انضمت مها يحيى، مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إلى مذيع CNN، فريد زكريا، لتناقش كيف يمكن لحرب شاملة أن تلحق الضرر بلبنان، وكيف قد ترد إيران وحزب الله على الاغتيالات الأخيرة، مؤكدة أن هدفهم هذه المرة "هو التسبب في الألم".
نستعرض لكم فيمي يلي نص الحوار الذي رار بينهما:
فريد زكريا: مرحبًا بك، مها. أخبريني، المرة الأخيرة، عندما خاضت إيران وإسرائيل هذه العملية، كان كل شيء منظمًا بشكل جيد إلى حد ما. في حين أن الإيرانيين قاموا بهجوم كبير، فقد نبهوا إسرائيل والولايات المتحدة بشكل أساسي حتى يمكن اعتراض الصواريخ. هل تعتقدين أن لبنان يتوقع شيئا مماثلًا؟ نوعا من التصعيد المخطط له حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة؟ أم أن هناك خوفا من حرب شاملة؟
مها يحيى: صباح الخير يا فريد. شكرا لاستضافتي. أعتقد أن هناك خوفًا حقيقيًا من حرب شاملة، بمعنى أن الأمور قد تخرج عن السيطرة بسرعة كبيرة. هناك توقع بعدم تكرار ما حدث في الثالث عشر من أبريل، بمعنى أن إيران أعلنت نواياها قبل 72 ساعة، ورأينا نوعًا من الاستعراض الجوي بإرسال طائرات بدون طيار، قبل سبع ساعات، وما شابه. (هناك اعتقاد) هذه المرة أنه سيكون هناك هجوم منسق. سيكون هجومًا ضد هدف عسكري. أعتقد أنهم سيتجنبون البنية التحتية المدنية أو المناطق المدنية ولكنهم سيركزون على هدف عسكري، ولكن هذا سيكون مفاجأة. وهذه المرة سيكون الهجوم بقصد التسبب في الألم والرد بطريقة تترك انطباعًا وتفعل ما لم يستطع 13 أبريل القيام به، وهو من منظور إيراني، استعادة الردع. لقد اعتقدوا أن هجوم 13 أبريل وتبادل "العين بالعين" الذي رأيناه هناك أنهى تلك الحلقة، وبالتالي لن يكون هناك تصعيد بعد الآن. لكنهم أدركوا الآن أن ما اعتقدوا أنه كان ردعًا، لم يكن كذلك، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بيبي نتنياهو، على استعداد لرفع الرهان أكثر من ذلك. لذا، أعتقد أنهم يأملون أن يتمكنوا من خلال هذا الهجوم من استعادة نوع من الردع. هذا لا يعني أن الهجوم سوف يحدث. آسفة.
فريد زكريا: هل يشعر الناس في لبنان بالقلق من أن هذا الصراع بين إسرائيل وحزب الله سوف يؤدي إلى تدمير هائل للبلد نفسه، والذي يعاني في كل الأحوال من أزمة اقتصادية؟
مها يحيى: إنهم مرعوبون بكل صدق، أعني، الناس في جميع أنحاء البلاد مرعوبون من صراع آخر. لن يحدث شيء بدون حزب الله عندما يتعلق الأمر بقرار الحرب. في الوقت نفسه، تنسق إيران بشكل وثيق مع حزب الله. إذا رد حزب الله بهجوم على إسرائيل، إذا رد بطريقة أكثر منهجية مما فعله حتى الآن، فلن يحدث هذا بدون الضوء الأخضر الإيراني، لذا، هناك تنسيق وثيق للغاية بين العاصمتين. أعتقد بصراحة أنه مع هذا الجهد الجديد، هذه الدعوة الجديدة، من قبل حكومات قطر ومصر والولايات المتحدة، لاستئناف المناقشات حول احتمال نوع من وقف الأعمال العدائية في غزة مع إطلاق سراح الرهائن الذي تشتد الحاجة إليه مع بعض السجناء الفلسطينيين، قد يؤدي هذا إلى خفض التصعيد المطلوب بشدة في المنطقة. هذا من شأنه أن يسمح للإسرائيليين بالقول إننا أعدنا الرهائن إلى ديارهم. هذا مطلب متزايد ومن المخزي تمامًا أنه بعد 10 أشهر من بدء هذا الأمر، لا يزال هناك الكثير من الرهائن المحتجزين. وفي الوقت نفسه، يسمح هذا للإيرانيين بالقول: حسنًا، إن دماء إسماعيل هنية لم تذهب سدى. لقد نجحنا في تأمين وقف للأعمال العدائية، ومن شأن ذلك أن يهدئ حزب الله في الوقت نفسه. لذا، فإن ذلك من شأنه أن يمنع هذا النوع من التصعيد المتبادل، الذي حتى لو كان القصد هو إبقاءه محدوداً، فإنه قد يتحول بسهولة شديدة، من أدنى حادث، إلى مواجهة أكبر بكثير من شأنها أن تجر الجميع إليها، وقد تصبح مواجهة إقليمية حقاً. لن يقتصر الأمر على لبنان وإسرائيل.