بما يحدث مع الفلسطينيين، ولا أعتقد أنهم يتأثرون بنفس القدر ولا يتابعون وسائل الإعلام الفلسطينية مثلما يتابع الفلسطينيون وسائل الإعلام الإسرائيلية".

وأنهت حتوقة تعليقها قائلة: "حتى عندما تكون هناك تحقيقات لدفع الإسرائيليين للتفكير، على سبيل المثال، المقال المكتوب في مجلة +972 الإسرائيلية عن الغارات الإسرائيلية على الأهداف غير العسكرية واستخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بذلك، فإن الأشخاص الموجودين في الخارج هم من يتابعون وليس بالضرورة الإسرائيليين الاعتياديين".