قال وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، في مقابلة مع مذيعة CNN، كريستيان أمانبور، إن الحكومة اللبنانية "وعدت بأنه في أي وقت يكون هناك انسحاب، يكون هناك وقف لإطلاق النار، فسوف نرسل الجيش إلى الجنوب مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان لتأكيد وجودهم هناك"، وذلك ردًا على سؤاله عما إن كانت هذه لحظة يمكن للبنان فيها استعادة سيادته إذا كان حزب الله في موقف دفاعي.
نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما:
كريستيان أمانبور: إحدى القضايا الموجودة لديكم، من الواضح أنكم دولة ذات سيادة، ولكن لديكم ميليشيا منفصلة تسمى حزب الله، وهو جيش منفصل كان يسيطر على الكثير من الأنشطة العسكرية - كما هو الحال في البرلمان - منذ عقود. هل هذه لحظة يمكن للبنان فيها استعادة سيادته إذا كان حزب الله في موقف دفاعي الآن؟ هل يستطيع جيشكم ملء الفراغ؟ وهل هناك فراغ؟
عبدالله بوحبيب: انظري، لن يكون هناك فراغ. وعدت الحكومة بأنه في أي وقت يكون هناك انسحاب، يكون هناك وقف لإطلاق النار، فسوف نرسل الجيش إلى الجنوب مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان لتأكيد وجودهم هناك. سنفعل ذلك ونحن مستعدون للقيام بذلك في أي وقت يكون هناك وقف لإطلاق النار. ولكن بدون وقف لإطلاق النار، فإننا لا نريد تعريض جيشنا وقواتنا المسلحة لأي نوع من الحرب، لأن لدينا قوة محدودة ولا نريد تعريضهم لأي نوع من الحرب.
كريستيان أمانبور: والسؤال حول قوة الجيش اللبناني. أعني، ربما قرأت أو عرض عليك أناسك مقالات في نيويورك تايمز والتعليقات على شبكة CNN من قبل مراسلنا هناك أنه في هذه الأزمة بأكملها، يبدو أن الحكومة اللبنانية غير موجودة في أي مكان يمكن رؤيته. سألني أحدهم: لماذا لا تبذل الحكومة المزيد من الجهد؟ بينما قال أحد المتطوعين: لا توجد حكومة منذ البداية. لن تستيقظ الحكومة إلا بعد انتهاء هذه الحرب بفترة طويلة. أخبرني، ماذا تقول عن ذلك؟
عبدالله بوحبيب: حسنًا، هذا هو تصريح الناس عندما لا يستطيعون الحصول على إجابة في بعض الأحيان. ولكن دعوني أخبركم، لدينا أكثر من مليون نازح لبناني وسوري أيضًا. أكثر من 100 ألف نازح ذهبوا إلى سوريا، حيث كان الجميع في العالم الغربي يقولون إن سوريا ليست آمنة، للبنانيين أو للسوريين. كما ترون الآن، فإن اللبنانيين والسوريين يعودون الآن إلى سوريا. لذا لدينا الكثير من الأمور بين أيدينا كحكومة. نعم، لقد قلنا ذلك مرات عديدة، لقد قال رئيس الوزراء ذلك مرات عديدة، إن قرار الحرب ليس من حقنا اتخاذه. كان علينا اتخاذ قرار، ولكن لم يكن لدينا أي أوراق في الجنوب. إذا كان هناك حزب الله في الجنوب، حركة مقاومة، فهذا لأننا لدينا احتلال. إذا قبلت إسرائيل إنهاء (الاحتلال) وتنفيذ القرار 1701، فربما لن يكون حزب الله قويًا وحاضرًا في الجنوب كما كان حتى وقت قريب.
كريستيان أمانبور: فقط لكي نكون واضحين. القرار 1701 هو قرار الأمم المتحدة الذي أنهى حرب 2006، والذي دعا إلى إقامة منطقة عازلة وطالب جميع الأطراف بالانسحاب. ولكن هذا هو سؤالي. كما تعلم، بدأ حزب الله إطلاق النار على إسرائيل في الثامن من أكتوبر بعد أحداث السابع من أكتوبر دعماً لحماس. لم يكن هناك أي استفزاز، من حيث إطلاق الصواريخ والضربة الأولى. السؤال هو: إسرائيل انتظرت عامًا قبل أن تتخذ هذا الإجراء بيدها، لأنه لم يقم أحد آخر بوقف حزب الله. هل يمكنك أن تفهم موقف إسرائيل، بأنه كان عليها أن تفعل شيئًا؟
عبدالله بوحبيب: حسنًا، أنا لا أفهم ذلك، أعني، كانت محدودة. كانت على مسافة 2 أو 3 كيلومترًا، على جانبي الحدود. لم تكن حربًا كبيرة. ولم يكن قرارًا حكوميًا على أي حال. لكنها كانت حربًا محدودة خاضتها. كان التصعيد يأتي دائمًا من الجانب الإسرائيلي، والآن أصبح تصعيدًا كبيرًا ولا أعرف كيف سينتهي. كما تعلمين، أنت تتحدثين معي وأنا في واشنطن. لذا، أنا أصلي من أجل أن يأتي نوع من السلام، وأنا أعمل على ذلك، وأُصدرت لي تعليمات من حكومتي بالعمل على السلام. لهذا السبب أبقى خارج البلاد.