انضم معاذ مصطفى، المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ، إلى مذيع CNN رافايل رومو لمناقشة ما رآه في مواقع المقابر الجماعية بسوريا، واستعرض كيف تمكنوا من تحديد هذه المواقع لأول مرة وما الذي تمكنوا من العثور عليه حتى الآن هناك.
نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما:
رافايل رومو: ينضم إلي الآن معاذ مصطفى، المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ من إسطنبول. مرحبًا بك في برنامجنا. لقد أتيحت لك الفرصة لزيارة بعض هذه المواقع التي يُقال إنها تحتوي على مقابر جماعية. هل يمكنك أن تشاركنا كيف حددت المواقع لأول مرة وما الذي تمكنت من العثور عليه حتى الآن؟
معاذ مصطفى: بالتأكيد، بالتأكيد. تمكنا من تحديد مواقع هذه المقابر الجماعية في عام 2021. عندها كان هؤلاء العمال، الذين عملوا في المقابر الجماعية، سواء كانوا عمال مكتب الجنازات الذين سحبوا الجثث إلى الخنادق الضخمة، أو سائقي الحفارات والجرافات والذين هرب بعضهم إلى ألمانيا تمامًا كما حدث مع المنشق قيصر، أصبح هؤلاء شهودًا مهمين للغاية وساعدونا في تحديد مواقع هذه المقابر الجماعية. تمكنا من رؤيتها على برنامج Google Earth منذ سنوات. وحتى بالعودة إلى الجدول الزمني ورؤية كيف تتغير الأرض ورؤية هذه الخطوط الطويلة والشاحنات التي تظهر في صور الأقمار الصناعية. لكن في اليوم الآخر، تمكنت من الذهاب إلى هناك بنفسي، وألقي نظرة على هذه المواقع، والتي كانت مذهلة من حيث الحجم ولا يصدق أن العالم تجاهلها لفترة طويلة. الآن بعد أن عرف الناس مكان هذه المقابر الجماعية، أعتقد أنه من المهم حقًا للعالم أن يبذل المزيد من الجهد لمساعدتنا في معرفة الطريق إلى الأمام.
رافايل رومو: كيف توصلت إلى رقم "مئات الآلاف من الجثث"؟ كيف يمكنك التأكد من وجود هذا العدد الكبير من الضحايا؟ إنه أمر يصعب تصديقه.
معاذ مصطفى: إنه كذلك. إنه أمر يصعب استيعابه، بصراحة، وهناك الكثير من الأشياء، كما تعلمون، أثناء التجول في دمشق… خرجت للتو من واشنطن لحضور اجتماعات عاجلة بشأن سوريا قبل أن أضطر إلى العودة إلى دمشق. لكنني تحدثت بشكل مستقل مع سائق حفارة وسائق جرافة وموظف البلدية في مكتب الجنازات الذي كان مسؤولاً عن القيادة إلى هناك مع الفريق وسحب الجثث، ذكر كل منهم في محادثات منفصلة نفس الأشياء. أن 4 شاحنات قطر كانت تأتي إلى موقع مقبرة جماعية في القطيفة مرتين في الأسبوع، وكل منها تحتوي على 100 جثة على الأقل، وفي معظم الأحيان 150 جثة أو أكثر. كانت تأتي كل أسبوع من عام 2012 حتى عام 2018. كان الرقم الذي أتحدث عنه في محادثاتي مع رويترز متحفظًا للغاية، كما تعلمون، أقول 100 ألف على أقل تقدير. ولكن إذا نظرت إلى الأرقام ونظرت إلى هؤلاء الشهود الذين عملوا في هذه المقابر الجماعية، وحفروها، وسحبوا الجثث من هذه الشاحنات التي كانت تأتي مرتين في الأسبوع لسنوات عديدة، يمكنك أن ترى أننا ننظر إلى 300 ألف جثة أو ربما أكثر. وهذا ليس موقع المقبرة الجماعية الوحيد، هناك مواقع أخرى أيضًا. ولكن هذه المقبرة - من جانب مؤسستنا على الأقل - هي الأكبر من بين تلك التي رأيناها حتى الآن.