تحدث جراح القلب المصري الأمريكي الذي تحول إلى كوميدي، باسم يوسف، مع مذيعة شبكة CNN، كريستيان أمانبور، حول ما يحدث في غزة وسبب شرائه حقوق كتاب "المسلم واليهودي".
نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بين باسم يوسف ومذيعة CNN، كريستيان أمانبور:
كريستيان أمانبور: أطلق عليه لقب "جون ستيوارت العالم العربي"، باسم يوسف، الكوميدي المصري الذي أُجبر على العيش في المنفى بعد سنوات من السخرية من النخبة الحاكمة في بلاده. بعد إعادة بناء حياته وصورته العامة كمواطن أمريكي، وجد جراح القلب الذي تحول إلى كوميدي تركيزًا جديدًا على روح الدعابة المظلمة المتزايدة لديه. إنها في الغالب قصته الخاصة، لكنه لا يستطيع تجنب ما يحدث في غزة، حيث لدى زوجته عائلة. لقد تحدثت إلى باسم هنا في استوديو لندن هذا الأسبوع، بينما كان يأخذ بعض الوقت خارج جولته الكوميدية العالمية.
لديك عائلة في غزة، عائلة زوجتك، أصهارك هناك، أليس كذلك؟
باسم يوسف: نعم.
كريستيان أمانبور: أخبرني هل يمكنك التحدث معهم؟
باسم يوسف: لا، أعني أنني كنت أقوم بجولة، لذا كان الأمر صعبًا، لقد كان من الصعب عليهم التواصل مع زوجتي وعائلتها، لكن الأمر هو أن لديهم العديد من العائلات هناك - مثل أبناء العمومة والأعمام - وجميعهم تركوا منازلهم في خان يونس وغزة وشمال غزة، ويعيشون الآن داخل شقة واحدة بمبنى واحد في رفح، ويتقاسمونها مع 25 عائلة أخرى.
وكما تعلمين، يمكننا أن نسمع في أي لحظة سقوط قنبلة، ولكن لا بأس لأن إسرائيل ستعتذر، أنا متأكد، كما تفعل عادة. أعني أنني كنت سعيدًا جدًا بالاستماع إلى اعتذارهم الصادق عن قتل الأشخاص من المطبخ المركزي العالمي. يا إلهي، حجم الألم الذي عليهم أن يمروا به. أعني أنه حتى أحد المتحدثين باسمهم نشر على تويتر قائلاً: "انظروا ما أجبرتني حماس على فعله"، وكأن الأمر مثير للاهتمام. والأمر هو أن ما يثير الاهتمام بالنسبة لي هو الغضب، الصرخة العالمية، إنها مثل: "أوه! كيف يمكنك أن تفعلي ذلك يا إسرائيل؟"، لكننا ننسى.. ننسى جيمس ميلر، المخرج البريطاني الذي قُتل أيضًا على يد قناصة إسرائيليين. ننسى توم هارتلاند، وكان أيضًا ناشطًا بريطانيًا قُتل بالتصويب في رأسه. وننسى شيرين أبوعاقلة، المراسلة الفلسطينية الأمريكية.
والأمر في كل مرة: "أوه، حماس فعلت ذلك. لقد فعلناها، نحن آسفون للغاية". ولن تكون هناك أي مساءلة على الإطلاق عما فعلوه في غزة خلال الأشهر الستة الماضية. هذا ما يؤلمني.
كريستيان أمانبور: ألا تعتقد أن النبرة تتغير؟ نظرا لارتفاع عدد القتلى في غزة.
باسم يوسف: قليلًا، لكنه غضب أدائي، مثلما يقرأ العالم غاضبًا جدًا من قيام إسرائيل بقتل العمال السبعة. وكما تعلمين، نحن نتحدث عن ذلك، ولكني أجد أن الغضب من قتل 7 عمال أجانب أكبر من الغضب من قتل 30 ألف فلسطيني.
كريستيان أمانبور: أعني، أنظر..
باسم يوسف: هل تذكرين عندما كان 33 ألفًا كثير جدًا. تذكرين عندما كان 3 آلاف فلسطيني كان كثيرًا جدًا. أتعلمين ما حدث؟ كما تعلمين، إذا قُتل 300 ألف فلسطيني غدًا، فلن يهتم أحد. لن يهتم أحد. الأرقام لا تعني شيئا.
كريستيان أمانبور: لماذا تعتقد ذلك؟
باسم يوسف: لأنهم لا ينظرون إلى الفلسطينيين كبشر متساوين. أنا لا أتحدث عن الأحداث الحالية لأنني لا أستطيع ذلك، فأنا أقدم برنامجي وهو حول قصتي الشخصية - إنه عرض مضحك للغاية، يرجى الحضور إلى العرض وسوف تستمتعون به. إنه نوع من الاستراحة، إنها الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها أن استريح مما يحدث. لا أستطيع التعامل مع ذلك بشكل يومي في الكوميديا، لا أستطيع.
كريستيان أمانبور: إذن أخبرني عن برنامجك.
باسم يوسف: برنامجي هو قصتي الشخصية من جراح القلب الذي تحول إلى كوميدي، وكان لا بد من استجوابه لمدة 6 ساعات بسبب كوميدياه. اضطررت لمغادرة البلاد بسبب..
كريستيان أمانبور: بلدك؟
باسم يوسف: نعم، وجدت نفسي في تجمع مسلح. وجدت نفسي على بعد بنايتين من قصف. وجدت نفسي أحاول أن أكون مواطنًا أمريكيًا. لذا، فهي قصة شخصية أكثر مما يمكن لأي شخص أن يرتبط بها.
كريستيان أمانبور:كيف كانت البداية من جديد في أمريكا؟
باسم يوسف: كانت فظيعة.
كريستيان أمانبور: لأنك تحولت من كونك النجم رقم واحد..
باسم يوسف: إلى لا أحد.
كريستيان أمانبور: حسنًا، نعم، إلى لا أحد.
باسم يوسف: كنت أذهب إلى نوادي الكوميديا أحاول أن أنجح هناك والناس لا يضحكون، وهذا يهينك، يجعلك متواضعًا ويهينك في الوقت ذاته. وكانت رحلة جيدة. والقيام بعرض كوميدي بلغتك الثانية.. إن القيام بعرض كوميدي بشكل عام أمر صعب، كما إن القيام به بلغتك الثانية يمثل ضغطًا إضافيًا. وأنا أقول ذلك في كل مكان، أتذكر معجبيني من مصر الذين يأتون إلى عرضي الكوميدي ويرونني، بالطبع لم أكن جيدًا، حيث شعروا بخيبة أمل شديدة قائلين: "أوه باسم، إنه سيقود سيارة أوبر في غضون 6 أشهر من الآن. لقد انتهى أمره".
كريستيان أمانبور: لقد لاحظت دائمًا أن كفاحك هو من أجل توحيد الناس معًا، وهذا ما لاحظته. وأريد أن أسألك عن مشروع قرأت عنه وأريد أن أعرف إذا كان صحيحا. لقد اشتريت حقوق كتاب، وكان اسم الكتاب هو "المسلم واليهودي"، إنه مترجم باللغة الإنجليزية وكتبه مؤلف ألماني. ويحكي الكتاب قصة مجموعة من المصريين والعرب الذين عاشوا في برلين بشكل أساسي وأنقذوا مئات اليهود من المحرقة. أخبرني عن القصة ولماذا تريد القيام بذلك.
باسم يوسف: هذه قصة اشتريت الحقوق فيها منذ عام، حتى قبل 7 أكتوبر. وبعد 7 أكتوبر، اشتريت بالفعل الحقوق مدى الحياة، وليس فقط الخيار عامين. واسمه "المسلم واليهودي" باللغة الألمانية، تمت ترجمته إلى كتاب إنجليزي بعنوان "آنا والدكتور حلمي". ويتحدث عن الدكتور حلمي، وهو طبيب مصري عاش ببرلين في عهد ألمانيا النازية، وشكل مجموعة من الشبكات السرية مع عرب آخرين وأنقذ 300 يهودي من المحرقة.
وأعتقد أنها قصة رائعة لأن المحرقة هي قصة إنسانية، وليست مجرد قصة يهودية، وبالتأكيد ليست قصة إسرائيلية.وأعتقد أن هذه طريقة لإظهار أننا في نهاية المطاف بشر ولدينا الكثير من القواسم المشتركة، ويجب ألا نستخدم المآسي الإنسانية. ولا ينبغي لنا أن نتذرع بأعذار من أعراق مختلفة من أجل إلحاق نفس الألم الذي لحق بنا بغيرنا من الناس، خاصة إذا لم يكن لهؤلاء الأشخاص أي علاقة بتلك المأساة.
وأريد أن أبين أنه حتى قبل قيام إسرائيل، كان العرب واليهود في ألمانيا يعيشون حياة من الانسجام والتعاون، وكانوا أقرب إلى بعضهم البعض من المسيحيين الألمان. والمحرقة جزء مهم جدًا من تاريخنا المعاصر ولنا دور فيه، مثل إنقاذ أناس آخرين من هناك ويتم محونا. لذا، كعربي، أريد أن أعرض قصتنا، وأن نضعنا في المكان الذي لدينا فيه بالفعل مكان في تاريخ البشرية.