القاهرة، مصر (CNN)-- يشهد الشارع السياسي في مصر صراعاً محتدماً حول هوية "ثورة 25 يناير"، قبل أيام على الذكرى الثالثة للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق، حسني مبارك، بعد نحو ثلاثة عقود أمضاها في الحكم.
وبينما تصر بعض القوى السياسية، ومن بينها جماعة "الإخوان المسلمين"، على نسب الثورة إليها، تقول تيارات أخرى إن الثورة، التي ساندها الجيش، قد اختطفت من قبل الجماعة، التي أعلنتها الحكومة المصرية مؤخراً "تنظيماً إرهابياً."
إلا أن أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية "المؤقت"، عدلي منصور، تدخل لحسم هذا الصراع، بقوله إن "ثورة يناير هي ثورة كل الشعب المصري، بلا حركة قائدة، أو زعيم ملهم، ولا يحق لأحد أن يحتكر الحديث باسمها."
وأضاف المسلماني، في تصريحات أوردها التلفزيون المصري نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الثورة هي "ثورة شعب خرجت جموعه لأجل إسقاط الحكم الجاهل والفاسد -- أحمد المسلماني، ولأجل بناء جمهورية جديدة، خالية من الفقر والمهانة."
وبمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، أصدرت جماعة الإخوان بياناً مساء الثلاثاء، حصلت عليه CNN بالعربية، ذكرت فيه أنها أخطأت بـ"حسن الظن" بالمجلس العسكري، الذي تولى إدارة شؤون البلاد بعد إعلان تنحي مبارك.
وبينما ذكرت الجماعة أن ثورة 25 يناير "صهرت كل الفصائل والتوجهات في بوتقة الوطنية الخالصة العابرة للولاءات الحزبية والمذهبية"، فقد دعت "كافة القوى" إلى "الاستمرار في الثورة" من أجل "كسر الانقلاب ودحره."
ورداً على بيان الإخوان، أصدر ما يُعرف بـ"تيار المستقبل"، بياناً الأربعاء، استنكر فيه "ادعاء الجماعة الإرهابية، بأنها كانت جزءاً من ثورة يناير، التي يعلم القاصي والداني أنها اختطفتها، بمساعدة جهات أجنبية معلومة، وحولت مسارها."
كما ندد التيار بما اعتبرها "محاولة الالتفاف على إرادة المصريين، التي اقتلعت نظام الجماعة الخائن للوطن، والذي تتكشف حقائقه يوماً بعد يوم"، وفق ما أورد موقع "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وشدد "تيار المستقبل"، والذي تم تشكيله في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بهدف "توحيد جهود الثوار، لتحقيق أهداف الثورة، والقصاص للشهداء"، على أنه "لا تصالح مع كل من أستباح دماء أبناء الوطن وممتلكاته ومنشآته."
وتابع: "الجماعة التي تريد التصالح، يجب أن تبتعد عن السياسة والمشهد، وأن تقدم قياداتها المتورطة في دماء المصريين، والقابعين منهم في بعض الدول العميلة، إلى ساحات القضاء، حتى يتم القصاص لدماء أبناء الوطن"، بحسب البيان.