قال معاذ مصطفى، المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ، في مقابلة مع مذيع CNN، رافايل رومو، إن ضباط المخابرات السورية أجبروا عمال المقابر الجماعية على ترك بعض الجثث دون دفنها، مشيرًا إلى أنه "في اليوم التالي عندما جاء (العامل)، كان هناك كلب، كلب يأكل ذلك الطفل"، حسبما أفاد.
وقال مصطفى، تعليقًا على وصف سائق جرافات - كان قد قابله وتحدث معه بشأن ما حدث في المقابر الجماعية - كيف أجبر ضباط المخابرات العمال على استخدام الجرافة لتسوية وضغط الجثث لجعلها ملائمة لدفنها قبل حفر الخندق التالي، إنه "من الصعب أن تحبس دموعك كما تعلم. من الصعب عدم البكاء، ولكن بعد ذلك تحاول الاستمرار في الأمر لأننا نعقد اجتماعًا هنا ونحاول معرفة كيف حدث الأمر. وهذه ليست القصة السيئة الوحيدة".
وتابع بالقول: "على سبيل المثال، بعد دفن جثث شاحنات المقطورات الكبيرة، في إحدى المرات، جاءت شاحنة آيس كريم وعلى متنها عائلة بأكملها، بما في ذلك طفل رضيع. تم وضعهم على جانب القبر الجماعي. أراد سائق الجرافة حفر حفرة، لكن ضباط المخابرات وضباط الأمن في نظام الأسد قالوا: "لا. دعهم خارجًا لفترة ثم سنتعامل مع أمرهم لاحقًا". في اليوم التالي عندما جاء، كان هناك كلب، كلب يأكل ذلك الطفل.
وأكد مصطفى أن هذه "قصص رعب لا تصدق"، مضيفًا: "أعتقد أن العالم يجب أن يتحرك الآن، نحن بحاجة إلى خبراء دوليين وبحاجة إلى حكومات لمساعدة الحكومة السورية الجديدة في تأمين هذه الأماكن، ثم مساعدتنا في اكتشاف كيف يمكننا الحفاظ على الأدلة، والحفاظ على سلسلة الأدلة، وإجراء اختبارات الحمض النووي، وإعطاء خاتمة للأشخاص الذين ما زالوا يبحثون عن أحبائهم الذين ربما دُفنوا بالفعل في هذه المقابر الجماعية المروعة".
وفيما يتعلق بإمكانية التعرف على أي من الجثث، أشار مصطفى إلى أنه "في الوقت الحالي، وظيفتنا كمنظمة هي عدم العبث بالمقابر الجماعية، وعدم محاولة حفر أو أخذ أو القيام بأي شيء، لأن هذا ليس من اختصاصنا. وظيفتنا هي زيادة الوعي، وخاصة بين السكان المحليين. انظروا، نحن بحاجة إلى تأمين هذا المكان ثم مواصلة التنسيق مع الحكومة الجديدة في دمشق لاستدعاء الخبراء المناسبين، مثل الأشخاص الذين عملوا في سربرنيتسا وغيرهم للذهاب إلى هناك".
وأردف بالقول: "نحن ندعو أيضًا المنظمات المختلفة والجهات التي ستوفر اختبارات الحمض النووي المحمولة لفعل ذلك بطريقة احترافية تحافظ على الأدلة، لأن المساءلة مهمة. وبنفس القدر من الأهمية، فهي تسمح لنا بالحصول على طريقة خاضعة للسيطرة التامة للتمكن من تحديد هوية هؤلاء الأشخاص بناءً على الحمض النووي الخاص بهم، والسماح للعديد من السوريين - العائدين إلى ديارهم والذين هم هناك - بمعرفة ما حدث لأحبائهم".
كما شدد على أن عائلات المفقودين "بحاجة إلى خاتمة. أعني، في بعض الأحيان، معرفة أن أحد أحبائك قد مات هو في الحقيقة أفضل من مجرد العيش على أمل بنسبة 1% أنه قد مات وعدم رؤيته مرة أخرى".