كاتب في "هآرتس" لـCNN: ماذا سيعزز قتل 24 امرأة و19 طفلاً في اليوم الأخير من الحرب باستثناء التعطش للدماء؟

تساءل الكاتب في صحيفة "هارتس"، جدعون ليفي، في مقابلة مع مذيعة CNN، بيكي أندرسون، عن الأوضاع التي يعيشها سكان غزة، وذلك بعد إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، مشيرًا إلى أن "الإسرائيليين سوف يتمكنون من إعادة تأسيس حياتهم. لكن كيف سيتمكن سكان غزة من استعادة حياتهم الطبيعية؟".

نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما:

بيكي أندرسون: لقد تحدثنا لشهور، 15 شهرًا، عن شعور بالصدمة الجماعية للإسرائيليين، وبعد السابع من أكتوبر كنا نورد تقارير يومية عن الأضرار - الجسدية والعاطفية - التي لحقت بأولئك الموجودين في غزة، فعدد القتلى هناك لا يزال في ارتفاع مستمر. لقد كان العدد الأكبر من القتلى في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، منذ الإعلان عن هذا الاتفاق. كان الأمر فظيعًا على كلا الجانبين. لقد سمعنا اقتراحات من بعض الإسرائيليين بأن هذا الأمر هو مجرد خيار بين السيئ والأسوأ. هذا الرأي ردده وزير الخارجية نفسه، جدعون ساعر، بالأمس قبل الإعلان عن هذه الصفقة. ما هو البديل في هذه المرحلة؟ أعني، يجب على الناس أن يتعاطفوا مع أولئك الذين يقولون إننا لا نستطيع أن نترك هؤلاء الرهائن خلفنا.

جدعون ليفي: أولاً، بيكي، أنا سعيد جدًا جدًا لأنك ذكرت تضحيات الجانبين، لأن هناك ميلًا للحديث فقط عن الرهائن الإسرائيليين. هناك مئات الآلاف من الرهائن الفلسطينيين في إسرائيل في ظروف مروعة. تستمر هآرتس في الكشف عن هذه الظروف وأنا لا أريد المقارنة لأنني لا أعرف من هو في حالة أسوأ من الآخر، ولكن لا ينبغي لنا أن ننسى أيضًا الفلسطينيين، وألا نتحدث عن الثمن الباهظ الذي دفعه فلسطينيو غزة في العام الماضي - وحتى في الساعات الأربع والعشرين الماضية كما ذكرت، وهو أمر غير ضروري حقًا. لماذا نقتل 24 امرأة و19 طفلاً في اليوم الأخير من الحرب؟ بماذا يفيد هذا؟ هل سيعزز ذلك أي شيء في العالم باستثناء بعض التعطش للدماء؟  ولكن في كل الأحوال، نأمل أن نكون في المرحلة الأخيرة من الحرب. لكن كلا الجانبين سوف يعانيان من صدمة طويلة الأمد - وعندما نتحدث عن الصدمة - يتعين علينا أن نتذكر أن الإسرائيليين سوف يتمكنون من إعادة تأسيس حياتهم. لكن كيف سيتمكن سكان غزة من استعادة حياتهم الطبيعية؟ لا أعرف حقًا. من سيساعدهم؟ ومن أين سيحصلون على أي نوع من المساعدات؟ إنها علامة استفهام كبيرة، لأن اتجاه العالم هو نسيان غزة بسرعة كبيرة.

بيكي أندرسون: جدعون، الساعات القليلة القادمة حاسمة للغاية هنا. إن النافذة تضيق أمام موعد التنفيذ يوم الأحد. هناك الكثير مما يجب القيام به. إذا كان ذلك سيحدث، فيتعين على المفاوضين الحصول على موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي هنا، وفي الوقت الحالي، كما ناقشنا، فإن هذا الأمر مؤجل. إذا كنت من هواة الرهان، يتوقع المرء، لأننا نفهم أن ستيف ويتكوف، مبعوث دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، مارس قدرًا هائلاً من الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لإتمام هذه الصفقة. إذا كنت من هواة الرهان، هل سيتمسك بهذه الصفقة لأنه يريد دعم دونالد ترامب في المستقبل؟ هل لديه أي فكرة في هذه المرحلة عن تفكير ترامب عندما يتعلق الأمر برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟

جدعون ليفي: من الواضح جدًا الآن أن تورط دونالد ترامب كان بمثابة تغيير في اللعبة. دعونا لا نخفي ذلك. كان اليوم الذي جاء فيه المبعوث الأمريكي إلى إسرائيل، السبت الماضي، هو اليوم الذي اضطر فيه نتنياهو إلى تغيير كل مواقفه تقريبًا والتي احتفظ بها لمدة 8 أشهر على الأقل، وقد فعل ذلك. لذا، فإن رهاني هو أن الأمر سيكون متوترًا للغاية حتى اللحظة الأخيرة، ولكن أخيرًا سيكون هناك اتفاق في نهاية هذا الأسبوع.