ألقى وزير الخارجية الأردني الأسبق، مروان المعشر، الضوء على مجريات سباق الرئاسة الأمريكي وما تأمله المنطقة من الرئيس المقبل سواء، كان جمهوريا أو ديمقراطيا، مقدمًا في الوقت ذاته لمن سيفوز بالانتخابات المقبلة في نوفمبر 2024.
وقال المعشر في المقابلة، تعليقًا على انسحاب جو بايدن من سباق الرئاسة: "لا شك أن انسحاب الرئيس بايدن كان ضروريًا، أعتقد أنه لم تكن له فرصة كبيرة في الفوز بهذه الانتخابات. لا شك ان فرص الحزب الديمقراطي تحسنت ولكن بشكل طفيف. ربما من المبكر الحكم على سير الأمور، ريثما يتضح كيفية أداء المرشح{ الديمقراطيه المفترضة، كامالا هاريس، ولكن بدون شك أن فرص الحزب (الديمقراطي) تحسنت".
أعرب المعشر عن رأيه بشأن ما كان سيحصل في أمريكا في حال نجحت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قائلًا: "هناك انقسام داخلي واضح في الشارع الأمريكي بين مؤيدي ترامب ومؤيدي الحزب الديمقراطي بشكل عام. يتعدى هذا الانقسام الأمور الشخصيه. هناك أمور مفصليه في المجتمع الأمريكي، أمور مثل موضوع الإجهاض ومثل التغير المناخي ومثل الديمقراطية. هناك الكثير من الأمور التي فيها اختلاف واضح وكبير بين الحزبين".
أما فيما يتعلق بهوية الرئيس الأمريكي القادم، وكيف ستنعكس سياسته الخارجية على المنطقة والعالم، علق المعشر بالقول: "طبعا بالنسبة للقضية الفلسطينية، لم يكن هناك اختلاف كبير بين موقفي بايدن وترامب هي سوى أن ترامب طبعًا كان قد قدم مقترحًا كارثيًا بالنسبة للقضية الفلسطينية، وهو "صفقة القرن" التي من شأنها قتل حل الدولتين بالكامل وربما كان الحل أيضًا على حساب الأردن. ليس من الواضح بعد كيف ستكون آراء ومواقف المرشحة كامالا هاريس، ولو أن هناك بعض الآراء التي تقول بأن رأيها بالنسبة للقضية الفلسطينية قد يكون أفضل من رأي بايدن حتى فيما يتعلق بهذه القضيه."
وتابع بالقول: "لازال من المبكر الحكم على هذه الأمور ولكن بشكل عام طبعًا فإن الحزب الجمهوري برئاسة ترامب يؤيد سياسه انعزالية، سياسة تقول "أمريكا أولًا" وسياسة قد تفرض عقوبات اقتصادية على الكثير من دول العالم ومن بينها الصين. أيضًا، لا تعترف هذه السياسات الجمهورية بالتغير المناخي وآثاره. أيضًا، العلاقة مع النيتو ستكون علاقة متشنجه كما كانت أثناء رئاسة ترامب الأولى. ستكون هناك مواقف مختلفه تمامًا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حزب يؤمن بالانفتاح على العالم وبالتجارة مع العالم وبالعلاقة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي وإلى غير ذلك، وحزب يؤمن بانعزالية أظهرها ترامب في الرئاسة الأولى وربما ستستمر إن كان سينجح في (إعادة انتخابه) المرة القادمة".
قدم المعشر أيضًا نصيحة للرئيس الأمريكي القادم، قائلًا: "أنا أعتقد أن يجب تبني مقاربة للمنطقة تتعدى وتتجاوز الأمور الأمنية. للأسف، الولايات المتحدة تعاملت مع المنطقة على أساس أمني بحت في أغلب الأحيان. هناك ضرورة لتجاوز النواحي الأمنيه فقط والنظر إلى المنطقه بشكل عام. هناك ضروره لانهاء الاحتلال الإسرائيلي وإرساء سلام دائم وعادل يضمن الحقوق المتساوية للشعب الفلسطيني. وهناك أيضا ضرورة للتعامل، كما قلت، مع كافة الملفات في المنطقة على أساس من الشراكة وعلى أساس النظرة الكلية التي تتعدى النواحي الأمنية الصرفة".
كما أضاف: "المشكلة في الولايات المتحدة في الماضي أن كل مشكلة في الشرق الأوسط كان يتم التعامل معها من زاوية أمنية بحتة، سواء من خلال الحرب على العراق أو الحرب على غزة أو غير ذلك. النواحي الأمنية الصرفة لا تستطيع حل مشاكل المنطقة، وعلى أي إدارة أمريكية قادمة أن تعي ذلك وأن تغير من طريقة تعاملها مع المنطقة".