رئيس "الشاباك" الأسبق لـCNN: نتنياهو يفضل نجاته السياسية على مستقبل إسرائيل.. والصراع لم يعد بيننا والفلسطينيين فقط

الشرق الأوسط
نشر
رئيس "الشاباك" الأسبق لـCNN: نتنياهو يفضل نجاته السياسية على مستقبل إسرائيل.. والصراع لم يعد بيننا والفلسطينيين فقط

قال الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، عامي أيالون، في مقابلة مع مذيعة CNN، كريستيان أمانبور، إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يفضل نجاته السياسية على مستقبل إسرائيل، مؤكدًا أن الصراع "لم يعد بين إسرائيل والفلسطينيين بعد الآن وإنما صراعاً إقليمياً من شأنه أن يخلق تأثيراً هائلاً على المجتمع الدولي".

نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما:

كريستيان أمانبور: نظرًا إلى إمكانية اندلاع شيء كبير ضد لبنان، أعني، انظر، هذا ما يقوله أحد أكثر المحللين العسكريين احترامًا في إسرائيل، آموس هاريل من صحيفة هآرتس: “نصر الله- وهو بكل وضوح رئيس حزب الله - يشتبه على ما يبدو في أن إسرائيل تتجه نحو حرب عامة، وهو يُعد تنظيمه لهذه الإمكانية”. هل تعتقد أن هذا صحيح؟

عامي أيالون: نعم إنه القرار العقلاني الوحيد.

كريستيان أمانبور: وبعد ذلك ماذا سيحدث؟

عامي أيالون: يجب أن نخوض حربًا.

كريستيان أمانبور: وبعدها؟

عامي أيالون: يجب أن نخوض حربًا، والمزيد منها. يجب أن نتوقف وبعدها سنخوض المزيد من الحروب. علينا أن نفهم أن لدينا نقطتان عمياوان بالنسبة لنا نحن الإسرائيليين، حتى اليوم بالمناسبة. ما الذي يجب أن نتعلمه بعد السابع من أكتوبر ؟ لقد اخترنا أكثر اللحظات فظاعة في تاريخنا ربما. يجب أن نتعلم أولاً وقبل كل شيء أننا لن ننعم بالأمن طالما أننا لن ننهي الاحتلال، هذا ما أخبرتنا به حماس، ولا ينبغي لنا أن يكون لنا ديمقراطية ما دمنا لن ننهي الاحتلال. الآن، نرفض أن نرى ذلك. نرى اليوم، إذا قرأت استطلاعات الرأي، أكثر مما رأينا… هذه فرصة لا تراها حكومتنا. من المحتمل أن يوآف غالانت يفهم الأمر ولكن ليس لديه الشجاعة ليقول الأمر لأنه يجب انتخابه. إذًا، السلطة السياسية للديمقراطية ليست في أيدي القادة السياسيين. السلطة السياسية موجودة في مكان ما في الشارع. نحن الناس في الشارع لا نفهمها. نحن نفهمها أكثر فأكثر. وهذا هو السبب وراء أهمية المظاهرات. ولكن هذا هو السبب وراء الدور الذي يلعبه المجتمع الدولي، لأن المجتمع الدولي يجب أن يفهم: نعم، يجب علينا أن ننقذ أنفسنا من أنفسنا، ولكن لم يعد الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين بعد الآن وإنما صراعاً إقليمياً من شأنه أن يخلق تأثيراً هائلاً على المجتمع الدولي.

كريستيان أمانبور: هل تعتقد أن الرئيس بايدن والإدارة وأصدقاء إسرائيل ينقذون القادة السياسيين الإسرائيليين من أنفسهم أم لا؟

عامي أيالون: أعتقد أنهم يحاولون بذل قصارى جهدهم بالطريقة التي يفهمها القادة الأمريكيون، والرئيس سيتم انتخابه، وهو ملام من كلا الجانبين. لذا أنا لست هنا لأعطيه أي شيء. أعتقد أنه الزعيم الوحيد الذي يعتقد حقًا أننا قادرون على خلق واقع مختلف وأفضل. وهو يفعل كل ما بوسعه من أجل مساعدتنا على إنقاذ أنفسنا.

كريستيان أمانبور: هل يمكنني أن أسألك شيئًا؟ لأنني صدمت بما قلته. “هذا ما أخبرتنا به حماس”. لقد قلت هذا عن إنهاء الاحتلال، وما إلى ذلك. لقد تحدثت مؤخرًا مع شخص تعرفه جيدًا، الدكتور يوفال بيتون، الذي أنقذ حياة يحيى السنوار في المستشفى، ثم أصبح ضابطًا للمخابرات في مصلحة السجون. لقد زعم أن إسرائيل، كلكم، جهاز الموساد وجهاز الأمن العام الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي والحكومة لم تستمعوا عندما قال أشخاص مثله، الذين كانوا يتحدثون إلى حماس كل يوم، هذا ما يعتقدونه وهذا ما يقولونه وما شابه. لقد قال إن حماس تعلمت الكثير عن إسرائيل، ولكن ليس العكس. سأقوم فقط بعرض ما قاله لي في هذا الصدد.
 

يوفال بيتون: للأسف، لم تدرس القيادة الإسرائيلية حماس. وهناك الكثير من الناس بيننا،حتى في جهاز المخابرات، ممن لم يعرفوا حماس جيدًا ولم يتعلموا عنها بما فيه الكفاية. كل ما كان علينا فعله هو الاستماع إليهم، كان موقفنا تجاه حماس متعجرفًا، لقد رفضنا حماس، وقالت حماس كل شيء تنوي فعله، لكننا لم نرغب في الاستماع.

كريستيان أمانبور: هل توافق على ذلك؟

عامي أيالون: نعم، بالطبع. لكن أنا لا أوافق على عبارة “جميعًا”، لأن كل القادة، كل مدراء جهاز الأمن العام، قالوا ذلك مرارًا وتكرارًا. التقيت رونين قبل عامين من السابع…

كريستيان أمانبور: من هو رونين؟

عامي أيالون: رونين هو مدير جهاز الأمن العام اليوم في السنتين أو الثلاث الماضية. قلت له: انظر أن السياسيين والقادة السياسيين يخبرونك بالضبط بالسياسات التي يجب أن تتبعها، ولكن عليك أن تخبرهم مرارًا وتكرارًا كل يوم، في كل اجتماع، أن هذه السياسة ستقودنا إلى موجة من العنف. وقال لي: عامون، هذا هو بالضبط ما أقوله لهم، لكن رئيس الوزراء لا يستمع لماذا؟ أعرف السبب، لأنه يفضل نجاته السياسية على مستقبل إسرائيل. هذا كل ما هنالك.