شعرت بفرح شديد وأنا أكتب السطر الأخير من روايتي الأولى عروس عمان. كانت مشروعا مؤجلا بعد سنوات من تدويني على الإنترنت، وكتابتي لبعض القصص والأفلام القصيرة. شغفي للكتابة لم يكن وليد الطفولة بل نما مع تعرفي على عالم التدوين الذين سهل من عملية النشر والتواصل.
من دون دراية سابقة في عالم النشر، لم أكن أعي أن العمل الحقيقي يبدأ عند نهاية الكتابة. ككاتب مغمور، لا يستند على مؤسسة تؤمن بموهبته أو بمكتشف للمواهب يفتح الأبواب أمامه، كان علي أن أتعلم بنفسي وأجتهد كي يبصر عملي الضوء.
تعاملي مع دار النشر للطبعة الأولى للكتاب لم يكن موفقا، لكنها كانت بداية جيدة للحصول على نسخة مطبوعة من الكتاب. مع عجز دار النشر عن توزيع الكتاب في المكتبات المهمة في عمان، كان علي أن أقوم بنفسي بذلك العمل. كان علي إقناع المسؤولين في تلك المكتبات بجدوى عرض رواية أولى لكاتب محلي غير معروف. أذكر وقتها موافقة المسؤول في أحد أهم المكتبات في عمان، قال بتردد، “أحضر سبع نسخ لنعرضها في رسم البيع”.
بعد يومين، كلمتني المكتبة تطلب المزيد بعد أن نفذت النسخ، وتحول تردد المسؤول إلى احتفاء بي من جميع العاملين في المكتبة الذين قرأوا الكتاب وأحبوه بدورهم وبدأوا بنصح زبائنهم به. قد يكون تسويقي للرواية على مدونتي هو ما بدأ شرارة الإهتمام بها، ولربما موضوعها المهم وقربها من الواقع ما ساهم بازدياد اهتمام الناس بها. لكن ذلك لم يأتي من دون جهد، فأنا لم أكتف بعرضها في عدة مكتبات، بل أيضا تواصلت مع جملون (متجر بيع الكتب الإلكتروني) وحصلت على دعمهم في طرح الرواية على الصفحة الأولى من موقعهم. في الحقيقة، وبغياب شبكة توزيع قوية، كان التعامل مع جملون حلا جيدا لنشر الرواية. في نهاية العام، كانت عروس عمان تحتل المرتبة الثانية في قائمة الكتب الأكثر مبيعا على الموقع.
التواصل مع دور النشر والمكتبات لا يكفي لإنجاح كتاب، هنالك شق إعلامي كان علي، وبالرغم من محدودية خبرتي في ذلك المجال، أن أطرقه. قمت بالتحضير لحفل التوقيع الأول بمكتبة البوكس آت كافيه في عمان، بمشاركة مجموعة "لا شرف في الجريمة" وبدعم من موقع بعمان. كنت محظوظا بكم المحبيين والداعمين، لربما كان ذلك يعود لعلاقاتي الشخصية، أو الإهتمام الإعلامي بدعم الكتاب الأردنيين، أو هي الضجة التي أثارها الكتاب لطرحه أمورا لم نتعود قراءتها في الأدب الأردني. قناة رؤيا كانت أولى طلاتي التلفزيونية، في برنامج "دنيا يا دنيا" الذي أصبح أحد أهم الإنتاجات الوطنية في دعم المواهب الشبابية. من بعدها خططت لحفل توقيع في بيروت بدعم من المؤسسة العربية للمساواة والحرية وظهرت في كل من تلفزيون المستقبل مع زافين وتلفزيون ال بي سي في برنامج هنا بيروت.
النسخة الأولى من الرواية نفذت خلال خمسة أشهر من نشرها، أعتقد أنه انجاز مقارنة بسوق الرواية الأردنية. تعرفت بعدها على ناشر جديد أعاد طباعة الرواية بشكل جديد أكثر جودة، أعاد تدقيق وتصحيح الأخطاء اللغوية في النسخة الأولى، تعامل مع الفنانة السورية سهير السباعي من أجل لوحة الغلاف، قام تنظيم حفل توقيع ثاني لي في عمان، طرح الرواية بنسخة الكترونية، وأراحني من مهمة توزيعها على المكتبات بنفسي. عربيا، طرحت الرواية في بيروت في مكتبات فيرجين، وهناك مخطط لطرحها عربيا.
أنشر تجربتي لأنني أعرف أن هنالك العديد من الكتاب الجدد الذين يجدون صعوبة في طرح أعمالهم. الطريق قد تكون صعبة وشاقة، ولكن هنالك دائما سبيل لمن يجتهد ويصبر ويعمل.
المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه، فادي زغموت، ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر CNN